حلم جميل وواقع أجمل عاشته إيطاليا، عقب تتويج منتخب الأزوري بلقب بطولة أمم أوروبا يورو 2020 عقب الفوز على إنجلترا بركلات الترجيح أمس الأول الأحد على ملعب "ويمبلي" في العاصمة لندن ليعود المنتخب الإيطالي لمنصة التتويج الأوروبية بعد غياب 53 عاما منذ التتويج بلقبه الوحيد في بطولة أوروبا عام 1968.
لم يكن أكثر المتفائلين في إيطاليا يحلم بالوصول إلى منصة التتويج والتربع على عرش القارة العجوز بعد أن فشل الأزوري في التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا ولكن الحلم أصبح حقيقة خلال أقل من 3 أعوام، ورد روبورتو مانشيني الذي تولى قيادة الأزرق في ظروف صعبة ولاقى اعتراضًا وهجومًا من وسائل الإعلام الإيطالية في بداية مشواره، على الجميع وأثبت أنه مدرب عبقري قدم للكرة الإيطالية جيلًا جديدًا من اللاعبين معتمدا على اللعب الجماعي بعيدًا عن النجم الواحد الذي كان يسيطر على المنتخب الأزوري في السنوات الماضية ودفعت الكرة الإيطالية الثمن.
مانشيني العبقري أصبح أسطورة في إيطاليا بعدما قدم بطولة استثنائية وأعاد هيبة الكرة الإيطالية بعد سنوات عجاف وأعاد اللقب القاري إلى روما من جديد.
وكانت الخبرة سلاح المنتخب الأزوري رغم أن معظم لاعبي الفريق من الشباب ولكن الثنائي جورجي كيليني وليوناردو بونوتشي ثنائي الدفاع الحديدي في الخط الخلفي للازوري أثبتا أن "الدهن في العتاقي" وقدما بطولة استثنائية رغم أن القائد كيليني تخطى عمره الـ36 عاما، بينما تجاوز بونوتشي عامه الـ34 ولكن في الملعب تشعر أنهما لم يتجاوزا الـ20 عامًا.
كيليني كان قائد بمعنى الكلمة فلا يكل ولا يمل من الجري في الملعب دافع عن مرمى الأزوري بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة وخلال مباراة النهائي كانت لقطته مع ساكا مهاجم إنجلترا نقطة تحول بعدما جذب لاعب الخصم مع القميص لمنعه من الانفراد بالمرمى وتسجيل هدف الفوز، كما أصبح كيليني أول لاعب في بطولة أوروبا يشارك أمام منافس واحد 5 مرات عندما لعب ضد إسبانيا في نصف النهائي ليكتب تاريخا يصعب تكراره بعدما سبق له المشاركة ضد الماتادور في يورو 2008 و2012 مرتين و2016.
أما "بونوتشي" فأصبح أكبر لاعب يسجل في نهائي أمام أوروبا عن عمر 34 عاما و71 يوما بعدما سجل هدف التعادل للأزوري في مرمى إنجلترا قبل أن يحرز ضربة الجزاء أيضًا ويساهم في تتويج بلاده باللقب.
ويبقى جيانلويجي دوناروما نقطة التحول في منتخب إيطاليا وحامي عرين الأزوري، الذي نجح في جميع الاختبارات خاصة ركلات الترجيح فكان اخطبوطا في المرمى بتصدياته الرائعة ليتوج في النهاية بجائزة أفضل لاعب في البطولة وهي المرة الثانية التي يفوز فيها حارس مرمى بجائزة أفضل لاعب في تاريخ البطولة بعد بيتر شمايكل حارس وقائد منتخب الدنمارك الذي قاد بلاده للفوز بالبطولة عام 1992.
من ناحية أخرى، يستقبل سيرجيو ماتاريلا رئيس إيطاليا، منتخب الأزوري اليوم الثلاثاء في قصر كيرينالي بالعاصمة الإيطالية روما لتكريم اللاعبين والجهاز الفني على الإنجاز الكبير بالتتويج بلقب أوروبا.
