تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
شهد يوم الأربعاء الماضي، حادثة جذبت أنظار العالم، حيث سارعت المقاتلات الروسية من طراز "سوخوي ٢٤" في إطلاق طلقات تحذيرية أعقبتها بقنايل بوجه المقاتلة البريطانية "ديفندر" وادعت موسكو دخول "ديفندر" إلى حدودها البحرية، ودخلت المياه الإقليمية بالقرب من منطقة "فيولنت" لمسافة نحو ثلاثة كيلومترات.
كانت تلك الرواية الروسية للحادث، فيما تناقضت رواية بريطانيا التي أوضحت أن المقاتلة أبحرت في المياه الأوكرانية، وكانت تقوم بمرور بريء في المياه الإقليمية الأوكرانية بموجب القانون الدولي، وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن السفينة سافرت في ممر عبور معترف به دوليا.
ويكشف ذلك الحادث الخلاف حول الممرات البحرية، بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في ٢٠١٤ وهي الخطوة التي جوبهت برفض دولي كبير، وتمثل حادثة البحر الأسود تصعيدا في المواجهة بين الغرب وروسيا حول الممرات البحرية المتنازع عليها.
وانتقلت الأزمة من المواجهة العسكرية إلى أروقة الدبلوماسية باستدعاء روسيا للملحق الدفاعي البريطاني في موسكو وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، حيث وصفت وزارة الدفاع الروسية تصرف السفينة بأنه "انتهاك خطير".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها، إن هذه الحادثة هي أكبر تصعيد بين روسيا والناتو خلال السنوات الماضية، حيث ألقي أربع قنابل في مسار المدمرة البريطانية، بعدما تجاهلت الطلقات التحذيرية من المقاتلة "سوخوي ٢٤".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الخلاف الذي حدث يأتي في وقت تكثف فيه روسيا ضغوطها على حلف شمال الأطلسي "الناتو" لإلغاء مناورات "سي بريز" العسكرية التي من المقرر أن تبدأ في منطقة البحر الأسود الاثنين ٢٨ يونيو الجاري، ومن المقرر أن تشارك ٣٢ دولة وهو رقم قياسي، وفقًا لمكتب الشئون العامة بالأسطول الأمريكي السادس.
وأوردت الصحيفة الأمريكية تصريحات للمحلل الروسي مارك جاليوتي الذي أكد أن مهمة "ديفيندر" إلى البحر الأسود كانت سياسية لدعم أوكرانيا، وتذكير موسكو بأن ضمها لشبه جزيرة القرم لم يُقبل، موضحا أن روسيا ترسل على ما يبدو رسالة إلى حلف الناتو، تعزز مطالبتها بالبحار قبالة شبه جزيرة القرم.
وتابع "جاليوتي": "لم تستطع موسكو الاعتراف بأن سفينة تابعة للبحرية الملكية يمكن أن تبحر عبر شبه جزيرة القرم دون عقاب"؛ مشيرًا إلى أن "الروس دائمًا ما يهتمون بالبريطانيين أكثر من أي أوروبيين آخرين لأنهم يرونهم ألد أعدائهم، ولكن أيضًا لأن المملكة المتحدة أكثر نشاطًا في تحدي موسكو".
وكان وزير الدفاع سيرجي شويجو، توقع في تصريحات سابقة، أن تستمر المواجهة العسكرية بين روسيا والناتو لسنوات عديدة، منتقدًا زيادة إنفاق الحلف؛ مشيرًا إلى أن "الوضع في أوروبا متفجر"، في أعقاب حشد عسكري روسي مكثف على الحدود الأوكرانية وفي شبه جزيرة القرم مؤخرًا، كجزء من التدريبات العسكرية الروسية في المنطقة، وأكد المسئولون الأوكرانيون إن الكثير من المعدات العسكرية التي تم نقلها إلى حدودها لم يتم سحبها بعد.