هي سبع سنوات من البناء سمان، عاشتها مصر تبني كأنها لم تبن من قبل، وتزرع كأنها لم تزرع من قبل، وتصنع كأنها لم تكن تصنع من قبل، وتسلح جيشها بما لم يتسلح به من قبل، كما ترسخ نفوذها في محيطها الإقليمي والدولي، لتصبح قبلة لأصحاب النفوذ الذين أعيتهم حيلهم وخارت قواهم في تحقيق الأمن والسلام دون مصر.
مصر التي نراها اليوم، لم تكن قبل سبع سنوات، سوي "شبه دولة" تعاني اختلالًا أمنيًا لم يحدث في تاريخها منذ قرون، فكان المصري إذا خرج من داره للبحث عن لقمة العيش، لا يأمن خروجه وعودته إلى أبنائه وزوجته.
وإذا خرجت زوجته أو ابنته، لا يأمن عودتهما سالمتين دون أن تمسهما يد السوء والأذي، من الأشقياء الذين روعوا الآمنين في بيوتهم، وأحالوا شوارع المحروسة التي كانت سلاما أمانا إلى غابات تحكمها الوحوش الضارية، ولا تخضع إلا لقانون القوة! وأصبحت السيادة فيها لمن يملك السلاح، لا سيادة فيها لقانون أو أخلاق أو دين.
مصر التي عاشت ثلاث سنوات عجاف سخاف من تاريخها، أنقذتها يد الله بيد من اختاره من عباده المصريين الصالحين، من أبناء خير جنود الأرض، من ينتمون إلى أرض كنانة الله، التي وعدها ربها بالرباط إلى يوم الدين. فتحققت على يديه إرادة ربه، لتعود أم الدنيا أرضا يدخلها المروعون من الظلم في أوطانهم، ليصبحوا على أرضها سالمين آمنين بل غانمين أيضا.
استطاعت مصر في عهد بانيها الحديث، أن تعيش على مساحة ١٤٪ من أرضها بعد أن كانت منذ نشأتها تعيش على مساحة ٧٪ فقط، فتضاعف العمران بمدنها الجديدة التي بلغت نحو أكثر من ١٥ مدينة سكنية، فضلا عن عدد آخر من المدن الصناعية الضخمة. كما توسعت مصر في استصلاح أراض زراعية بمشروع الثلاثة والنصف مليون فدان. كما أنشأ دلتا جديدة في شمال غرب مصر.
كما أنشأ في كل مناطق مصر عشرات الطرق السريعة، ضخمة فخمة تضارع أفضل الطرق العالمية، وتتعداها روعة وإتقانا، فضلا عن تشييد عشرات الكباري والمحاور، التي تختزل ساعات السفر، وتقلل من جهد الإنسان ومن طاقة المركبات.
أصبحت مصر تنعم بعشرات المزارع السمكية التي أسهمت في انخفاض أسعار الأسماك، واستقرارها وتصدير الفائض من إنتاجها، بجانب الخضراوات والفاكهة التي استقرت أسعارها ولم تشهد ندرة ولا غلاء على مدي سنوات، كما شهدت مصر زيادة كبيرة في إنتاج القمح، حتى أصبح المخزون الاستراتيجي من القمح يكفي نحو ٦ أشهر، بعد أن كان دائما في حدود شهرين أو ثلاثة على أقصي تقدير.
أصبحت في مصر مدن لصناعة الدواء، تشمل أحدث تكنولوجيا لهذه الصناعة الحيوية، ومدينة لصناعة الأثاث. ومدينة لصناعة الأحذية والجلود، ومدينة لصناعة الرخام، وأخري للتكنولوجيا الإلكترونية الذكية.
ولأول مرة يصبح في مصر قطارا كهربائيا سريعا، وقطار مونوريل، فضلا عن شبكة مترو أنفاق هائلة، تغطي معظم أنحاء القاهرة الكبرى والمدن الرئيسية الجديدة.
كل هذه المنظومة الهائلة التي تمت على يد بناء مصر الأول عبدالفتاح السيسي، لم تكن لتكتمل إلا ببناء عاصمة جديدة ضخمة، بحجم دولة مثل سنغافورة، تمتلك كل مؤهلات المدن الحديثة، من مدن الجيل الخامس التي تقوم على أسس التكنولوجيا الحديثة في الاتصالات، كما تحترم البيئة وتقتصد في المياه والطاقة، كما أنها مؤهلة لتكون العاصمة الأولي في أفريقيا والشرق الأوسط، التي تتمتع بوسائل الرفاهية والراحة، فضلا عن كونها ستصبح مركزا إقليميا للمال والأعمال والثقافة والفنون أيضًا.
أما ذروة سنام منظومة البناء والتشييد لرجل المرحلة، فهو مشروع تطوير وتأهيل الريف المصري، الذي يطلق عليه مسمي مبادرة "حياة كريمة"، وهو مشروع يعد الأضخم من نوعه على مستوى العالم، يخدم أكثر من نصف سكان دولة مصر الذين يقيمون في الريف، الذي يبلغ عدد سكانه المستقرين نحو ٥٦ مليون مواطن. فضلا عن ملايين المترددين من سكان المدن على أهلهم في القري والريف.
هي مصر التي ولدت من جديد، وما زالت تزهر مجددا بالأمل والإبداع والإنتاج، لكي تصبح بمشيئة خالقها "أد الدنيا" كما كانت على مدي الدهر "أم الدنيا"، بما ملكته من علوم وحضارة وثقافة علمت العالم كله وألهمت مفكريه.