رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مائة بيت من الشعر العربي القديم.. السمؤال بن عادياء "52"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في تراث الشعر العربي، منذ ما قبل الإسلام إلى نهاية العصر العباسي، كنوز وجواهر لا ينبغي للأجيال الجديدة أن تجهلها. نقدم كل يوم بيتا من عيون الشعر القديم، مصحوبا بإضاءة قليلة الكلمات، في محاولة لتحقيق التواصل الضروري والاستمتاع بعصير الحب والحكمة والموت.
52 – السمؤال بن عادياء
" إذا المرء لم يدنس من اللؤم عِرضه
فكل رداءٍ يرتديه جميل "
اللامية أشهر قصائد الشاعر اليهودي السمؤال بن عادياء، العربي قبل أن يكون ذا انتماء ديني بعينه. منذ البيت الأول، تتجلى رؤيته الطازجة ومنظومته الأخلاقية التي تتجاوز الزمان والمكان والهوية المغلقة. الاعتزاز بالكرامة حاضر بقوة اليقين الذي ينعكس على طبيعة المفردات وسلاسة التعبير الذي ينبىء عن الثقة المفرطة، فهو لا يصنع الحكمة الزائفة أو يصطنعها، لكنه مخلص عفوي يتسرب صدقه إلى التشكيل الفني الذي يمتزج فيه الفخر بالمباهاة، وتنهمر الدروس بلا ذرة من الادعاء والافتعال.
اللؤم في اللغة يعني جملة الخصال والسمات المذمومة الكريهة التي تلوث وتشوه وتسلب من الإنسان جلاله ورونقه وهيبته، وعند النجاة من داء لعين كهذا، يشبه السرطان في انتشاره السريع المدمر، تتفتح الحياة بلا عوائق ومنغصات، وتتبخر الشوائب والعكارات، ذلك أن الجمال الحقيقي رهين بالرضا والتوافق النفسي دون نظر إلى الأطر الشكلية والمعطيات المادية التقليدية التي يعرفها الناس ويتكالبون عليها.
البطولة أن يكون الإنسان إنسانا متصالحا مع ذاته في المقام الأول، ولا شيء يشينه ويسقطه في هاوية الشعور بالخجل والانكسار. عندئذ يسطع التوهج النبيل، وتشرق شمس السعادة الكفيلة بالنجاة من لعنة الغربة والاضطراب.