تعمل الدولة على قدم وساق منذ عام 2019 بهدف تكثيف العمل بمبادرة حياة كريمة التي أطلقها رئيس الجمهورية، لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، حيث جاء تركيز المبادرة على المجتمعات الريفية "المناطق العشوائية" الأكثر احتياجا والتي تعتمد على الأنشطة الخدمية والتنموية وتوفير فرص عمل.
وتهدف المبادرة إلى تطوير التعليم من خلال إنشاء مدارس لكافة المراحل التعليمية مع استهداف إقامة 13 ألف فصل، والتي بلغت نسبة الإنجاز من خلال المبادرة أكثر من 20%، حيث يتم إنشاء 14 ألف فصل جديد، إنشاء 14 ألف فصل هدفه تخفيض كثافة الفصول لخدمة المناطق المحرومة من التعليم، رفع كفاءة أكثر من 25% من المدارس القائمة، وتطوير ورفع كفاءة أكثر من 1250 مبنى قائم.
جدير بالذكر، أن إنجازات المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة، تتضمن الانتهاء من 375 تجمع ريفي بنهاية 2021، 4.5 مليون إجمالي عدد المستفيدين، 13.5 مليار جنيه إجمالي الاستثمارات، 47 تجمع ريفي تم تغطيته بخدمات الصرف الصحي، 8.8 تجمع ريفي يتم تحسين خدمات الوصول لمياه الشرب، تطوير 22 ألف منزل، 92 تجمع ريفي تم تحسين شبكات الطرق وخدمات الإنارة لربطها بمحاور التنمية، 21.9 ألف منزل تم رفع كفائتها وتطويرها لتصبح سكن كريم، 51 وحدة صحية تم رفع كفاءتها الانشائية بتجهيزات مناسبة، 31 ألف تدخل تم تنظيم الخدمات الصحية والاجتماعية، 1100 فصل جديد تم تنفيذه ليستوعب 44 ألف طالب، تخصيص 400 مليون جنيه كقروض لتمويل مشروعات صغيرة، 10 مليون جنيه لتوفير تدريب مهني وحرفي.
الجانب الحضاري
ويقول الدكتور الحسين حسان خبير التطوير الحضارى ورئيس اتحاد مؤسسات افريقيا للقضاء على العشوائيات بدولة غان، إن "حياة كريمة" أحد أهم المكتسبات خلال السنوات الماضية، خاصة وأن الريف المصري عانى كثيرا على مدار 100 عام، بالرغم من كونه العمود الفقدري للدولة المصرية، ويصل عدد سكانه ما يزيد على 58 مليون مواطن.
وأكد أن مبادرة الرئيس لتطوير 4500 قرية فى 3 سنوات أكبر المشروعات على مستوى العالم التنمية بالمبادرة وصلت لـ60% من مواطنيها بالتعاون بين اجهزة الدولة، حيث أن تطوير المدارس وإنشاء مدارس جديدة ومستشفيات ومراكز شباب وتطوير وإنشاء وحدات الصحية وإنشاء مجمعات حكومية وتوفير خدمات خاصة بالمياه والغاز والكهرباء وتطوير الاتصالات ورفع كفاءة البنية التحتية لتحقيق تنمية شاملة بالريف المصري.
وأضاف حسان لـ"البوابة نيوز"، أن شباب الريف يشكلون ثلثي جميع الشباب في البلدان النامية لأن احتياجات شباب الريف تكون ملحة بصفة خاصة ولا توجد دولة تهتم بالريف مثل مصر الى الآن، مضيفا أن مبادرة حياة كريمة لتطوير الريف فى مصر تعد عملاق المشروعات العالمية.
وتابع أن مصر الدولة الوحيدة عالميا التي تسعى الى تحسين وتطوير معيشة 58 مليون مواطن مصري يسكنون القرى من بين عدد السكان الكلي الذي يصل إلى 102 مليون نسمة فالريف يتكون 4741 قرية و31 ألف عزبة كفر ونجع بتكلفة 700 مليار جنيه أى ثلث موازنة هذا العام والتى تبلغ 2.2تريليون جنيه، مصر تسعى إلى قطاع ريفي يستطيع أن يكون عصريا ومنتجا يصل حجم استهلاك السوق المحلية من المنتجات الحرفية فى القرى المصرية إلى 25 مليار جنيه من منتجات الحرف اليدوية، متوقعا أن يصل الى 300 مليار جنيه بعد انتهاء مشروع تطوير الريف المصرى.
وأضاف: "أعتقد أنه من أفضل الإيجابيات لمبادرة حياة كريمة أنها ستجعل الريف جاذب للسكان وليس طاردا، إضافة إلى زيادة مستوى دخل المواطن داخل الريف أكثر من المواطن الذي يقطن المدن وعواصم المحافظات بعد جنى ثمار انجازات مبادرة حياة كريمة، ولذلك من الضروري ترسيخ انجازات مبادرة حياة كريمة الريف المصرى ووضعها ضمن المناهج التعليمية فى المراحل التعليمية المختلفة حتى يحافظ أبناؤنا على هذه الانجازات، ولتنمية الحس الوطنى لدى شبابنا والاهتمام بتصحيح أفكارهم".
كما طالب حسان مجلس الشيوخ والنواب بوضع تشريعات تحافظ على المكتسبات والانجازات فى كل المشروعات الخاصة بالريف المصرى.
الجانب التعليمي
وقالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب سابقًا، إنه من الجيد تعريف الطلاب بهذه المبادرات وخاصة حياة كريمة لأنها من أوائل المبادرات التي تلمس فئة كبيرة بها معاناة شديدة وإحساس المجتمع بها، وقوف المجتمع بجانبها ومشاركتها في رفع مستوى هؤلاء الناس الذين كانوا في معاناة كبيرة، هذا العمل سيعطي للطلاب احساس بهذه الفئة وروح المشاركة والمواطنة.
وتابعت إذا تم وضعها في الطلاب من الصغر بكل المراحل التعليمية وتدريسها بالطريقة الصحيحة والتي تتناسب مع الطلاب سيكون لديهم روح المشاركة ومن ثم سيشارك الطلاب في الإجازات بالعديد من المبادرات خاصة حياة كريمة نتيجة تعلمها وعلى المدى البعيد ستكون روح المشاركة متواجده.
وأوضحت عندما يكون الاهتمام بالقرى أحد أهداف مبادرة حياة كريمة من ناحية المعيشة والمرافق، متابعة ان عدم وجود مدارس قريبة بالقرى مشكلة كبيرة ومن ثم يحرم الطفل من الذهاب للمدرسة، فمعنى تطوير واكتمال كل الأمور الخاصة بالتعليم إنشاء مدارس جديدة والترفيه والنوادي والمنزل ذاته حتى يكون آدميا وهي أحد الأساسيات التي يتطلبها أي شخص، ذلك سيوفر للجيل الجديد حرفيا حياة كريمة وتعليم جيد وستمحي محو الأمية، حيث يستطيع أن يخرج كما يحب مع استمرار كافة مراحل التعليم وزيادة مراحله في الفترات القادمة لتحقيق التنمية من خلال تعليم وصحة وبناء.