السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

رضوان الكاشف.. فيلسوف الإخراج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم من كل عام يضع عشاق الفن باقة ورود على قبر واحد من المبدعين القلائل في عالم السينما، رضوان الكاشف الذي أثبت عمليا أن الكيف أهم من الكم، وأنه برغم عدد أفلامه القليل إلا أنه كان أكثر تميزا من الكثيرين أصحاب الأعداد الضخمة.
ولأنه منذ البداية وضع التميز عنوانا فقد أصبح ممن يشار إليهم بالبنان ودخل صالون الكبار متئدا واثقا بعد تجاربه المهمة مع المخرجين الأفذاذ مثل يوسف شاهين ورأفت الميهي وداود عبدالسيد.
3 أعمال مميزة في سيرة رضوان
كان هذا العنوان لمسيرته والسؤال الذي يطارده في كل اللقاءات، والذي أجاب عنه في حواره لـجريدة «البيان الإماراتية» في مايو 2002: «إنه الحرص في البحث عن موضوع جيد ومنتج يقتنع بالسينما قبل الشباك».
كان هذا الحوار قبل طرح فيلمه الروائي الرابع «عقبال عندكم» والذي كان يعتبره عتبره فنية كبيرة، خاصة أنه أقرب في طبيعته إلى طبيعة المسرح.
وعن اهتمامه بالمهمشين وتفضيله اللجوء إلى هذا العالم الذي يصفه نقاد السينما بأنه العالم المفضل لرضوان الكاشف؟! ـ قال: «هذه حقيقة لا أنكرها، واذا استطعت أن أفعل هذا في كل أفلامي المقبلة سأفعلها، وإن كنت لا أعتبر أفلامي عن المهمشين ولكنها دارت حول الفقراء الذين يشكلون أكثر من 95% من المجتمع المصري والذين يتحايلون على الفقر ليقفزوا على حواجزه ويتجاوزوا قسوته لكي تستمر الحياة، فهذه المحاولات للتعايش تصنع مفارقات مدهشة تستثيرني وتجذبني بقوة، فأجدني أصنع عنها فيلما».
ليه يا بنفسج
كان أول أفلامه التي أخرجها، فيلم "ليه يا بنفسج" عام 1993، وكتب له القصة والسيناريو والحوار أيضا، واستطاع رضوان الكاشف من خلال كتابته للسيناريو وإخراجه للعمل أن ينقل حياة المهمشين ومجتمعهم بشكل واقعي وحقيقي، الفيلم من بطولة فاروق الفيشاوي، لوسي، نجاح الموجي، حسن حسني وأشرف عبدالباقي.
عرق البلح
تدور أحداثه داخل قرية صغيرة بالصعيد يعيش الناس فيها بحالة فقر شديد، حتى يصل إلى القرية رجل غريب يقوم بدعوة الناس إلى السفر للعمل بإحدى دول الخليج، وبالفعل يسافر جميع الرجال فيما عدا الجد، وتستمر الأحداث، والفيلم من بطولة شيريهان، عبلة كامل، حمدي أحمد ومحمد نجاتي.
الساحر
في عام 2001 قدم رضوان الكاشف فيلمه الشهير "الساحر" من بطولة محمود عبدالعزيز وسلوى خطاب، وكان البداية الفنية لـ منة شلبي، وتناول الفيلم الذي كتبه سامي السيوي، حياة الساحر منصور بهجت والذي يعيش في إحدى الأحياء الشعبية بالقاهرة مع ابنته نور حتى تظهر في حياته سيدة مطلقة تدعى شوقية جاءت مع ابنها لتسكن في المنزل بعد زواج زوجها السابق من أخرى، ويخاف على ابنته منها وتستمر أحداث الفيلم.
المخرج الفيلسوف
نعود لنفس السؤال كيف لمبدع مثل رضوان الكاشف ألا يبلغ رصيده في السينما الروائية سوى ثلاثة أفلام فقط؟! والإجابة تأتي على لسانه: «درست في البداية الفلسفة وعشت فترة طويلة أخوض في العمل العام والسياسة ولي تجربتي المعروفة في هذا الإطار، وعملت كمساعد مخرج ولكن تجربتي الخاصة في الإخراج تأخرت لأنني كنت طوال الوقت حريصا على تقديم أفلام حقيقية والعثور على هذه الأفلام كان صعبا، والأصعب كان العثور على منتج يقتنع بها وينتجها.
الجدير بالذكر أن الكاشف ولد في حي شعبي بالقاهرة، السيدة زينب، في 6 أغسطس 1952 بعد أسابيع قليلة من قيام ثورة يوليو؛ إلا أن جذوره من صعيد مصر بكوم أشقاو بمحافظة سوهاج، واستقر في حى منيل الروضة بالقاهرة. حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1978. شارك مع المثقفين فيما سمي بانتفاضة الخبز 1977، وتم القبض عليه مرة أخرى عام 1981، لم يرد دخول السينما من باب الهواية فقط؛ فقرر الالتحاق بمعهد السينما الذي تخرج فيه متصدرََا دفعته لعام 1984 بفيلمه القصير "الجنوبية"، تزوج رضوان الكاشف من "عزة كامل" التي أنجب منها "عايدة" في عام 1990 و"مصطفى" في 1997. توفي الكاشف في 5 يونيو 2002 عن عمر يناهز الخمسين على إثر أزمة قلبية بعد رجوعه من مهرجان روتردام في هولندا الذي شارك فيه بفيلمه الأخير "الساحر"، وشيعت جنازته من مسجد رابعة العدوية بالقاهرة.
قبيل اعتقاله عام 1981، كان قد نُشر للكاشف كتابان؛ أولهما عن خطيب الثورة العرابية عبدالله النديم تحت عنوان "الحرية والعدالة في فكر عبدالله النديم" الذي لم يتناول فيه النديم من ناحية تاريخية، إنما تناوله كرمز ثائر وداعية للحرية في دراسة للفكر السياسي والاجتماعي للنديم. الكتاب الثاني بعنوان "قضية تجديد الفكر عند زكي نجيب محمود".
عمل الكاشف مساعد مخرج فيما يقرب من عشرين فيلمََا مع يوسف شاهين ورأفت الميهي وداود عبدالسيد وآخرين مثل علاء محجوب ووحيد مخيمر. حصل الكاشف على أول تقدير رسمي له بمشروع تخرجه "الجنوبية"، الذي كان فيلم 16مم روائى قصير ملون؛ فقد منحته وزارة الثقافة عام 1988 جائزة العمل الأول.
الجيل الثاني للواقعيين
يُعد الكاشف، مع أسامة فوزي وسيد سعيد ويسري نصر الله، من ورثة الجيل الثاني للواقعيين الذي مثله خيري بشارة ومحمد خان وداود عبدالسيد وأواخر أعمال عاطف الطيب. وهو الجيل الذي أكمل ما بدأه الواقعيون الكلاسيكيون من أمثال صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وهنري بركات وتوفيق صالح.