الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سد النهضة.. إثيوبيا تتراجع عن تنفيذ الملء الثاني كاملا.. "علام": خطوة لتجنب المواجهة مع مصر والسودان.. و"رسلان": الأزمات الداخلية بأديس ابابا قادت إلى فشل فني وإداري وتمويلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تراجعت إثيوبيا عن الملء الكامل الثاني لسد النهضة الذي يبدأ تنفيذه 22 يوليو المقبل، إذ كان من المقرر الملئ إلى ارتفاع 595مترًا، إلا أن إثيوبيا قررت تخفيض نسبة الارتفاع إلى 573مترًا، ما يمثل انخفاض بمقدار كبير في نسبة الملئ الثاني، ويمثل تراجعًا دبلوماسيًا إثيوبيا وخطوة للوراء.



وقال وزير المياه والرى والطاقة الإثيوبى سيليشى بيكيلى، أمس الخميس،، إن بلاده ستبدأ في تنفيذ الملء الثانى للسد 22 يوليو المقبل، وإنها في سباق مع الزمن للانتهاء من بعض الأعمال الهندسية في البوابات الـ13 قبل التخزين القادم، مضيفا أنه سيتم العمل على رفع الممر الأوسط إلى ارتفاع 573 مترا بدلا من 595 مترا، مما يعني استحالة الملء الثاني كاملا، حسبما نقلت قناة "العربية- الحدث".


وقال الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، في تصريحات نقلتها "العربية نت" إن قرار تراجع إثيوبيا عن إتمام الملء الثاني ليس مفاجئا ويأتي لتجنب المواجهة مع مصر والسودان.


من جانبه قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن التقديرات طبقا لصور الاقمار الصناعية أجمعت أن التعلية التى تم إنجازها لتنفيذ الملء الثانى بلغت حتى الآن 6 م فوق منسوب الماء الاول البالغ 560 م.
وأوضح أن التعلية المطلوبة لإنجاز الملء الثانى هى رفع الممر الأوسط للسد 35 مترا أى من ارتفاع 560 فوق مستوى سطح البحر إلى 595 م.
وقال رسلان إن وزير الرى الاثيوبى ذكر أن الارتفاع الذى تم إنجازه في التعلية وصل إلى 5.4 م. وبهذا المعدل في إنجاز التعلية، وأخذا في الاعتبار الوقت المتبقى على موسم الفيضان، فإنه من الناحية الموضوعية لن تستطيع إثيوبيا رفع التعلية إلا إلى مستوى 572 م كما أعلن الوزير الاثيوبى، والظروف لاتسمح بأكثر من ذلك، لا سيما أن هناك مؤشرات أو بوادر أن الفيضان قد ينزل مبكرا هذا العام.
وشدد رسلان على أن هذا التأخير قد يكون لأسباب تتصل بفشل فنى أو إداري أو تمويلى، أو ربما يكون متفقا عليه سلفا مع الأمريكان أو مع أحد وكلائهم، مثل الطرف الذى يتحرك في هذا الملف بهمة ونشاط لافتين وكأن أمنه أو وجوده متوقف على نجاحه في مساعدة إثيوبيا ودعمها في هذا الملف.
وأشار رسلان إلى أنه "دوما نستنتج أن هذا هو الواقع القائم، والقيادة المصرية لديها بطبيعة الحال مصادرها للمعلومات والمتابعة اولا باول على مدى الساعة، ومن ثم فإن لها حساباتها وقرارها طبقا لموازنات دقيقة وقراءات متأنية لمعطيات المشهد التى أصبحت متغيرة ومتحولة بشكل متسارع في الأشهر الأخيرة."
وقال ما هو مؤكد ان إثيوبيا في حالة اضطراب وارتباك، وتغوص مع الوقت بشكل متزايد في أزمتها الداخلية التى وصلت إلى مرحلة التهديد العملى بالتفكك في حالة استمرت التفاعلات القائمة على ذات النهج الحالى.
وأصبح مؤكدا ايضا أن إثيوبيا دولة عاصية وخارجة على القانون، وانها تحولت إلى مصدر عدم استقرار وتهديد للأمن والسلام في القرن الأفريقي والبحر الأحمر وشرق أفريقيا، وان هذه الحقيقة أصبحت أحد المدخلات الأساسية في التعامل مع إثيوبيا، فالامر ليس قاصر على سياستها أو تحركاتها الخارجية بل إنها تتصرف بذات النهج في الداخل الاثيوبى، بمعنى أن هذه السمة ( تهديد الاستقرار والأمن والسلام ) هى سمة أصيلة وليست عابرة، وفقا لرسلان.
وأوضح أن ما هو مؤكد أيضا أن مصر قد قطعت شوطا طويلا وناجحا في تعرية الموقف الاثيوبى أمام أفريقيا والاقليم والعالم وأثبتت كيف أن مواقف إثيوبيا خارجة عن القانون والعقل والمنطق ولا يمكن التعاطف معها فضلا عن تأييدها.
وقال رسلان انجزت بكفاءة لافتة، المهمة المعقدة المتصلة بتجهيز مسرح العمليات، إذا تطلب الأمر أى تحرك عسكرى، وتجاوزت كل المراحل اللازمة لذلك وصولا إلى الجاهزية الكاملة.
وأوضح أنه هناك طبعا تداخلات كثيرة من اطراف عديدة، والغالبية منها غير معلنة ويتم التعامل معها في صمت ودون ضجيج.. (وما نخلص إليه أن مساحة القدرة لدى مصر) قد اتسعت، ومن ثم فقد اتسعت مساحة المناورة أيضا في مواجهة تعدد السيناريوهات المطروحة.