رغم أن "ه.م"، طالبة بكلية الطب، إلا أن ذلك لم يمنعها من محاولة البحث عن عمل، حتى تتمكن من توفير نفقات دراستها، ومساعدة والدتها التي انفصلت عن زوجها لخلافات بينهما، وبدأت بالفعل في تصفح المواقع والجرائد، أملا منها في العثور على عمل يتناسب مع طبيعة دراستها، لكن دون جدوى، فكل الوظائف تحتاج لتفرغ، لذلك قررت عمل صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ووضعت عليها بيانات تطلب من خلالها العمل كجليسة أطفال، بشرط تكون الإقامة لدى أصحاب العمل.
واعتقدت المجني عليها، بأنها بتلك الوسيلة ستحصل على عمل مناسب، لكنها لم تكن تدرك أن ما فعلته سيجعلها فريسة صيد سهلة، بالنسبة للعديد من الرجال، وبالفعل استغل أحدهم ذلك، وقام بالنصب عليها، ومن ثم اغتصابها، وقد تم القبض عليه، وحبسه، ومن ثم إحالته لمحكمة الجنايات لمعاقبته.
"كانت حالتها سيئة جدًا، ومنهارة في البكاء"... بهذه الكلمات بدأ يروي "أ"، طبيب، في العقد الثالث من العمر، الحالة التي وجد عليها خطيبته "ه. م"، بعدما تعرضت للاغتصاب على يد سائق يدعي "خ. ف"؛ حيث أكد أن خطيبته أخبرته بأنها ذاهبة للعمل كجليسة، وبعدها فوجئ بأنها تتصل به، وهي في حالة انهيار تام، وتخبره بأن الشخص الذي ذهبت للعمل لديه احتجزها داخل شقته واغتصبها وتركها تغادر.
فطلب منها خطيبها، إرسال مكانها عبر "GpS"، وأسرع إليها، واصطحبها، وذهب بها لقسم شرطة الهرم، وقام بتحرير محضر بما حدث معها، على الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ، وبعمل التحريات تبين صحة ما جاء بأقوال المبلغ، وبناء على ذلك تم القبض على المتهم، واستدعاء المجني عليها للتحقيق معه.
وأضافت التحقيقات، أنه بسؤال المجني عليها "ه.م"، طالبة بالسنة الرابعة بكلية طب الأسنان، أكدت أنها تقيم رفقة والدتها، بعد انفصال والدها، وحالتهم المادية بسيطة، نظرا لحاجتها للمال لمتابعة دراستها، قامت بعمل إعلان على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تطلب فيه العمل كمربية أطفال، مقابل مبلغ مالي، بشرط أن تكون الإقامة كاملة بمنزل أصحاب العمل، وبالفعل تلقت اتصالا هاتفيا من المتهم، يطلب منها الحضور للعمل لديه.
وأشارت التحقيقات، إلى أن المجني عليها ذهبت لمنزل المتهم، وبمجرد وصولها سألته عن زوجته، فأخبرها بأنها ذهبت لعملها، وكان ذلك على خلاف الحقيقة، فهو منفصل منذ سنوات عن زوجته، ولم تشك المجني عليها في كلامه، خاصة وأن لديه أطفال، لذلك تسلمت عملها، وبعد مرور عدة ساعات، فوجئت بالمتهم يحاول الاعتداء عليها جنسيًا فقاومته، لكنه هددها بسلاح ناري، فرد خرطوش صوت، وتمكن من التعدي عليها جنسيًا، واغتصابها كرهًا عنها، وتركها تغادر الشقة.
وبمواجة المتهم بأقوال المجني عليها؛ اعترف بارتكابه الحادث، وفور ورود تحريات الأجهزة الأمنية، التي ثبت منها ارتكاب المتهم للواقعة، وأيضًا تقرير الطب الشرعي الخاص بتوقيع الكشف الطبي على المجني عليها، والذي ثبت من خلالها تعرضها للاغتصاب، أمرت النيابة بإحاله المتهم لمحكمه الجنايات، لمعاقبته فيما هو منسوب إليه من تهمة حجز فتاة بالإكراه واغتصابها.