ربما لم يرغب الجمل في أن ينتهي مصيره منحورًا معلقًا في أحد محلات الجزارة، فقرر الهروب من المجرز، وظل يعدو في شوارع السيدة زينب، وتوقفت حركة المرور بسببه، وأخذ كثير من المارة يعدون خلفه من رصيف إلى آخر دون أن يوقفه أحد.
وقالت شاهد عيان لصحيفة "الأهرام" في عددها الصادر يوم 20 أغسطس عام 1944، إن أحد الأشخاص اشترى جملين لينحرهما في أحد المجازر، فنحر الأول ليرى الجمل الثاني ما حدث لصديقه ليهرب في الطرقات لينجو بنفسه.
وبعد أن هرب الجمل من المنطقة بأكملها ووصل إلى ميدان عابدين، لجأ إلى قصر عابدين، ودخل القصر الملكي وحاول الحرس الإمساك به ولم يستطيعوا لينجح أحد الجنود من الإمساك به وإبلاغ الملك عن الحادث، ليقوم الملك فاروق بدفع ثمن الجمل لصاحبه، ويرسله إلى مزرعته الخاصة الملكية في أنشاص، ويأمر بعدم نحره.