الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

إكرام لمعى: الكتاب المقدس يؤكد أن القدس عاصمة فلسطين

إسرائيل أساءت فهم وعد الله لإبراهيم.. والعنف الإسرائيلى مرفوض ومخالف لكل الشرائع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور القس إكرام لمعى رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، عن رؤية الكتاب المقدس للقدس، إن القدس عاصمة فلسطين وهى من أقدم العواصم في الشرق الأوسط وتوجد رسائل مرسلة من ملك فلسطين إلى أخناتون ملك مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلادى. وقد بدأت قصة الشعب اليهودى كما اتفقت عليها جميع الأديان بخروج أبينا إبراهيم من وطنه الأصلى بمدينة أور الكلدانيين بجنوب العراق ليستقر في بلد أجنبى وكان الله هو سبب خروج إبراهيم وقال له: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِى أُرِيكَ.2 فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً».
وأضاف لمعى في كتاب له بعنوان «الاختراق الصهيونى للمسيحية»، بإنه بعد دخول إبراهيم إلى الأرض أصبح الوعد بالأرض محددا، وقد كان مفهوم إبراهيم لتملك الأرض أنه لم يمتلك أى قطعة من الأرض التى وعده الله بها حتى ماتت سارة زوجته وعندما أراد أصحاب تلك الأرض إعطاءه مقبرة لدفن زوجته كهدية رفض وأصر على شرائها ودفنها في مغارة المكفيلة وهذا يعطينا انطباعا بأن إبراهيم عندما أخذ الوعد من الله لم يفهمه على أنه تصريح من الله بسرقة الأرض من ملكها واعتبارها حقا له بل أصر على دفع الثمن كاملا وتوقيع عقد قانونى متكامل الأركان أمام شهود «تك 23»، ثم جاء إسحاق ليرث هذه الأرض عن أبيه ومن بعده يعقوب ليرث من إسحاق وتكونت قبيلة من اثنى عشر ابنا وأحفاد كثيرين ثم تركوا الأرض ليعيشوا في مصر مع يوسف وهكذا بدأ وكأنهم تركوا الأرض إلى الأبد لكنهم عادوا ثانية من مصر بالخروج مع موسى واكتمل دخول الشعب إلى الأرض ثانية على يد يشوع خليفة موسى في القيادة وهكذا تحقق بندان من العهد الأرض والنسل.
وتابع لمعي: لكن كان هدف العهد «أن يتبارك فيك جميع قبائل الأرض» البركة المقصودة هنا هى وصول رؤية الله وأهدافه ووصاياه إلى كل الأمم من خلال شعب إسرائيل وأن تكون إسرائيل خادما للأمم لذلك أوصى الله شعب إسرائيل بمحبة الغريب وحسن معاملته والحفاظ على حقوقه، وأعلن الله في وضوح أنه في حالة عدم طاعة إسرائيل وخضوعها فسوف يعاقبها كما عاقب الأمم من قبل وقد تمثل انحراف الشعب الإسرائيلى في عده أمور منها:
رفض أخلاقيات الله «استخدام العنف في تملك الأرض» – رفض حكم الله «استخدام العنف داخل المملكة وكان الحكم هو النفى من الأرض» وهكذا جاء الفناء على بنى إسرائيل مكملا لعقوبة سفر التثنية «وَيُبَدِّدُكُمُ الرَّبُّ فِى الشُّعُوبِ، فَتَبْقَوْنَ عَدَدًا قَلِيلًا بَيْنَ الأُمَمِ الَّتِى يَسُوقُكُمُ الرَّبُّ إِلَيْهَا»، وانتهى الوعد بفناء الموعودين به وهذا ينسف المشروعية الدينية والقومية لليهود المعاصرين في فلسطين.
واستطرد لمعى، بأن المسيحيين يؤمنون أن وعد الله لإبراهيم لم يكن في يوم من الأيام عنصريا أو مقتصرا على شعب معين لكنه وعد يشمل جميع الأمم، وأن إسرائيل أساءت فهم الوعد وتطبيقه في الوقت الذى استمر فيه الوعد لكل الأمم الأخرى. وقول السيد المسيح «طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ». المقصود بها أرض فلسطين فقد أخذ المسيح هذه الجملة من مزمور 37 «اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ»، لأنَّ عَامِلِى الشَّرِّ يُقْطَعُونَ وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ». وفى عدد 11 من نفس المزمور يقول «أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَتَلَذَّذُونَ فِى كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ». وكاتب المزمور يقصد أرض فلسطين، والسيد المسيح يقصد بالودعاء المساكين وصانعى السلام من أى شعب.
وكشف الدكتور القس إكرام لمعى رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، في الفصل الرابع «الشعب والأرض والعهد» من كتاب الاختراق الصهيونى للمسحية، بأن أرض الميعاد الحقيقية في مفهوم المسيح هى الأرض بكاملةا والتى يدعوها الله أن تتحول إلى ملكوته أى إلى عائلة واحدة على اختلاف الأمم والألسنة، إذ يملك الله عليها ويوحدها بروحه أفرادًا وشعوبا، مع تأكيد الفرادة والتمايز بينهم، فأرض الميعاد الجديدة لا حدود لها، لأنها المسكونة كلها إذ يتحقق فيها وعد الله بأن تتبارك بذرية إبراهيم، فتتحول جميع قبائل الأرض وشعوبها إلى شعب واحد لله يؤول تنوع عناصره لا إلى صراع واقتتال بل إلى تناغم وتكامل.
وفى سفر الرؤيا آخر أسفار العهد الجديد بالكتاب المقدس نرى الوعد بالأرض لم يعد وعدا بأرض فلسطين بل أصبحت الأرض كلها لشعب الله الذين يقبلونه.