تجمع آلاف المتظاهرين في عدة مدن فرنسية أبرزها باريس ومارسيليا مناهظة للنكبة التي تحل ذكراها الـ٧٣ اليوم السبت، وذلك على الرغم من قرار وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الذى أيدته المحكمة الإدارية بحظر التظاهر في العاصمة الفرنسية باريس دعما للفلسطينيين.
وقد تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر في الحي العربي الشعبي باربيس في العاصمة الفرنسية للتعبير عن مساندتهم للشعب الفلسطيني، ونشر وزير الداخلية الفرنسي مئات من عناصر الشرطة، وقوات الدرك.
وقامت الشرطة بتفرقة عدة مسيرات انطلقت لإعلان رفضها لذكرى النكبة الفلسطينية وذلك بقنابل الدخان وخراطيم المياه فيما القى المتظاهرون الشرطة بالحجارة وزجاجات، لكن استمرت المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في باريس ومارسيليا وسط توترات بين الشرطة والمتظاهرين وكان أشرسها حدوث اشتباك عنيف في الحي الثامن عشر الباريسي.
وعلى الرغم من حظر محافظة باريس لهذا الحدث، فقد تجمع آلاف المتظاهرين في مجموعات متفرقة في باريس لليوم الثاني على التوالي، وحاول نحو 5000 شرطيا تفريق المتظاهرين، لكن هناك عدة مظاهرات أخرى مصرح بها تجري سلميا في أرجاء فرنسا.
أما في مدينة مرسيليا، فقد تظاهر 4000 شخص، بحسب الشرطة، حيث احتشد المتظاهرون تحت الأعلام الفلسطينية ومعظمهم متشح الأعلام الفلسطينية بجوار مقر البلدية، وتزين الكثير منهم بكوفية سوداء تقليدية مربعة الشكل، رمز القضية الفلسطينية، وردد المتظاهرون، ومن بينهم العديد من الشبان وبعض النساء، شعارات معادية للحكومة الإسرائيلية ونددوا بسلبية موقف فرنسا والدول الغربية في مواجهة "مذابح المدنيين الفلسطينيين".
فيما أصيب شرطي فرنسي في رأسه وسقط على الأرض مغشيًا عليه،واسرع رجال الإطفاء وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع، ولاتزال نواة المتظاهرين المتشددة حاضرة في أرجاء فرنسا، ومعظمهم من دول شمال أفريقيا، وأمطروا الشرطة بمقذوفات من الزجاج والمعدن على عناصر الشرطة من مكافحة الشغب التي ترد بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وقد عمت الفوضى في حي بورت دو كلينونكور إثر اشتباكات عنيفة مع الشرطة وتدهورت الشوارع بعد أن كسر بعض الشباب الأرصفة والقوانين وأمطروا الشرطة بالحجارة وقد تعطلت حركة المرور.
فيما لا تزال المظاهرة في أرجاء أخرى من باريس "هادئة" بشكل عام، من الجانبين وقد لبى الشباب العربي والتركي تلبية لدعوة الجماعات الفرنسية الموالية للفلسطينيين وسط تصعيد الصراع العسكري بين الفلسطينيين وإسرائيل، ملوحين بالأعلام الفلسطينيين ولافتات تدعو فرنسا إلى "مقاطعة إسرائيل".