أطلقت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، عضو مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، مشروع "المرأة في التجارة الدولية" في جمهورية مصر العربية، والذي ينفذه مركز التجارة الدولية (ITC) في إطار برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الأفتياس)، الذى تشرف عليه المؤسسة، منذ عام 2013.
وحضر إطلاق المشروع الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ومحافظ مصر لدى البنك الإسلامى للتنمية، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، والمهندس هانى سالم سنبل، الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، والدكتورة باميلا كوك هاميلتون، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية، وإلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، والدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، ومى على بابكر، المدير الإقليمى للبنك الإسلامى للتنمية.
وأشارت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، إلى أن قيمة محفظة التعاون بين مصر والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، بلغت حتى الآن نحو 12.5 مليار دولار، مشيدة بالمشروعات والبرامج المتميزة التي تنفذها المؤسسة وتشارك فيها مصر بفاعلية، وعلى رأسها برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة (الافتياس) والمشروعات المختلفة التي تُنفذ في إطاره، تحت مظلة المرحلة الأولى من هذا البرنامج، ومنها عدد من المشروعات في مجالات تسهيل التجارة والممرات التجارية، وتشغيل الشباب ودعم القدرات، ومُعالجة التدابير غير التعريفية، وتنمية المهارات المتعلقة بالصادرات المصرية.
وذكرت إن مشروع المرأة في التجارة الدولية في مصر SheTrades Egypt تم تصميمه خصيصًا لتحقيق هدف استراتيجي يتمثل في تمكين المرأة اقتصاديًا من خلال التركيز على دعم سيدات الأعمال في قطاع الحرف اليدوية في مصر للحفاظ على أعمالهن وتنميتها وتمكينهن من المشاركة في تنمية ورفاهية أسرهم، والمجتمع بشكل عام.
وأوضحت أنه من المستهدف أن تساهم الشركات الصغيرة المملوكة لسيدات، أو التي تدار من قِبَل سيدات مخاطبات بهذا المشروع، في دعم تحقيق الأهداف المرتبطة برؤية مصر 2030، والأهداف الأممية للتنمية المستدامة، بالأخص فيما يتعلق بالهدف الثامن "تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع"، والهدف التاسع "الصناعة والابتكار والبنية التحتية "، وكذا الهدف الخامس "المساواة بين الجنسين".
وأشارت السعيد إلى جهود المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة وما تأخذه على عاتقها من مهام، من خلال خطة تمويل عام 2021، التي تم توقيعها في مقتبل العام الجاري، بهدف تنفيذ عدد كبير من البرامج والفعاليات في مجال تنمية التجارة وتطوير الأعمال لصالح مصر، حيث يأتي توقيع برنامج العمل السنوي في إطار الشراكة الإستراتيجية بين الحكومة المصرية والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة في ظل الاتفاقية الإطارية التي تم إبرامها بين الجانبين عام 2018.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية على تكامل وتضافر كل تلك الجهود مع سعي مصر الدائم والدؤوب لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال النهج التشاركي ودعم جهود التعاون الدولي والتكامل الإقليمي خلال هذه المرحلة الفاصلة، مشيرة إلى أن مصر لديها أولوية كبيرة لتوطيد دعائم التعاون والتنسيق المشترك مع كل شركاء التنمية، على المستويين الدولي والإقليمي.
من جانبها أكدت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، أن الوزارة تولى اهتمامًا كبيرًا بتعزيز مشاركة المرأة في منظومة التنمية الاقتصادية وتحقيق تكافؤ الفرص في التوظيف في كافة القطاعات بما في ذلك المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، وزيادة مساهمتها في تنمية الصادرات المصرية للأسواق الخارجية.
وأشارت إلى أهمية مشروع المرأة في التجارة الدولية بمصر SheTrades Egypt في دعم رائدات الأعمال في قطاع الحرف اليدوية في مصر لتعزيز قدراتهن للاندماج في سلاسل القيمة العالمية والقيام بدور اقتصادى واجتماعي وسياسى أكثر فعالية، ومن ثم تحقيق الهدف النهائى وهو التمكين الاقتصادى للمرأة لدعم التنمية الشاملة والمستدامة والمساهمة في النمو الاقتصادى للبلاد، ومساهمة الشركات الأكثر تنافسية في تحقيق الأهداف المرتبطة برؤية 2030.
وأكدت الوزيرة على أهمية المشروع في دعم القدرات للمؤسسات المشاركة بما يمكنها من الاستمرار مستقبلًا في تقديم وتحسين خدماتها لرائدات الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة في جميع القطاعات الإنتاجية والتصديرية، لافتةً إلى إن المرأة المصرية لها نصيب كبير في هذه النوعية من المشروعات وبصفة خاصة المشروعات الحرفية واليدوية، حيث تستحوذ المرأة على 20% من إجمالي الشركات المصرية العاملة في قطاع الحرف اليدوية.
ولفتت جامع إلى أن المشروع سيعمل على تعزيز قدرات الشركات الصغيرة التي تقودها السيدات من خلال التدريبات على الإنتاج والتعبئة والتغليف والخدمات اللوجستية والمعلومات التجارية وإدارة الجودة والتسويق والمبيعات الخاصة بقطاع معين، وستستفيد الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر التي تم اختيارها من أفضل ممارسات التصدير والتواصل مع أسواق التصدير والمشترين، منوهة إلى أن المشروع سيقدم أيضًا الدعم لهيئة تنمية الصادرات المصرية في خدمات المعلومات التجارية، وتطوير السوق وإدارة الجودة.
بدوره أوضح المهندس. هاني سالم سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة أنه تم تصميم مشروع المرأة في التجارة الدولية في مصر (She Trades Egypt)، للمساهمة في بناء مهارات المرأة المصرية ومساعدتها على إضافة قيمة لمنتجاتها في قطاع المهن اليدوية، حيث سيركز المشروع الذي يتم تنفيذه على مدى عامين على زيادة مشاركة 50 شركة صغيرة ومتوسطة مملوكة للنساء المصريات في سلاسل القيمة الموجهة للتصدير من خلال تعزيز قدراتهن التنافسية والنفاذ إلى الأسواق المحلية والإقليمية، بالاعتماد على التكنولوجيات الرقمية خاصة.
وقال، إن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، تدرك جيدا حجم التحديات العديدة والمتنوعة والمترابطة التي تواجهها المرأة للمشاركة في التجارة بشكل فعال، ويحقق مساواتها بالرجل، لذلك انخرطت ودعمت مبادرة "المرأة في التجارة الدولية" (SheTrades).
وأوضح أن المرحلة الثانية من برنامج "الأفتياس" خصصت مكون خاص بدعم الشمولية من جملة خمس مكونات، وسيركز هذا المكون على تمويل المشاريع الداعمة لتمكين المرأة ومشاركتها في التجارة الدولية في ظل مساهمة جمهورية مصر العربية بكل اقتدار في تصميم المرحلة الثانية من البرنامج التى تعمل المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة على إطلاقه قريبًا.
وأثناء مناقشة الحلول لتحديات الأعمال التي تواجه الشركات المملوكة للسيدات في التجارة في مصر، أشارت باميلا كوك هاملتون، المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية، إلى أن "ريادة الأعمال للمرأة هي أحد الأصول القيمة للتعافي. وفقًا لماكينزي (2019)، يمكن لمصر تعزيز اقتصادها بمقدار 313 مليار دولار بحلول عام 2025 من خلال دعم مشاركة المرأة على قدم المساواة في الاقتصاد.