الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بسبب الوجبات المدرسية.. «لحم الخنزير» يثير جدلًا للمسلمين فى فرنسا

لحم الخنزير
لحم الخنزير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يواجه الطلاب المسلمون، فى بلدة بيزييه الفرنسية، معضلة كبيرة، كلما حان وقت تناول الغداء، فى مطاعم المدارس الابتدائية، حيث إنهم لا يتناولون لحم الخنزير، وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية، وذلك فى الوقت الذى قامت فيه السلطات المحلية بإزالة العديد من الأنواع من قائمة وجبات الطعام، فى المدارس العامة، وأصبح لحم الخنزير الآن هو الوحيد فى القائمة.

يشتكى العديد من أولياء الأمور، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، من هذا السلوك غير المسئول، الذى قامت به السلطات المحلية فى فرنسا، ويصفونه بالاستفزاز.

وأصبحت المدارس العامة فى جميع أنحاء فرنسا ساحات للصراع بين شرائح من السكان المسلمين فى فرنسا وأنصار العلمانية، والفصل الصارم بين الدين والدولة فى البلاد.

ويقول العديد من العائلات المسلمة إن السلطات توسع تفسيرها للعلمانية- تطبقه على كل شيء بدءًا مما يتم تقديمه فى الكافتيريا إلى ما إذا كان بإمكان الأمهات المسلمات مرافقة أبنائهن فى رحلات ميدانية وهن يرتدين الحجاب- بطرق تستهدف المسلمين بسبب معتقداتهم الدينية.

ويقول المعلمون والإداريون والمسئولون الفرنسيون، إنهم يقاومون التحول الثقافى المستمر منذ عقود، والذى تعرضت فيه المدارس لضغوط لاستيعاب المعتقدات الدينية للعديد من المسلمين الفرنسيين.

كما يقولون، إن الضغط يقوض جمهورية مبنية على مبدأ العلمانية وقيم المساواة والحرية والأخوة. يستشهد الطلاب بمعتقداتهم الدينية فى رفض حضور دروس علم الأحياء أو التاريخ أو الموسيقى، وفقًا لما سرده المعلمون.

ويقول المعلمون، إن الآباء يمنعون بناتهم أيضًا من المشاركة فى دروس السباحة، أو الذهاب فى رحلات ميدانية.

وأظهر استطلاع حديث أجرته وكالة Ifop، ومقرها باريس، أن ٥٣٪ من المعلمين يقولون إن بعض الطلاب فى مدرستهم الإعدادية أو الثانوية يستشهدون بمعتقداتهم الدينية، فى رفض المشاركة، مقارنة بـ٤٦٪ من المعلمين عام ٢٠١٨. وفى يونيو الماضي؛ أعلنت وزارة التعليم عن خطط لإطلاق برنامج تدريبى علمانى جديد للمعلمين، على مدى السنوات الأربع المقبلة. كما اقترحت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، مشروع قانون على البرلمان، من شأنه أن يجرم الضغط على المعلمين أو أى موظف حكومى آخر باسم الدين.

وتقول جماعات حقوق الإنسان، إن أطفال المدارس وأولياء الأمور الذين يرفضون الالتزام بقواعد المدارس العامة، يمثلون أقلية من الجالية المسلمة فى فرنسا.

ويقول بعض الآباء، أيضًا إن السلطات تخلط بين سلوك الأطفال- سواء كان حادثًا مؤسفًا فى الملعب أو تمردًا بين المراهقين- والتطرف الديني.

وفى خطابه فى الخريف؛ انتقد «ماكرون»، المسئولين المحليين الذين «تحت ضغط من الجماعات أو المجتمعات فكروا فى فرض وجبات معدة وفقًا للإرشادات الدينية فى كافتيريات المدارس».

ورفض مكتب ماكرون تحديد المسئولين المحليين، الذين كان يشير إليهم فى خطابه. وأدت موجات الهجرة من المستعمرات الفرنسية السابقة، فى شمال أفريقيا، إلى تغيير التركيبة السكانية لبعض البلدات، فى المناطق الريفية بفرنسا، وكذلك معاييرها.

وبدأ العديد من المدارس فى جميع أنحاء البلاد، فى تقديم ما يعرف بالوجبات البديلة كلما كان لحم الخنزير فى القائمة. قدم هذا خيارات مثل لحم البقر أو الدجاج للأطفال المسلمين أو اليهود الذين لم يرغبوا فى أكل لحم الخنزير.

وقضت المحكمة الإدارية العليا فى فرنسا، فى ديسمبر الماضي، بأن مبدأ العلمانية لا يمنع المدارس من تقديم وجبات بدون لحم خنزير، لاستيعاب المعتقدات الدينية الشخصية، لكن المدارس ليست ملزمة بالقيام بذلك.

جاء الحكم ردا على شكوى رفعتها جمعية إسلامية، ضد السلطات المحلية فى شالون سور ساون، وهى بلدة فى شرق فرنسا؛ حيث توقفت المدارس عن تقديم وجبات بديلة عام ٢٠١٥. 

وقال رئيس مجلس المؤسسات اليهودية فى فرنسا، فرانسيس كاليفات، إن إلغاء الوجبات البديلة يخلق مشكلات غير ضرورية. قال كاليفات: «يتم استبعاد أطفال معينين من جزء مهم من الحياة المدرسية».