يشارك الناقد المسرحي أحمد محمد الشريف، في معرض القاهرة الدولي الكتاب في دورته الـ52، بالمجموعة القصصية "الحلم والبحر" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والتي تنطلق غدا الأربعاء وتستمر حتى 15 يوليو المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتحمل هذه الدورة شعار "في القراءة.. حياة".
تضم المجموعة 27 قصة وهي: "الحلم والبحر"، "أمواج الخريف"، "تحطيم الآلهة"، "الجد نوح"، "عقب"، "شموع"، "المزلقان"، "خرج ولم يعد"، "قطرة"، "اللون الثالث"، "مع إيقاف التنفيذ"، "هيام"، "الصرخة"، "حنين"، "سكن + وظيفة"، "ليتني سيزيف"، "التابوت الأزرق"، "حلم زجاجي"، "كلمات متقاطعة"، "لن أستسلم أبدا"، "صحوة الأسطى سلطان"، "حب"، "رنات الصمت"
ومن أجواء المجموعة يقول المؤلف عن قصة "قطرة": "امتدت يداها الناعمتان نحوه، جسته أولًا بأصابعها الرقيقة، تحسست ملمسه، أطالت النظر إلى ذلك اللون الخمري الرائع في عينيها، تكتشف ما به من جاذبية تجذبها نحوه، يخيل إليها أنه هو الآخر ينظر إليها بنهم، وأنه يشتاق إليها، بريقه يسحرها، لكن بصرها قد تركز في هذا السائل الممتع، رفعت الكأس بإصبعيها، باليد الأخرى تتلمس قاعدته وكأنها تتعرف عليها لأول مرة، ربما امتدت بلورات الكأس نحوها، أحاطت شعرها الداكن، جذبتها نحوها، شيئًا فشيئًا مدت شفتيها نحو الكأس، لامست شفته، مع أول قطرة رشفتها شعرت بانتعاشة الدنيا والآخرة.. أطبقت على الكأس بكلتا يديها.. على أنغام الموسيقى، قامت ترقص معه، ضمته إلى صدرها، ذابت في أحلامها معه، تراه قد اندس بين نهديها يرويهما عطش السنين، تسقط قطرة منه على نهدها خلف ثوبها الشفاف، تسيل القطرة قليلًا وتكمل مسيرتها حتى بين فخذيها، تضم شفته إلى شفتيها مرة أخرى لترشف منه، تنهل منه رويدًا، تمر لحظات.. ربما ساعات، وهي غائصة بين أحضان وقبلات كأسها، تائهة في أحلامه، تعلو بداخلها النشوة، رأسها يدور رويدًا رويدًا، حتى استلقت على ظهرها ولم تشعر بما حولها.. خيوط الشمس تتسلل من الشباك، حتى استقر الضوء على عينيها، رفعت جفنيها ببطء، وقد توقفت الموسيقى، تلفتت حولها، أحست بالكأس في يدها وقد فرغ تمامًا، نظرت إليه لحظة.. أطاحت به بعيدًا، سقط الكأس على الأرض، تهشم تمامًا، نهضت من مكانها، بدأت تستعد لأعمال يوم جديد.. سالت على الأرض قطرة كانت ما تزال عالقة بالكأس..
كما تحتوي المجموعة أيضا على إسقاطات زمنية ناعمة مثل قصة "حكم قرود" وغيرها، وإسقاطات دينية مثل قصة "سقوط" وغيرها، وفى قصة "لعبة الأقنعة" تحمل معان مختلفة، إذ يرتدي الجميع الأقنعة الممثلين والمتفرجين.