الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. الحياة بين أكفان الموتى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس لديهم ما يملكونه سوى الأنين على ما تبقى لهم من إنسانية، وعلى حياتهم التي أصبحوا لا يعرفون ما ينتظرهم بها وسط القبور التي يتخذونها بيوتا والتي لا يراودهم شك في انها ستكون مأواهم الأول والأخير بحياتهم الدنيا وبعد مماتهم، وهذا هو لسان حال أهالي العشوائيات الذين لم يتغير حالهم منذ سنوات طويلة يعيشون بمقابر السيدة عائشة.

واختارت "البوابة نيوز" أن تتحدث مع عائلة من العائلات الكثيرة التي أصبح الأمل في حياة كريمة مجرد خيال بعيد المنال، والتي قررت أن تتحدث عما يدور هناك، وعن طبيعة الحياة التي يحياها ساكنو القبور ومشاكلهم التي يعايشونها وما ينتظرهم من مصير مجهور وسط أرض يقبعون فيها وينامون بجانب الموتى.

نبيلة سيد، أم مصرية في الخمسينات من العمر، تحكي بأسى بالغ قصة حياتها، فهي تعيش بالمقابر منذ نحو 15 سنة، وبعد زواجها أنجبت من زوجها 7 أولاد وبنات وتسببت الظروف المعيشية والحياتية في هروب زوجها من المسئولية، وتركها تعول أولادها الذين لم تستطع أن تنفق عليهم وتنهي تعليمهم، مشيرة إلى أن لديها ابنتين بلغتا المرحلة الإعدادية، والآن متوقفتان عن الدراسة بسبب عدم قدرتها على إعالتهما.
أما أبناؤها الكبار فيعملون في أحد المراكب النيلية، وهم من يساعدون الأسرة على الاستمرار في الحياة، رغم ذلك لا يستطيعون الوفاء بمتطلبات واحتياجات الأسرة، والتي تسبب الفقر في وفاة ابنها البالغ من العمر 16 سنة، بعد أن وقع من مكان مرتفع وتسبب الإهمال الطبي نتيجة عدم القدرة على دفع تكاليف علاجه فى وفاته.
وتؤكد نبيلة، أنها لديها كشك لبيع الحلوى ورثته عن أمها إلا أنه يتطلب المزيد من البضائع لكي يعمل بالشكل المطلوب
وتضيف نبيلة سيد أن المعيشة في المقابر ليست بالهينة على الإطلاق حيث أنهم يقبعون في منطقة ضيقة ولا يصل إليها خدمات مثل الماء الذي يضطرون من أجل الحصول عليه إلى الصعود على تلة متواجدة خارج المقابر وملئ جراكن المياه منها وهو أمر صعب ويعرض الجميع لخطر التعرض له من قبل البلطجية الذين يتخذون من المنطقة وكرا لهم لممارسة أي نشاط غير سوى مثل تعاطي المخدرات والسرقة والتعرض للفتيات.
وأضافت أن من ضمن المشاكل التي يواجها أهالي المنطقة عدم وجود الأمن والأمان حيث أنه بسبب عشوائية المنطقة وعدم وجود الخدمات بها من الممكن أن يتعرض لها أي حرامي أو بلطجي ليستولي على المال أو يهاجم أي شخص.
وأكدت أنه بسبب تلك المعاناة التي تعيشها قامت بتقديم طلب إلى وزارة الإسكان منذ عام 2005 من أجل الحصول على شقة كانت قد تحددت لها إلا إنها لم تجد أي رد فعل أو تحرك إيجابي من قبل المسئولين لمساعدتها من أجل الحصول على شقتها.
وتابعت أنها استنفدت جميع المحاولات في الحصول على شقتها ويطلب منها في كل مرة تذهب الكثير والمزيد من المستندات والاوراق وهو الأمر الذي جعلها تستسلم للأمر الواقع حيث أنها غير قادرة على الذهاب والإياب وتصوير مستندات وتكرار جميع تلك المراحل التي تكلفها أموال ليست بحوزتها.
وخلال حوارنا مع السيدة نبيلة طالبت بمقابلة المشير عبدالفتاح السيسي، وأكدت أنها تنتظر المساعدة من الشئون المعنوية.

وخلال جولة "البوابة نيوز" بالمقابر التقت بمحمد عبدالعظيم أحد ساكني مقابر السيدة عائشة، والذي حكى لنا عن جرائم القتل والسرقة والإتجار في المخدرات التي تقع بالمنطقة، مشيرا إلى أنه يعرف أوكارا للمخدرات بالمنطقة ويمكن أن يحدثناأ عنها بل ويأخذنا إليها أيضا، إلا أن لذلك حلقة أخرى نتحدث عنها فيما بعد.