الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مسجل خطر وزوجته يحرقان طفلهما بالهرم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم ابتعاد (أ. م)، وزوجته (ح. ف)، عن طفلهما "مصطفى"، الذي لم يتجاوز عقده الأول بعد، لسنوات، إلا أن ذلك لم يمنعهما من التعدي عليه وتعذيبه، بدل تعويضه عن سنوات الحرمان التي عاشها بمفرده، خلال إقامته لدي جدته، التي أحسنت تربيته، وحاولت أن تكون له الأسرة التي حرم منه، في ظل غياب والديه، وانتهي الأمر بهما خلف قضبان السجن مرة أخري، لينتظرا عقابهما عما صدر منهما بحق طفلهما.
"حبه لجدته ورغبته في العيش معها أصابنا بالغضب رغم أننا والديه".. بتلك الكلمات بدأ المتهمان رواية تفاصيل الحادث، خلال التحقيقات التي أجرتها نيابة جنوب الجيزة.
فقال المتهم الأول (أ. م)، مسجل خطر، يبلغ من العمر ٣٥ عامًا، إنه تعرف على زوجته (ح. ف)، في العقد الثالث من العمر، وتزوجها بعد عدة سنوات من الارتباط، واستأجر منزلا بمنطقة الهرم، وأقاما فيه، وأضاف أن حياتهما كانت عادية، رغم أنه لم يكن له عمل مستقر، لانه لا يملك شهادة، كما انه كثير المشكلات، لذلك كان يتم طرده من عمله بشكل مستمر.
وتابع المتهم، بأن أحوالهم المادية بدأت تتدهور، خاصة بعد قدوم مولودهما الأول "المجني عليه"، ومع استمرار تدهور الحالة، وصعوبة إيجاد عمل مناسب، فكر الزوج في طريق سهلة يتمكنان من خلالها من جمع المال بسرعة، فلم يكن أمامهما سوى تكوين تشكيل عصابي، تخصص في سرقة المواطنين بالإكراه، وكذلك المنازل.
وبالفعل ارتكبا أكثر من واقعة، وازدهرت حالتهما المادية، ورغم ذلك لم يتوقفا عن فعلتهما، رغم حبسهما أكثر من مرة، وكانت مدة الحبس لا تتجاوز الأشهر، وفي تلك الفترة كانا يتركان الطفل لدي جدته لوالده، واستمر الحال هكذا لفترة، حتى بعد خروجهما من السجن كررا جرائم السرقة مرة أخرى، حتى وقعا في قبضه الشرطة، لكن هذه المرة اختلف الأمر، فقد صدر ضدهما حكم بالسجن ٧ سنوات.
وقالت الزوجة المتهمة، خلال التحقيقات: "خلال قضاء تلك المدة بالسجن، مكث طفلنا لدي جدته، التي قامت بتولي أمره وتربيته، كانت تحنوا عليه، وتجلب له كل ما يريد، لذلك تعلق بها كثيرا، حتى بعد خروجنا من السجن، أخذنا الطفل لكي يعيش معنا، وقررنا التوقف عن أعمال السرقة، ولكن بمجرد مكوث الطفل معنا لعدة أيام، بدأ يبكي ويطلب أن يذهب للعيش مع جدته، لأنه يحبها كثيرا.
وأضافت الزوجة المتهمة: الأمر الذي أشعرنا بالغضب، خاصة أنه لم يتوقف عن البكاء، ولم يكف عن طلبه، حتى قررنا معاقبته، فقمنا بضربه، وحرق جسده بالسجائر وبالملعقة، لكنه لم يتوقف عن البكاء وطلب العودة لجدته، فكان والده يصعقه بالكهرباء، فازداد طلبه، رغم أن جسده أصبح هزيلا من كثرة التعذيب، وكذلك إصابته بعاهة مستديمة في يديه.
وتابعت المتهمة: "استمرت رحلة تعذيب الطفل لفترة، لم نتوقف يوما عن فعل ذلك، وكذلك منعناه من رؤيه جدته، وبعدما غاب عنها لعدة أسابيع، حضرت لرؤيته يوم الواقعة، وعندما رأت آثار التعذيب عليه اصطحبته معها بالقوة، وغادرت، واعتقدنا أن الأمر انتهي عند هذا الحد، لكن بعد ساعات وجدنا قوة من ضباط مباحث الهرم، حضرت للمنزل، وألقت القبض علينا، وبعدها اكتشفنا أن جدة الطفل قامت بالإبلاغ عنا، وقد اعترفنا خلال التحقيق بتعذيب الطفل".
وفور الانتهاء من التحقيق؛ صدر قرار بحبسهما، وبعد ورود تحريات الأجهزة الأمنية حول الحادث، والتي أكدت أن والديه قاما بتعذيبه، بعدما رفض العيش معهما، وطلب المكوث مع جدته، كما تبين أنهما مسجلان، ولديهما معلومات جنائية.
كذلك ورود تقرير الطب الشرعي، الذي اتضح من خلاله أن الطفل تعرض للتعذيب الشديد، الأمر الذي نتج عنه إصابته بعاهة مستديمة، وكذلك أقوال شهود العيان، الذين أكدوا أنهم كل يوم كانوا يسمعون صرخات الطفل، وعندما حاولوا الاستفسار والتدخل لحمايته، منعهم المتهمان، وبناء على ذلك أمرت النيابة بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية.