سلط مسلسل الاختيار2 الضوء على دور قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية لضبط عناصر الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي وإيقاف مصادر تمويل المسيرات الإخوانية المسلحة في مناطق بالقاهرة والمحافظات وتكثيف الجهود لضبط قيادات التنظيمات الإرهابية لإحباط عمليات إرهابية واغتيالات لشخصيات كبرى عبر الاستنفار الأمني وجمع المعلومات ومحاولة تعقب مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد المتهمين المحتملين والأهداف المستهدفة.
أبرز ما وثقه مسلسل الاختيار 2 هو قيام المخابرات العامة المصرية بالتعاون مع قطاع الأمن الوطني بالكشف عن إحباط الأجهزة الأمنية في مايو 2019 مخطط لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية بتكليف من قيادات الجماعة الإرهابية في الخارج باستهداف استاد القاهرة الدولي بالتزامن مع انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي نظمتها مصر.
كشف المسلسل عن تفاصيل المخطط الإرهابي بمحاولة قطاع الأمن الوطني التوصل لخلية إخوانية إرهابية تحاول عبر طائرات بدون طيار محملة بكميات من المتفجرات ويتحكم فيها عن بعد استهداف البطولة.
فيما تمكنت الأجهزة المعنية بتحديد مكان الشقة المستخدمة كوكر انطلاق لتنفيذ العملية الإرهابية الكبرى بعد رصد تواصل أعضاء وعناصر الجناح المسلح للإخوان تطبيق تليجرام للتواصل بينهم.
فيما استطاعت مصر خلال الأعوام الثمانية أن تضع حدًا فاصلًا في مواجهة الإرهاب عبر استراتيجيات عدة فعسكريًا ما زالت جهود القوات المسلحة المصرية متواصلة في تجفيف منابع الإرهاب ومناطق تمركز الجماعات الإرهابية وإمداداتها في المقابل ضاعفت الأجهزة الأمنية من ضرباتها الاستباقية وأثرت بنك معلوماتها وأحكمت سيطرتها على ما بقي من تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، والتي كان آخرها القبض على القائم بأعمال مرشد الإخوان محمود عزت، الذي كشف اللثام عن كثير من الأمور والأسماء والشخصيات والتمويلات المشتبه بها، وهي الأمور التي تخلق أرضية أكثر صلابة للدولة المصرية أمنيا في مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية في 2021، وهي أمور عززتها الاتجاهات الإقليمية الآخذة في تفهم الرؤية المصرية لمواجهة مخاطر الإرهاب، وهي أمور لا يمكن أن تكون بمعزل عن التركيز المصري مع قضايا الأمن الإقليمي.
في نفس السياق سعت التنظيمات الإرهابية في مصر خلال السنوات الماضية إلى التكريس لوجودها بالمنصات المشفرة على شبكة الإنترنت، وفي مقدمتها تطبيق "تليجرام". فقد بات التطبيق يستحوذ على مساحة مهمة من أنشطة التنظيمات الإرهابية في خضم الضغوط التي تعرضت لها هذه التنظيمات في أرض الواقع وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي التقليدية.
وقد ارتبط تحول التنظيمات الإرهابية والعناصر المرتبطة بها نحو "تليجرام" في مصر وغيره من المنصات المشفرة لما يوفره التطبيق من مزايا رئيسية لعل أهمها قوة التشفير الخاصة بالتطبيق بصورة تجعل المراسلات عليه أكثر أمنًا مقارنة بتطبيقات أخرى، ومن ثمَّ يصعب اختراقه من جانب الأجهزة الأمنية.
تيليجرام أو تلغرام بالإنجليزية: Telegram هو تطبيق للتراسل الفوري، حرّ ومجانيّ ومفتوح المصدر جزئيًا ومتعدد المنصات ويُركز على الناحية الأمنية. مستخدمو تيليجرام يمكنهم تبادل الرسائل بإمكانية تشفير عالية بما في ذلك الصور والفيديوهات والوثائق حيثُ يدعم كافّة الملفات. بدأ في عام 2013 كتطبيق صغير يركز على المراسلة الآمنة وتطور منذ ذلك الحين إلى منصة تضم أكثر من 500 مليون مستخدم. يُعد تيليجرام الآن ضمن قائمة أكثر 10 تطبيقات يتم تنزيلها واستخدامها حول العالم للبقاء على اتصال مع الأصدقاء.
ويعتمد الجيل الجديد من التنظيمات الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي في التجنيد وفي التواصل بين قيادات هذه التنظيمات، وبينها وبين عناصرها، بنسبة قدرها بعض المتخصصين بـ 90% من وسائل التواصل المستخدمة، لاسيما في ظل الانتشار الجغرافي الواسع لهذه التنظيمات، وتوزع الأفراد المستهدفين بالتجنيد عبر أنحاء العالم. وأصبح شائعًا وجود حسابات لتنظيمات إرهابية على موقع تويتر، فلجماعة "بوكو حرام" النيجيرية - على سبيل المثال - حساب على تويتر يتابعه آلاف المشتركين، وينطبق الأمر ذاته على حركة طالبان في أفغانستان، وحركة الشباب في الصومال.
وتستخدم التنظيمات الإرهابية أيضًا وسائل التواصل الاجتماعي كقناة لتبادل الخطط والمعلومات حول تصنيع القنابل والمتفجرات ومهاجمة المواقع المستهدفة وباتت المراحل الأولية للتجنيد تتم من خلال "التغريدات" على تويتر أو إرسال هذه الرسائل إلى أشخاص يظهر ميلهم إلى المشاركة في "الجهاد".
من جانب آخر تشير المعلومات المنشورة على نطاق واسع إلى استخدام عدد من التنظيمات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لجمع التبرعات والتحويل بين الحسابات من خلال نشر أرقام حسابات التبرع على هذه المواقع، وهو ما تصعب ملاحقته، كما تقوم بعض عناصر هذه الجماعات بتتبع حسابات الشخصيات المستهدفة واختراقها وسرقة الأموال منها.
وتستغل التنظيمات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعي في الوصول إلى شخصيات بعينها من خلال تحديد هوياتهم والأماكن التي يترددون عليها، ما دفع العديد من الدول من بينها مصر إلى تحذير من يشغلون مناصب أمنية من وضع أي بيانات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
لماذا "تليجرام"؟
يعد مفهوم الأمن العملياتي (operational security) مدخلًا جوهريًّا لفهم كيفية تعاطي التنظيمات الإرهابية في مصر مع الفضاء الإلكتروني خلال السنوات الماضية، فالأمن العملياتي، وفقًا "لإلين شانج" (Ellen Zhang)، بمثابة عملية لإدارة المخاطر تدفع المنظمة (وهو ما ينطبق على كافة المنظمات بما فيها الإرهابية) إلى تحليل العمليات، واستعراضها من وجهة نظر الخصوم، من أجل حماية المعلومات المهمة، ومنعها من الوقوع في أيدي هؤلاء الخصوم. وهو ما يرتبط بفكرة "التشفير" (encryption) التي تُعد أحد الشواغل الرئيسية للتنظيمات الإرهابية لتجنب انكشافها أمام الأجهزة الأمنية.
واكتسبت المنصات المشفرة زخمًا متزايدًا مع سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي وعزله من الحكم 2013 فالتنظيم نظر إلى الفضاء الإلكتروني باعتباره أداة في الصراع مع الدولة المصرية ولعل هذا ما يفسر اهتمام التنظيم بنشر أفكاره على مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب عناصر جديدة للتنظيم، فضلًا عن نشر الخوف في صفوف المجتمعات. وأثناء البدايات الأولى للتنظيم كانت عناصر التنظيم تفضل عددًا من شبكات التواصل، وفي مقدمتها تويتر، ولكن بمرور الوقت تعرض تواجد التنظيم على هذه الشبكات لعدة إشكاليات على خلفية إغلاق حسابات تابعة لعناصر التنظيم.
وأدت هذه الإشكاليات إلى تحول عناصر الجناح المسلح "الإخوان " إلى الاعتماد المتنامي على تطبيق "تليجرام"، نظرًا لما يمتلكه التطبيق من معدلات حماية هائلة قد لا تتوافر في تطبيقات أخرى، فقد شجع التنظيم أتباعه على "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى على التواصل مع منسقي "التنظيم" وقياداته على "تليجرام" لمناقشة "مسائل حساسة" مثل تلقي التعليمات بتنفيذ العمليات الإرهابية مثلما حدث كمثال حادث اغتيال النائب العام هشام بركات عندما كلف القيادي الإرهابي الإخواني الهارب في تركيا عناصر الخلية الإرهابية بالتنفيذ.
ويتسم هذا التطبيق، الذي أُطلق في عام 2013 بخاصية تشفير الرسائل من النهاية إلى النهاية (end-to-end encrypted messaging apps)، والتي تمنع أي شخص - باستثناء المرسل والمتلقي- من الوصول إلى الرسائل المتبادلة، وتعتمد تقنية التشفير الخاصة بالتطبيق على هواتف المستخدمين، وليس عبر خادم وسيط، وهو ما يفرض صعوبات على إمكانية التجسس على محادثات المستخدمين.
ويوفر التطبيق وسيطًا آمنًا للتنظيمات الإرهابية لمشاركة وتحميل الملفات الكبيرة مباشرة عن طريق التطبيق دون الاضطرار إلى فتح وصلات خارجية، علاوة على احتواء التطبيق على خاصية التدمير الذاتي للرسائل؛ حيث يُمكن للمستخدم، قبل أن يرسل الرسالة، تحديد مدة مؤقت التدمير الذاتي وهو ما يعني أنه بعد مدة محددة من قراءة الرسالة فإنها تختفي تلقائيًّا وبشكل دائم من كلا الجهازين وهكذا فإن الأجهزة الأمنية، حتى في حالة حصولها على أجهزة التواصل الخاصة بالعناصر الإرهابية، لن تتمكن من الوصول إلى أدلة يُعتد بها لأنها ستكون قد اختفت بالفعل من الأجهزة.
التخطيط للعمليات الإرهابية: فتطبيق "تليجرام" يتداخل في مرحلة ما قبل الهجوم الإرهابي (pre attack phase) باعتبارها أداة للتواصل بين العناصر الإرهابية للإعداد والتخطيط للعمليات الإرهابية.
دعم "الذئاب المنفردة"
ساهمت شبكة الإنترنت في التأسيس لنوع من الشراكة الافتراضية (virtual partnership)، حيث تلجأ العناصر المتطرفة التي تستقي أفكارها وتوجهاتها من التنظيم الإرهابي إلى استخدام شبكة الإنترنت للاطلاع على المواد الفكرية والتسجيلات الصوتية والفيديوهات الخاصة بالتنظيم والمنتشرة على شبكة الإنترنت، وعبر هذا المسار ينشأ نموذج من التحالف الأيديولوجي الافتراضي دون أن تكون هناك أي صلات رسمية في الواقع. ومن هذا المنطلق تزايد ظهور نمط "الذئاب المنفردة" في تنفيذ العمليات الإرهابية.
ويشكل تطبيق "تليجرام" أحد المنصات الداعمة للذئاب المنفردة لتقديم الإرشادات والتدريب العسكري للذئاب المنفردة. ومن ضمن الموضوعات التي اهتمت بها القناة، وظيفة جمع المعلومات من الفضاء السيبراني عن مواقع تخزين الأسلحة الكيميائية، من أجل إعداد البنية التحتية للقرصنة لسرقة الأسلحة الكيميائية لاستخدامها في الهجمات الإرهابية. وبالإضافة إلى ذلك، نشرت القناة أدلة عن كيفية تصنيع متفجرات من المواد الموجودة في المنزل.
التمويل والموارد البشرية
إذ اضطلع تطبيق "تليجرام"، مثله مثل غيره من التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، بدور في الترويج لأفكار التنظيمات الإرهابية، سواء كانت "داعش" عبر مؤسساتها الإعلامية وظهورها على "تليجرام"، أو "القاعدة" التي تمتلك حضورًا أيضًا على "تليجرام"، ظهر على سبيل المثال عبر نشر حلقات من سلسلة "إن الدين عند الله الإسلام" والتي كانت بمثابة دعاية لأفكار التنظيم.
وتكشف الهجمات الإرهابية التي تم تنفيذها في مصر خلال السنوات الماضية عن مستوى متطور من الابتكار الإرهابي فيما يتعلق بالأمن التشغيلي، لا سيما مع اعتماد العناصر الإرهابية على الهواتف المشفرة بالكامل، لا سيما أجهزة الآي فون، ناهيك عن استخدام الهواتف لفترة قصيرة جدًّا لا تتيح للأجهزة الأمنية رصدها، أو ما تطلق عليه الأدبيات "الهاتف المشتعل" burner phone، وقد ظهر هذا في هجمات باريس الإرهابية، حيث لجأ منفذو الهجمات إلى استخدام هواتف جديدة لفترة قصيرة قبل الهجمات، وحينما فتشت الأجهزة الأمنية أماكن إقامة بعض المتورطين في الهجمات وجدت هواتف جديدة غير مستعملة.
خلاصة القول فإن الضغوط التي تتعرض لها التنظيمات الإرهابية، خاصة بعد الهزائم التي لحقت بـ"داعش" في سوريا والعراق، تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر ستدفع العناصر الإرهابية نحو الانزواء في الفضاء الإلكتروني، والنشاط داخل المنصات المشفرة، والبحث عن مسارات مغايرة داخل هذا الفضاء بما في ذلك الويب المظلم dark web للتواصل فيما بينها، وإيجاد قنوات لتمويل الأنشطة الإرهابية تعتمد بشكل أو بآخر على العملات الرقمية مثل البيتكوين، كمحاولة للتكيف مع واقع ما بعد "داعش".
الرؤساء الذين يستخدمون تطبيق تليجرام
الرئيس البرازيلي بولسونارو والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وسبعة زعماء آخرون هم: رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف، ورئيس أركان تايوان تساي إنجفين، بالإضافة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
فيما تمكنت وزارة الداخلية من رصد العديد من الكيانات والمؤسسات الاقتصادية الداعمة للتنظيمات الإرهابية واتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتها الأمر الذى أدى إلى تراجع الحوادث الإرهابية بمعدل عدل انحسار 95٪.
فيما عكف عدد كبير من ضباط الإدارات المختصة بالداخلية على رصد وتحليل مئات من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أخطر الحسابات الإرهابية لرصد كل أشكال الجرائم الإلكترونية ودعوات التحريض على العنف التي يتبناها عناصر التنظيم الإرهابي وحلفاؤه لإحباط تحركاتهم الميدانية.
وأضافت مصادر أنه بتتبع المحادثات التليفونية وبعض المراسلات الإلكترونية عبر برامج التواصل الاجتماعي من بينها "واتس آب وفيسبوك ولاين تليجرام أمكن تحديد أماكن الإرهابيين واستهداف أماكن اختبائهم بكل دقة، بالإضافة إلى أن متابعة نشاط الجماعات التكفيرية التي تحرض على العنف والإرهاب، أصبح أمرا يسيرا بعد اعتماد استخدام برامج للتحليل واستخراج المعلومات إضافة إلى رصد العديد من المدونات والمحادثات التي تجري في المنتديات على الإنترنت، إضافة إلى غيرها من المواقع الشهيرة مثل "فليكر" و"يوتيوب" وسكايب وبالتوك و"تويتر" و"أمازون" ويقوم البرنامج بفلترة الكلمات الدالة على العنف والإرهاب عبر سلسلة من الكلمات الرئيسية والمفتاحية التي يتم تداولها، واستخلاص تقارير يمكن أن تكون بداية لتوجيه اتهام بارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون المصري، وبالاستعانة بالتقنيات الحديثة متمثلة في أجهزة الفحص الفنى وتتبع البصمة الإلكترونية أمكن ضبط عناصر جماعة الإخوان الإرهابية المتورطين في إنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للتحريض على العنف وإثارة الفوضى.
جانب مما حدث في ملحمة تمتد فصولها على مدى 10 سنوات، يظهر في مسلسل الاختيار 2، الذى يعرض حاليا وسط موجة عارمة من الاعجاب والانبهار بـ رجال الظل الذين أعادوا الانضباط إلى بوصلة الوطن، التي كاد الإخوان ومن عاونهم يجرفونها في طرق الضياع.
رجال الظل.. مهام معقدة
بفضل عملهم ليل نهار كما يظهر في المسلسل، وجه قطاع الأمن الوطني خلال تلك الفترة، ضربات استباقية أفقدت الجماعات الإرهابية توازنها، هذا من جانب، أما في الجانب الآخر، امتدت اليد الثقيلة للقطاع، لتهوى على مصادر التمويل والدعم لتلك الجماعات، لتدمر أوصالها، وهو ما يظهر جليا في اتجاه منحنى العمليات الإرهابية للهبوط بشكل لم يتوقعه أحد، بحيث اختفت تقريبا العمليات الإرهابية مع توالي السنوات بعد عام 2011.
وربما كان ذلك المجهود بفضل رجال الظل، أو قادتهم الذين يديرون عمليات شديدة التعقيد، وكأنهم في مهمة البحث عن «ابرة في كوم قش»، أشرف على ضبط الإيقاع قادة من أمهر ضباط وزارة الداخلية، نقلوا مهام مساعدي وزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني، أتم كل منهم مهمته على أكمل وجه وأوفى عطاء، ليسلم الراية لمن يأتي بعده، ليكمل المسيرة، وفيما يلي أبرز رؤساء قطاع الأمن الوطني، منذ عام 2011 وحتى الآن.
شهداء مكافحة الإرهاب
منذ سقوط نظام الإخوان في ثورة 30 يونيو 2013، خاضت القوات المسلحة المصرية وقوات الأمن حربًا ضروسًا ضد الجماعات الإرهابية في مختلف المحاور الإستراتيجية شرقًا وغربًا. ومع تزايد حجم المواجهة، ارتفع عدد التضحيات داخل صفوف القوات الأمنية، حيث بلغ عدد الشهداء من القوات المسلحة (986) شهيدًا و(847) مصابًا. أما في وزارة الداخلية فبلغ عدد الشهداء (1123) شهيدًا و(872) مصابًا، ليصبح بذلك عدد الشهداء من العسكريين ورجال الشرطة (2109) شهداء، وعدد المصابين (1719) مصابا، وذلك بحسب الأرقام الموثقة من قبل وزارتي الدفاع والداخلية فيما بلغ عدد الشهداء المدنيين، حسب الإحصاءات الموثقة من قبل رئاسة مجلس الوزراء، (1388) شهيدًا وعدد المصابين (2412) مصابًا من المدنيين.. ليبلغ بذلك إجمالي عدد الشهداء من العسكريين والشرطة والمدنيين (3497) شهيدًا، وإجمالي عدد المصابين من العسكريين والشرطة والمدنيين (4131).
تجفيف منابع تمويل الإخوان
نجحت الدولة المصرية في الربع الأخير من 2020 في القبض على القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان محمود عزت (ثعلب الجماعة العجوز) الذي كشف عن خزائن من الأسرار التي تجعل منه كنزًا استراتيجيًا من المعلومات للدولة المصرية إذ أرشدت التحقيقات معه لمبنى شهير في منطقة المهندسين جنوب القاهرة فيه ثلاثة طوابق مغلقة مليئة بالمستندات كشفت كما هائلا من الشركات الكبرى المتجذرة في مفاصل الاقتصاد المصري.
فيما كشفت الداخلية المصرية عن إحباط 90 محاولة إرهابية خلال عام 2020 من خلال عمليات استباقية وأكدت أنها وجهت أقوى الضربات لجماعة الإخوان بالقبض على القائم بأعمال مرشد التنظيم الإرهابي محمود عزت الصندوق الأسود للجماعة.
قادت هذه الضربة إلى ضبط عناصر أخرى في الجماعة بينهم وزيران هما خالد الأزهري وزير القوى العاملة وحاتم عبداللطيف وزير النقل ورجلا الأعمال رجب السويركي وصفوان ثابت الذين يواجهون تهمًا بتمويل الإرهاب ودعم جماعة الإخوان.