يشهد المجتمع المصرى في الفترة الحالية، تطورات وتغييرات، في مجالات متعددة، تضع على عاتق المجتمع المدنى مسئولية، كبيرة تجاه بناء الوعى المجتمعى بهذه التغيرات، ويتطلب جهدًا خاصًا في الإلمام بالتحديات، والوعى بها، وتسليط الضوء على القضايا التى تؤثر في تماسك المجتمع، وتضافر كافة المؤسسات، المسئولة عن تشكيل الوعى خاصةً الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية، مما يسهم في بناء مواطن واعٍ، قادر على مواجهة التحديات، والإسهام بفاعلية في بناء مجتمعه.
وفى هذا الإطار؛ نظم منتدى حوار الثقافات، بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، لقاءً حول: "المجتمع المدنى وبناء الوعى. تحديات اللحظة الراهنة"، والذى استمرت أعماله لمدة ثلاثة أيام، بأحد الفنادق الكبرى.
وقال الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، خلال الكلمة الافتتاحية، إن الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، متواجده في المجتمع، وتخدم أكثر من 3 ملايين مواطن مصرى فقير، من خلال البرامج المتنوعة بالمناطق العشوائية والنائية والصعيد، كما شاركت في كل المبادرات الرئاسية، ومساهمتها متواجدة في جميع ربوع مصر، ولدينا أكثر من 800 موظف و5000 متطوع لم يتوقفوا عن عملهم أثناء فترة كورونا، وجزء كبير منهم أصيبوا بالفيروس.
وأضاف "زكى"، أن المبادرات الرئاسية تلعب دورا مهما في تغيير واقع بعض الفئات، التي عانت كثيرا، سواء من العشوائيات أو غيرها، وتتشرف الهيئة القبطية الإنجيلية بأنها متواجدة بفاعلية، في تلك المبادرات.
وتابع رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر: المجتمع المدنى يلعب دورا قويا في المجتمع، ويستمد قوته من قوة الدولة؛ مشيرا إلى أننا بحاجة لمجتمع مدنى فاعل، يؤمن بقضية التفويض، والديمقراطية، ليخلق جيلا قادرًا على القيادة والتغيير؛ مشددًا على أن المجتمع المدني القوى، هو الذى يؤمن بالعمل الجماعى، ويدرك قيمة الوقت، بجانب إيمانه بالوسطية والاعتدال.
واستطرد "زكى"، قائلًا: نحتاج إلى النقد الذاتى المرتبط بالتمكين، نقد الذات هو الذى يرتبط دائما بالتمكين، نحتاج إلى بناء وعى يربط الآخر ويكون ملما به؛ مشيرا إلى أنه من الضرورى أن يسهم المجتمع المدنى كأحد القوى الفاعلة، في بناء الوعى بالمجتمع المصرى.
وأكد أهمية بناء فكرة التعددية، القائمة على قبول الاختلاف، مع تشجيع المؤسسات الدينية بالتفسير المعتدل للنصوص؛ مناشدًا المجتمع المدنى بأن يقوم بدور جديد في بناء الوعى، وتبنى قضايا جديدة تسهم في بناء المجتمع.
وأضاف "العبد"، أن الوعى قضية مهمه، لتفادى الوقوع في
الإخطاء، التي لا يمكن إصلاحها، وبصفتى رجلا أزهريا تربى في بيت يؤمن بالوسطية
والاعتدال؛ فإن القرآن حث على الوعى والإدراك؛ مستشهدًا بقول الله عز وجل:
[وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْـًٔا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ
وَٱلْأَبْصَٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
وأكد وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن هذه الحواس ذُكرت
لبناء الوعي، والنبى (صلى الله عليه وسلم)، حث على الوعى والفهم والإدراك؛ مشيرًا
إلى أن "صحة الفهم من أعظم نعم الله على عباده، ويجب أن نحافط على التكافل
أيضا، ودفع المفاسد، والأضرار المادية والمعنوية".
وأشار "العبد"، إلى أن الوعى حالة من الإدراك، التى
تجمع بين العقل والمشاعر، وكثير من الشعوب، تركز على عدة أشياء، وهى أنواع أساسية
من المعرفة"؛ معتبرًا أن الوعى بداية النور الحقيقى للأمه، وأعداء الأمة
يحاربونها في وعيها، خاصة وأن الوعى بقيمة الوطن وحقوقه، يجعل الإنسان يقف كحائط
صد، لمن يحاول أن يهدم أو ينخر في جنبات الوطن".
وأكد وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن الوعى بداية النور
الحقيقى للأمة، وأن أعداءنا يحاربون أبناءنا في وعيهم، فلا يجب أن يغيب الوعى، حتى
نبنى جيلا سليما؛ مشددا على أهمية بناء الوعى بقيمة الوطن وحفظ حدوده، لأن ذلك
يجعل الإنسان الحق يقف حائلا أمام من يحاولون هدم الوطن، والتشكيك فيه.
فيما قال الدكتور عبد المنعم
سعيد، عضو مجلس الشيوخ، من البداية جاء عقد مؤتمر "المجتمع المدنى وبناء
الوعى.. تحديات اللحظة الراهنة"، ليعطينا أول حالة للتنفس، بعد تفشى كورونا
لعام ونصف، بأنه ساحة حوار واسعة، وحوار منطلق، بين الجماعة الفكرية المصرية بكافة
أطرافها، وكل الأكاديميين والإعلاميين والعاملين في المجتمع المدنى والمفكرين، كل
هؤلاء كانوا متواجدين ويتحدثون ويتحاورون مع بعضهم البعض، وهذا مكسب كبير لاستئناف
الحوار".
وأضاف "سعيد": الأمر الثانى هو استئناف الحوار على
قضايا وطنية بالدرجة الأولى، كموضوع سد النهضة، وهو ملح جدا، والحديث عن المواطنة
والمشاركة الموجودة في الوطنية، كالمقاومة والمدافعة الموجودة في موضوع سد النهضة،
والقضايا الأخرى، فالاجندة الموضوعة لهذا اللقاء أنصفت 3 من أهم القضايا المطروحة
الآن، والتى تشغل بال المصريين؛ وهى: المواطنة، وسد النهضة، الإعلام والاتصال
والفنون".
وتابع بأن: الاجندة مغرية، كل هذه الموضوعات جرى عليها حوار،
والنقاط التي أكدت عليها منذ الجلسة الأولى، أننا نضع الاطار العام لموضوع العلاقة
بين المجتمع الأهلى وقضية الوعى، كلاهما؛ المؤثر والمؤثر فيه، ظواهر معقده ومركبة
شديدة التركيب، فهنا التجمعات كمثل لهذا النوع، تنصف عندما تفتت هذه التركيبات
لمعرفة أركانها.
وقال "سعيد، لــ"البوابة"، على هامش المؤتمر، إن
الإعلام ليس هو الوحيد الذى يؤثر في الوعى، لكنه يؤثر في المركب الذى سميتها
الصناعة التحويلية للإدراك، الصناعة التحويلية مأخوذه من الصناعة، التحويلية بتأخذ
مادة أوليه تحولها إلى منتج، وهذا المنتج يتم إضافة شىء إليه اسمه تسويق، وهذه
العملية اسمها الصناعة التحويلية، هو لا يعطيك الخبر فقط، ولكن يقدم لك برامج
دينية ورياضية وثقافية غيرها، فكل حاجة لها وظيفة، فنجد معلقى الكورة يتحولون إلى
دعاة وطنيين.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن أزمة سد النهضة، لها وجهان؛ الأول:
هو المياه، والثانى سياسى؛ موضحًا أنه ليس لدينا مانع من الملء على مدى 7 سنين،
ولكن بشرط أن نعلم طبيعة وكميات المياه التى تهطل.
وتابع "سعيد"، بأن الدولة المصرية قدمت ملفا لمجلس
الأمن، بشأن ملف مياه الشرب، لا بد من إتاحة هذه التفاصيل للرأى العام، لوقف
التضارب في المعلومات بشأن أزمة ملف سد النهضة؛ مشيرًا إلى أنه عند التفاعل حول
قضية سد النهضة، نجد تضاربا في المعلومات، واقترح طباعة ملف مصر عن سد النهضة،
الذي قدم لمجلس الأمن، للتعرف على تفاصيل الأزمة.
الفن ودوره في بناء الوعى
أما الكاتب الصحفي حلمى نمنم، وزير الثقافة الأسبق، فقال إن
الفن مرتبط بوعى الإنسان، بحد مشكلاته في المجتمع، وهذا ارتبط أكثر خلال الفنون
القديمة؛ حيث كانت مصاحبة للاديان القديمة.
وأضاف "نمنم"، أن ارتباط الفنون بالأديان، جعل رجال
الدين يتخدون مواقف متشددة تجاة الفنون، لكن ظلت الفنون متواجدة خلال كل هذه
السنوات بصورة مستمرة؛ معتبرًا أن للفنون ميزة ديمقراطية وتعددية، وليس للفن طبقة
معينة، خاصة بالأغنياء فقط، ولكن هناك فنونا تتعلق بالإنسان الفقير والحزين أيضا.
وقال وزير الثقافة الأسبق، خلال مشاركته في المؤتمر، إنه ينبغى
أن يكون الفن مصاحبا للتربية والتعليم في المدارس، حتى يكسب الطفل تذوقا ووعيا
يجعله دائما يكتشف الجمال.
وأشار، إلى انه لا يوجد فن لا يبنى وعيا، فجميع الفنون تبنى
وعيا، مثال على ذلك فيلم الأرض، للراحل يوسف شاهين، حيث قدم صورة للريف المصرى
المقاوم للسلطة الإنجليزية، وأزمات النيل، وأيضا مسلسل الاختيار، الذى تم عرضه
العام الماضى والجارى، خلال شهر رمضان؛ قدم الوجه القبيح للإخوان، وايضا مسلسل
هجمة متردة، والذى يعرض صورة جديدة عن المخابرات العامة، ودورهم الوطنى في مواجهة
العديد من الجمعيات المتطرفة والمتشددة.
الإعلام وصناعة الوعى
فيما قال الإعلامى محمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، إن رأى الإعلام
في قضية الوعى غير مؤثر، مثل تأثير المؤسسات الدينية، خاصة وأن السوشيال ميديا
أصبحت أكثر تأثيرا على المجتمع المصرى، والإعلام جزء من منظومة بناء الوعى، لكنه
ليست الجزء الأكبر، انه جزء من ترس في عملية البناء.
وأضاف "مسلم": أتمنى من المؤسسات الدينية، أن تكون
أكثر تنظيما لدعم الوعى بمجتمعتنا"، ولا يجب بناء الوعي على وعى زائف، بل يجب
أن يحدث ذلك على وعى حقيقى، لبناء أجيال ناشئة ناضجة، ومثال ذلك اعتقاد البعض
لفترات زمنية أن جماعة الإخوان، مجرد تيار سياسى، وهذا وعى زائف للقضايا والمسميات".
وأستطرد "مسلم"، قائلًا: ان هناك رأيا عاما غير
حقيقى، يتنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل السير وراء تريند هذه المواقع،
وهذا لا يمثل الرأى العام الحقيقى؛ مختتمًا بأنه من الضرورى دعم المؤسسات
الثقافية، في بناء وعى المواطن، لأنها المؤسسة الأكثر تأثيرا في بناء الوعى
المجتمعى".
بينما قال الدكتور محمد سعيد محفوظ، مستشار رئيس تحرير الأهرام،
ورئيس مؤسسة "ميديا توبيا"، إن الإعلام أسهم في صنع النخبة الخادعة
المصنوعة، وهى نخبة السوشيال ميديا، وأوهمنا أنهم استطاعوا التغيير وإسقاط نظام،
مشيرًا إلى أن هذه النخبة أثرت كثيرًا بشكل سيئ في الرأى العام.
وتساءل "محفوظ": هل هذه النخبة لديها ثقافة أو كفاءة
في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وهل لديها قدرة تشكيل المواقف الشخصية، أو
تغيير اتجاهات الجمهور، أو لديها قدرة على مواجهة اشتباكات الرأى، هل يمكن اتخاذها
مثلا أعلى، هل تصلح للتمثيل في قضية ما؟".
وأجاب قائلا: هناك المؤثرون الطبيعيون، وهم لديهم سمات تفضيلية
لدى الجمهور المستهدف، والذى لديه خبرة في مجال الانتشار، وهو لا يتصدى لملف غير
متخصص فيه، ولديه مهارة ركوب التريند وصناعته، وهى نخبة مؤثرة وخطيرة، ولديهم
موهبة في حشد التفاعل، ومواجهة الهجوم العكسى".
وأشار مستشار رئيس تحرير الأهرام، إلى أنه بعد 2011
انهارت السلطة الأبوية، ودكتاتورية الأبناء،
"السوشيال ميديا عززت التوزيع غير العادل للفرص"، موضحًا أن قادة الرأى
في العقد السابق على أحداث 25 يناير، تحمل من وجهة نظر الدولة كثيرا من المسئولية
عن التوجيه الخاطئ للجمهور، وهو ما دفع باتجاه صناعة نخبة مؤثرة بمواصفات وطنية
جديدة، هذه النخبة تحتل منذ بضع سنوات الصفوف الأمامية، في معارك الدولة على
السوشيال ميديا، فهل حققت أهدافها المرجوة؟.
وقال "محفوظ": لكى نجيب على هذا التساؤل المشروع،
نحتاج لتقييم مدى كفاءتها في استخدام أدوات السوشيال ميديا، من إتقان لّلغة،
وكيفية صياغة النصوص المصاحبة، ومهارات صناعة المحتوى السمعي والبصرى وتسويقه،
وفهم آفاق الإعلام الجديد وإلى أين يتجه، إلى جانب قدرتها على التصدى لملفات
متخصصة، وعدم الإفتاء فيها دون علم.
وتابع مستشار رئيس تحرير الأهرام: نحتاج أيضا تقييم لثقافة هذه
النخبة المصنوعة بشأن الملفات التى تتصدى للتعليق عليها والترويج لها، ومدى قدرتها
على تشكيل مواقف شخصية إزاء هذه الملفات- دون الحاجة لركوب الموجة
trend أو محاكاة الأقران- وكذلك قدرتها على تعديل مسار
الرأي العام تجاه قضية ما، وهذا أمر يتطلب ذكاء فطريا وتمكنا من تكتيكات توجيه
الرأى العام.
وتابع: كذلك نحن في حاجة لتقييم أساليب هذه النخبة، في مواجهة
اشتباكات الرأى، والتعامل مع الطلقات العكسية backfire وهى موجة الهجوم الكاسح من قطاع كبير من الجمهور، ردا على
محتوى صادم أو مثير للجدل.. هناك أفراد محسوبون على هذه النخبة يسيئون اختيار
الألفاظ، بل ينتقون أكثرها ابتذالًا للرد على مهاجميهم، بينما قد تسهم طريقة الرد
على الهجوم في كسب مؤيدين جدد، بل وتحويل الأعداء في كثير من الحالات إلى أصدقاء
أوفياء.
الفن ودوره في بناء الوعى
أما الكاتب الصحفي حلمى نمنم، وزير الثقافة الأسبق، فقال إن الفن مرتبط بوعى الإنسان، بحد مشكلاته في المجتمع، وهذا ارتبط أكثر خلال الفنون القديمة؛ حيث كانت مصاحبة للاديان القديمة.
وأضاف "نمنم"، أن ارتباط الفنون بالأديان، جعل رجال الدين يتخدون مواقف متشددة تجاة الفنون، لكن ظلت الفنون متواجدة خلال كل هذه السنوات بصورة مستمرة؛ معتبرًا أن للفنون ميزة ديمقراطية وتعددية، وليس للفن طبقة معينة، خاصة بالأغنياء فقط، ولكن هناك فنونا تتعلق بالإنسان الفقير والحزين أيضا.
وقال وزير الثقافة الأسبق، خلال مشاركته في المؤتمر، إنه ينبغى أن يكون الفن مصاحبا للتربية والتعليم في المدارس، حتى يكسب الطفل تذوقا ووعيا يجعله دائما يكتشف الجمال.
وأشار، إلى انه لا يوجد فن لا يبنى وعيا، فجميع الفنون تبنى وعيا، مثال على ذلك فيلم الأرض، للراحل يوسف شاهين، حيث قدم صورة للريف المصرى المقاوم للسلطة الإنجليزية، وأزمات النيل، وأيضا مسلسل الاختيار، الذى تم عرضه العام الماضى والجارى، خلال شهر رمضان؛ قدم الوجه القبيح للإخوان، وايضا مسلسل هجمة متردة، والذى يعرض صورة جديدة عن المخابرات العامة، ودورهم الوطنى في مواجهة العديد من الجمعيات المتطرفة والمتشددة.
الإعلام وصناعة الوعى
فيما قال الإعلامى محمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، إن رأى الإعلام في قضية الوعى غير مؤثر، مثل تأثير المؤسسات الدينية، خاصة وأن السوشيال ميديا أصبحت أكثر تأثيرا على المجتمع المصرى، والإعلام جزء من منظومة بناء الوعى، لكنه ليست الجزء الأكبر، انه جزء من ترس في عملية البناء.
وأضاف "مسلم": أتمنى من المؤسسات الدينية، أن تكون أكثر تنظيما لدعم الوعى بمجتمعتنا"، ولا يجب بناء الوعي على وعى زائف، بل يجب أن يحدث ذلك على وعى حقيقى، لبناء أجيال ناشئة ناضجة، ومثال ذلك اعتقاد البعض لفترات زمنية أن جماعة الإخوان، مجرد تيار سياسى، وهذا وعى زائف للقضايا والمسميات".
وأستطرد "مسلم"، قائلًا: ان هناك رأيا عاما غير حقيقى، يتنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل السير وراء تريند هذه المواقع، وهذا لا يمثل الرأى العام الحقيقى؛ مختتمًا بأنه من الضرورى دعم المؤسسات الثقافية، في بناء وعى المواطن، لأنها المؤسسة الأكثر تأثيرا في بناء الوعى المجتمعى".
بينما قال الدكتور محمد سعيد محفوظ، مستشار رئيس تحرير الأهرام، ورئيس مؤسسة "ميديا توبيا"، إن الإعلام أسهم في صنع النخبة الخادعة المصنوعة، وهى نخبة السوشيال ميديا، وأوهمنا أنهم استطاعوا التغيير وإسقاط نظام، مشيرًا إلى أن هذه النخبة أثرت كثيرًا بشكل سيئ في الرأى العام.
وتساءل "محفوظ": هل هذه النخبة لديها ثقافة أو كفاءة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وهل لديها قدرة تشكيل المواقف الشخصية، أو تغيير اتجاهات الجمهور، أو لديها قدرة على مواجهة اشتباكات الرأى، هل يمكن اتخاذها مثلا أعلى، هل تصلح للتمثيل في قضية ما؟".
وأجاب قائلا: هناك المؤثرون الطبيعيون، وهم لديهم سمات تفضيلية لدى الجمهور المستهدف، والذى لديه خبرة في مجال الانتشار، وهو لا يتصدى لملف غير متخصص فيه، ولديه مهارة ركوب التريند وصناعته، وهى نخبة مؤثرة وخطيرة، ولديهم موهبة في حشد التفاعل، ومواجهة الهجوم العكسى".
وأشار مستشار رئيس تحرير الأهرام، إلى أنه بعد 2011 انهارت السلطة الأبوية، ودكتاتورية الأبناء، "السوشيال ميديا عززت التوزيع غير العادل للفرص"، موضحًا أن قادة الرأى في العقد السابق على أحداث 25 يناير، تحمل من وجهة نظر الدولة كثيرا من المسئولية عن التوجيه الخاطئ للجمهور، وهو ما دفع باتجاه صناعة نخبة مؤثرة بمواصفات وطنية جديدة، هذه النخبة تحتل منذ بضع سنوات الصفوف الأمامية، في معارك الدولة على السوشيال ميديا، فهل حققت أهدافها المرجوة؟.
وقال "محفوظ": لكى نجيب على هذا التساؤل المشروع، نحتاج لتقييم مدى كفاءتها في استخدام أدوات السوشيال ميديا، من إتقان لّلغة، وكيفية صياغة النصوص المصاحبة، ومهارات صناعة المحتوى السمعي والبصرى وتسويقه، وفهم آفاق الإعلام الجديد وإلى أين يتجه، إلى جانب قدرتها على التصدى لملفات متخصصة، وعدم الإفتاء فيها دون علم.
وتابع مستشار رئيس تحرير الأهرام: نحتاج أيضا تقييم لثقافة هذه النخبة المصنوعة بشأن الملفات التى تتصدى للتعليق عليها والترويج لها، ومدى قدرتها على تشكيل مواقف شخصية إزاء هذه الملفات- دون الحاجة لركوب الموجة trend أو محاكاة الأقران- وكذلك قدرتها على تعديل مسار الرأي العام تجاه قضية ما، وهذا أمر يتطلب ذكاء فطريا وتمكنا من تكتيكات توجيه الرأى العام.
وتابع: كذلك نحن في حاجة لتقييم أساليب هذه النخبة، في مواجهة اشتباكات الرأى، والتعامل مع الطلقات العكسية backfire وهى موجة الهجوم الكاسح من قطاع كبير من الجمهور، ردا على محتوى صادم أو مثير للجدل.. هناك أفراد محسوبون على هذه النخبة يسيئون اختيار الألفاظ، بل ينتقون أكثرها ابتذالًا للرد على مهاجميهم، بينما قد تسهم طريقة الرد على الهجوم في كسب مؤيدين جدد، بل وتحويل الأعداء في كثير من الحالات إلى أصدقاء أوفياء.