افتتح الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، "سفارة المعرفة" بهيئة قناة السويس، اليوم الأربعاء، وذلك بحضور عدد من قيادات الهيئة ومكتبة الإسكندرية بمقر المكتبة الرئيسية للهيئة.
يأتي ذلك نتاجًا للتعاون المُثمر بين مكتبة الإسكندرية وهيئة قناة السويس. وتعد سفارة المعرفة الجديدة هي الأولى من نوعها خارج نطاق الجامعات، والسفارة الـ 23 التي تنشئها مكتبة الإسكندرية.
بدأت الزيارة بإزاحة الستار عن سفارة المعرفة بهيئة قناة السويس، وتفقد القاعات المُلحقة ثم مشاهدة فيلم قصير عن سفارات المعرفة وأهميتها، ثم التواصل مع عدد من ممثلي سفارات المعرفة بالجامعات المصرية ممن قدموا التهنئة والإشادة بمثل هذا التعاون المُثمر والهادف لإثراء المعرفة.
واصطحب الفريق أسامة ربيع الدكتور مصطفى الفقي والحضور للقيام بجولة بحرية في قناة السويس الجديدة، تلاها التوجه لمبنى المارينا الجديد شرق القناة حيث انعقدت ندوة تثقيفية تحت عنوان "مكانة مصر بين الإقليمية والدولية" حضرها عدد من قيادات الهيئة والعاملين بها وممثلين عن إدارات الهيئة المختلفة.
ورحب الفريق أسامة ربيع بالدكتور مصطفى الفقي والوفد المرافق له في هيئة قناة السويس، وأبدى سعادته وفخره بالتعاون مع واحدة من منارات الفكر والثقافة على مستوى العالم، وهي مكتبة الإسكندرية، مؤكدًا على أن افتتاح "سفارة المعرفة بقناة السويس" يعد تكليلًا لمسيرة من التعاون المشترك بدأت منذ عام 2018 والتي بدأت بمشروع ترميم مخطوطات هيئة قناة السويس والذي يهدف لترميم 1852 مخطوطة تاريخية.
وأضاف رئيس الهيئة أن هذا التعاون يعد خطوة جديدة نحو تعزيز التحول الرقمي داخل هيئة قناة السويس، وذلك بتطبيق أحدث تكنولوجيا المعلومات في الربط بين سفارة المعرفة داخل الهيئة وبين مكتبة الإسكندرية وباقي السفارات التابعة لها.
وأشاد الفريق أسامة ربيع بالدور الثقافي والفكري للدكتور مصطفى الفقي، في إثراء المعرفة على مدى رحلته المهنية الذي تقلد خلالها العديد من المناصب المهمة على الصعيدين المحلي والدولي، ومن خلال كتاباته وتحليلاته المعبرة بعمق عن التجربة المصرية وتطوراتها.
ومن جانبه أبدى الدكتور مصطفى الفقي فخره بتواجده في أحد أبرز معالم مصر، مؤكدًا أنه كان من الطبيعي والبديهي أن تكون أولى تحركات مكتبة الإسكندرية خارج قواعدها التقليدية وهي الجامعات المصرية في هيئة قناة السويس، لما تمثله قناة السويس من تجسيد لتاريخ مصر الحديث ومنذ أن كانت فكرة مرورًا بمراحل الحفر ووصولًا إلى دورها في المحطات والحروب الرئيسية التي مرت بها مصر.
وأكد مدير مكتبة الإسكندرية أن حادث جنوح سفينة الحاويات البنيمة EVER GIVEN، أعاد قناة السويس لبؤرة الاهتمام العالمي، كما كان سببًا رئيسيًا لإبراز أهمية القناة للعالم أجمع وليس مصر فحسب، كما سلطت عملية الإنقاذ والتعويم الناجحة للسفينة الضوء على قدرة الهيئة وإمكانيتها والجهود الجبارة التي تقوم بها دومًا للحفاظ على المكانة الرائدة لقناة السويس.
وأضاف أن فكرة ربط البحرين الأحمر والمتوسط هي فكرة تاريخية تعود إلى العصر الفرعوني، تلاها بزوغ العديد من الدراسات ومشروعات الربط في حقب زمنية متعاقبة، والتي توقف بعضها للاعتقاد الخاطئ باختلاف مستوى البحرين بما لا يسمح لربطهما بقناة، إلى أن جاء الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديلسيبس واستطاع إثبات إمكانية ربط البحرين وتمكن من إقناع الوالي سعيد آنذاك بالمشروع.
وأضاف الفقي أن هيئة قناة السويس ومكتبة الإسكندرية هما بحق معالم مصرية تتعانق بتاريخ البلاد، فكلًا منهم يمتلك تاريخًا حافلًا ومؤثرًا، كاشفًا في هذا الصدد عن امتلاك مكتبة الإسكندرية وثائق تاريخية مهمة تتعلق بقناة السويس.
وتمثل سفارات المعرفة التابعة لمكتبة الإسكندرية محاكاة لجميع الأدوات والامتيازات الرقمية المقدمة لزوار مكتبة الإسكندرية، ويحظى جمهور هذه المكتبات بنفس الخدمات التي تقدمها مكتبة الإسكندرية لجمهورها داخل مقرها الرئيسي، مثل إتاحة الكتب الرقمية مجانًا على مستودع الأصول الرقمية (DAR) وهو أكبر مكتبة رقمية عربية على الإطلاق، بالإضافة إلى إتاحة استخدام مشروع وصف مصر، والفن العربي، والأرشيف الرقمي لمجلة الهلال، وموقع "اكتشف بنفسك"، ومشروع "محاضرات في العلوم"، والملتقى الإلكتروني، وبوابة التنمية.
وتتكون سفارة المعرفة بهيئة قناة السويس من قاعتين، إحداهما تضم مجموعة أجهزة حاسب آلي مرتبطة بنظام آلي مباشرة بمكتبة الإسكندرية ومن خلالها يستطيع العاملون بالهيئة قراءة الكتب والرسائل العلمية والدوريات والمجلات المتاحة في مكتبة الإسكندرية ولكن بصورة رقميه من خلال مستودع الأصول الرقمية الخاص بالمكتبة.
فيما تتسع القاعة الأخرى لـ 32 فرد لتنظيم الندوات وورش العمل وإلقاء الضوء على الأحداث والفعاليات المحلية والدولية.
في ختام الزيارة، قدّم الفريق أسامة ربيع درع قناة السويس الجديدة إلى الدكتور مصطفى الفقي تقديرًا لمجهوداته الدبلوماسية ودوره في نشر الثقافة والتوعية. وفي المقابل قدم الدكتور مصطفى الفقي درع مكتبة الإسكندرية للفريق أسامة ربيع.