الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مائة بيت من الشعر العربي القديم.. الحصين بن حمام "43"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في تراث الشعر العربي، منذ ما قبل الإسلام إلى نهاية العصر العباسي، كنوز وجواهر لا ينبغي للأجيال الجديدة أن تجهلها. نقدم كل يوم بيتا من عيون الشعر القديم، مصحوبا بإضاءة قليلة الكلمات، في محاولة لتحقيق التواصل الضروري والاستمتاع بعصير الحب والحكمة والموت.
43 – الحصين بن حمام
" تأخرتُ أستبقي الحياة فلم أجد
لنفسي حياةً مثل أن أتقدما "
أي جدوى ومعنى في حياة قوامها العار والانكسار والشعور المدمر بالوضاعة والتهافت والتفاهة؟. هل يفضي الجبن والتقاعس إلى عمر أطول؟. ربما يصح ذلك على الصعيد الشكلي من الناحية الحسابية التقليدية حيث القياس بعدد السنوات، لكن الحياة على هذا النحو أقرب إلى الموت.
التردد سمة إنسانية أصيلة، تنبع من الغياب المنطقي لامتلاك اليقين الذي لا يطوله الشك، والتفكير في التراجع وإيثار السلامة منطقي مبرر:"تأخرت أستبقي الحياة"، لكن الاختيار الحاسم لا يتأخر طويلا، والقرار عندئذ هو التقدم لمعانقة الجوهر المضيء لحياة نقية ثرية، لا موضع فيها للخوف والجبن والرضا بالهوان.

القضية الأساس في بيت الحصين لا تتعلق بحب الموت وكراهية الحياة، فلا شيء من هذا في أعماق الشاعر، والفكرة التي ينشغل بها ويسعى إلى التأكيد عليها هي الانتصار للحياة كما ينبغي أن تكون، ولا بأس في سبيل ذلك الهدف النبيل من الاشتباك الجسور مع المخاطر والأهوال التي تقف به على حافة الموت، ومواجهة الأزمات التي لا مهرب منها لتحقيق التوافق مع النفس والشعور بالرضا. الموت في ساحة الشرف حياة، والبقاء على الهامش مثل المنبوذ المحتقر لا يرادف الحياة بل ينسفها ويفسد متعتها.