تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لم يكن الطالب عبدالرحمن عبدالحميد أحمد البر، المولود في قرية سَنْبُخْت مركز أجا محافظة الدقهلية عام 1963م يتخيل وقت تخرجه في كلية أصول الدين قسم التفسير والحديث بجامعة الأزهر في المنصورة عام 1984 أن يصل في يوم من الأيام إلى عضوية مكتب إرشاد جماعة الإخوان التي التحق بها في فترة مبكرة من حياته، وأن تكون له مكانة كبيرة بالجماعة التي ظل أحد كوادرها حتى حصل على درجة الدكتوراة في علوم الحديث عام 1993 من كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، ولم يلبث أن انتخب عضوًا في مجلس إدارة جمعية جبهة علماء الأزهر عام 1995.
ظل حلم عضوية مكتب الإرشاد يراوده إلى أن تم له مراده ثم اختير عضوًا بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وظل اسمه لصيقًا بالجماعة، ولم تكن مؤلفاته المتخصصة في علم الحديث تخلو من التفسير السياسي والحركي الذي ابتدعته الجماعة فشوهوا به معالم العلوم الشرعية، إلى أن صارت خليطًا بين أفكار هدامة مدسوسة بين ثنايا الحق يخدعون به الضحايا الذين يظنون فيهم أنهم علماء.
في عام 2013م برز نجم عبدالرحمن البر عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان، كمفتٍ للجماعة على منصة رابعة العدوية، حيث استغل الإخوان درجته العلمية التي حصل عليها من الأزهر الشريف وتوليه منصب عمادة واحدة من أعرق كليات جامعة الأزهر، كلية أصول الدين والدعوة، وهي وسيلة ثابتة للجماعة في اختيار رموزها، أو أعضائها بصفة عامة حتى يلتف حولهم العامة؛ ثقة فيما يمثلونه من جهات شرعية وعلمية لها احترامها.
المحرض
كان خطاب البر من على المنصة، غارقًا في التحريض على سفك الدماء، سواء دماء أبناء جماعة الإخوان، خاصة الطلاب والشباب الذين انخدعوا فيه باعتبارهم مشاريع شهداء، أو الجيش والشرطة وكذلك المواطنون الأبرياء.
طالب عبدالرحمن البر طلاب الإخوان في المدارس والجامعات، بالتصدي للدولة بكل قوة في رسالة صوتية بعنوان «إلى طلاب مصر الأحرار» نشرها موقع تابع لهم في سبتمبر 2013. وزعم في رسالته أن النظام الحالي بسياسته وقراراته يريد تحطيم كل فضيلة في الشباب.
الجهاد في رابعة
واعتبر البر أن المعتصمين في رابعة في موضع جهاد في سبيل الله، فقال بجواز إفطار المعتصمين الصائمين في رابعة والنهضة زاعمًا «أن الإسلام اعتبر انتصاب المسلم للدفاع عن نفسِه أمام من يطمع في ماله أو يعتدى على عرضه جهادًا في سبيل الله» متناسيًا أن الاعتصام ذاته مخالف لشرع الله.
كما طالب ضباط الشرطة والجيش بعصيان أوامر قادتهم، وأجاز في فتوى شهيرة له، لأعضاء جماعة الإخوان مقاتلة الدولة، إذا أخذوا أموالهم، وكان يقصد بتلك الفتوى إباحة قتل ضباط الأمن والقضاة في حالة صدور أحكام قضائية بالتحفظ على أموال عضو بالإخوان.
غزوة بدر الإخوانية
وفي إحدى خطب الجمعة من اعتصام رابعة شبه المعتصمين بالصحابة في غزوة بدر لإشعال حماستهم في قتال الدولة، فقال البر: «إن الله نصر المؤمنين على المشركين بغزوة بدر، وكان عدد المؤمنين قليلًا بالنسبة للمشركين»، مضيفًا أن الله نصرهم بقوة إيمانهم، وليس بالعدة والعتاد.
وأضاف في خطبته: «ما أشبه اليوم بالبارحة، ولكن غزوة بدر كان يحارب المسلمون الكفار أما الآن فالفئتان مسلمتان، ولكن منهما فئة مؤمنة والفئة الأخرى ضيعت شريعتها».
الاستناد إلى العرافين واليهود
ومن أغرب أحاديثه التي تستند إلى الخرافة والدجل- رغم أنه أستاذ في علوم الحديث- استدلاله بأقوال العرافين عن المعزول محمد مرسي.
قال «البر»، في مؤتمر نظمته الجماعة بتاريخ 25 مايو 2013 بعنوان «حررنا جنودنا وسنحرر أقصانا»، في ميدان الشهداء ببني سويف، أن عرّافا يهوديًّا تنبأ بأن مرسي هو «محمد الثالث» الذي سيحرر «القدس».
وأضاف أن «محمدًا الثالث هو الرئيس محمد مرسي، بينما كان الأول محمد أنور السادات، والثاني محمد حسنى مبارك».
وقال إن «الطريق إلى القدس لا بد أن يمر عبر القاهرة ودمشق، والمصريون جنود الفتح بإذن الله، وصلاح الدين قبل أن يذهب إلى القدس حرر القاهرة وكذلك الشام، ولا سبيل لتحرير القدس إلا بتحرير القاهرة والشام أولًا».
والعجيب أن نبوءة عبدالرحمن البر والعراف اليهودي وضعت هي الأخرى بجانب أخواتها من نبوءات دجالي الجماعة التي أذاعوها من على منصة رابعة العدوية حول مناقب محمد مرسي وما ينتظره حين عودته، ومات مرسي ليكون موته شاهدًا على أكاذيب الإخوان.
القبض على البر
ورغم شهرة عبدالرحمن البر بحث أتباع جماعة الإخوان على الثبات إلا أنه ظل هاربًا إلى أن ألقت قوات الأمن القبض عليه في يونيو 2015 بالجيزة بصحبة محمود غزلان (المتحدث باسم الجماعة) داخل شقة بالحي الثاني بمدينة 6 أكتوبر بدائرة قسم أول أكتوبر، إلى أن أسدلت محكمة النقض الستار على قضيته بتأييد الحكم عليه بالإعدام مع 12 آخرين من قيادات الإخوان من بينهم محمد بلتاجي وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، وأحمد عارف، وايهاب وجدي محمد، ومحمد عبد الحي، ومصطفى عبد الحي الفرماوى، وأحمد فاروق كامل، وهيثم السيد العربي، ومحمد محمود على زناتى، وعبد العظيم إبراهيم محمد، لتضع المحكمة نهاية لواحدة من أكبر قضايا العنف والدماء على يد الجماعة في مصر.