في ظل قرارات رئاسة مجلس الوزراء بإغلاق الأماكن العامة ودور السينما ونقاط التجمعات من أجل تخفيف حدة الموجة الثالثة والنوع المتحور من فيروس كورونا المستجد، نفتقد التجمعات العائلية والتنزه، لكن لا يُمكن أن نفقد متعة الحياة.
«البوابة نيوز» ترشح لك في السطور القادمة بعض الأعمال السينمائية التي يُمكن أن تقضي بصحبتها وقتًا لطيفًا في منزلك، وهى أعمال تختلف عن الأجواء الهوليودية التي تملأ قنوات التليفزيون.
«Shorta».. حكاية أخرى عن العنصرية فى الدنمارك
ما بين أحداث عنف في الدنمارك خلّفت وراءها قتيلًا عربيًا في التاسعة عشرة من عمره كانت آخر كلماته: «لا أستطيع أن أتنفس»، والمواطن الأمريكي من أصل أفريقى «جورج فلويد» الذى قال العبارة نفسها قبل أن يموت تحت حذاء شرطي؛ يأتي الفيلم الدنماركى «Shorta» الذى تم إنتاجه العام الماضي 2020، وشارك في الدورة 42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ليعرض أزمة العنصرية في ذلك البلد الاسكندنافي البعيد، عبر ضابطين أحدهما سادي يتم حصارهما في أحد أحياء المسلمين وسط احتجاجات عارمة، لتنقذ امرأة بسيطة أكثرهما شرًا، وهى والدة الشاب الذي قام بالاعتداء عليه!
الفيلم الذي تبلغ مدته 108 دقائق، ومن إخراج الدنماركيين فريدريك لويس هفيلد وآندرس أولهولم، قام ببطولته جايكوب لوهمان وسيمون سيرز، في دور الضابطين «مايك» و«جانس» اللذين علقا فى منطقة تعجّ بالمهاجرين، والشباب الذين يتولون أمن المنطقة من أبنائها، وسط يوم شديد الصعوبة لم يتخيله أحدهما عندما أوقف الشاب أموس الشامي -والذي قام بدوره الممثل طارق زيات- من دون سبب إلا لأنه لاحظ أنه ينظر إليه بطريقة لم تعجبه، وأجبره على خلع ملابسه والتنمّر عليه، حينها لاحظ شباب المنطقة ما يحصل وتدخّلوا فهرب أموس، وقذف سيارة البوليس بعلبة ألبان، فحاول مايك اللحاق به ليتعرّض لرمي بالحجارة ويتحطّم زجاج السيارة وتصطدم بعمود كهربائي ويجرح مع زميله جانس الهادئ والرصين، والذي لا يحب تصرفات مايك الموتورة؛ وينجح في اعتقال أموس مجددًا.
وعندما يختلف الضابطان على خلفية رعونة مايك يذهب الأخير لوحده ويتعرّض لإطلاق نار وينزف من كتفه، فيدخل مبنى تستضيفه لديها امرأة يدهشه معرفة أنها والدة أموس والتي عالجته، ليطمئنها بأن ابنها سليم وهو مع زميله الذي يسعى لإصاله إليها بأمان، وتتغيّر كامل لهجته، لتكون المعركة الأخيرة بين الضابطين والمسلحين قبل أن تصل قوة من البوليس لنجدتهما.
الفيلم يبدو وكأنه اعتراف واعتذار في آن واحد من صُنّاعه بتفشي العنصرية في موضع خطر وهو عقول القائمين على تنفيذ القانون، والذين لا يجب أن يضع أحدهما أي عوامل نصب عينيه بخلاف تحقيق العدالة، خاصة في بلد يدّعي أن الإنسان في المقام الأول بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس.
«Lupin».. حكاية أخرى لـ«اللص الظريف»
تظل شخصية اللص الأسطوري «أرسين لوبين» أو «اللص الظريف» هى واحدة من أساطير روايات الجريمة في العالم، والتي ابتكرها الكاتب الفرنسي «موريس لوبلان» في مطلع القرن الماضي، ولاقت إقبالًا كبيرًا.
ومنذ نشرت أولى القصص بعنوان «اعتقال أرسين لوبين» في 15 يوليو 1905، تحوّلت معظم رواياته إلى أفلام سينمائية ومسلسلات كرتونية للأطفال كما ترجمت إلى عدة لغات، وصار ذلك اللص منبع إلهام لعشرات المبدعين عبر التاريخ.
يتميز «أرسين لوبين» بالنبل والشرف والشهامة، فهو لا يهدف من وراء مغامراته إلى الثراء أو كسب المال والانتقام من خصومه، وإنما يُكرس حياته للكشف عن الجريمة وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة، وقد تحدى أرسين لوبين أبرز رجال الشرطة والمفتشين في عصره في فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة حتى أطلق عليه لقب «الرجل ذو الألف وجه»، فيظهر اللص الظريف وكأنه الشخص الذي يناسب مثل هذا العالم المليء بالأحداث المشبوهة، فدائمًا يظهر عند اللزوم، ووجوده يبدو أمرًا وجوبيًا، وهو شخص مليء بالمشاعر والحيوية، ولديه حس تاريخي، وشعور اجتماعي عام. كذلك فإن الحيل المتجددة التي يقابل بها الأزمات تجعله مثار إعجاب شديد.
وبعد أكثر من قرن على ظهور الشخصية الأسطورية، يعود «اللص الظريف» من جديد عبر مسلسل من إنتاج عام 2021، جاء يحمل الاسم نفسه «Lupin»، فى خمس حلقات هى إجمالي الموسم الأول، والتي تروي قصة فتى أفرو- فرنسي جاء إلى البلاد مع والده بعد أن فقدا أمه خلال وجودهما في السنغال، وكان والده يعمل سائقًا لدى واحد من أباطرة المال والتحف الفنية في البلاد.
يُهدي الأب الصبي واحدة من روايات «أرسين لوبين»، وهي الرواية التي كانت آخر هدية من والده قبل وفاته، فيُفتن به، ويقضي عمره مُكتسبًا هذه المهارات الأسطورية للص الظريف؛ خاصة أن مسار حياته ينقلب فجأة، عندما يتم خداع والده الطيب، وتلفيق تهمة سرقة عقد ماسي شديد النُدرة تعود ملكيته إلى الملكة «مارى أنطوانيت».
ينتهي الأب بالانتحار في السجن، بينما يقضي الفتى حياته في التدرب وإتقان ما يفعله ويصقل مهاراته، حتى يعود في ثوب أرسين لوبين ليُثبت براءة والده الذي تلطخ اسمه وسمعته.
المسلسل، الذي صنعه جورج كاي وفرانسوا أوزان، ومن بطولة النجم الفرنسي «عمر سى» الذي يقوم بدور اللص الجديد «أسان ديوب»، يشارك فيه ايتان سيمون، وفنسنت لونديز، وهيرفي بيير، وكلوتيلد هيسمي، وسفيان كراب، وشيرين بوتلة، وأنطوان سترونج، ويوهان ديونيت، ونيكول جارسيا، وفنسنت جارانجر.
حقق المسلسل نجاحًا خرافيًا منذ عرضه الأول في مطلع يناير الماضي، حيث تخطي الـ70مليون مشاهدة؛ تصدر كذلك قائمة الأعلى مشاهدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتصدر المرتبة الأولى في المشاهدات في مصر أيضًا وقتها، حتى أن بطل المسلسل كتب على حسابه الرسمي على موقع تويتر: «70 مليونا.. هذا جنون.. أنا في منتهى السعادة والفخر (lupin) أول مسلسل فرنسي على (نتفليكس) يحقق مثل هذا النجاح العالمي، لولاكم لما وصلت لهذا النجاح الكبير شكرا لكم جميعًا».
«Mission: Possible».. مقاتل كورى أخرق وعميلة صينية حمقاء
على طريقة الـ«بارودى» الشهيرة، يسخر الفيلم الكورى «Mission: Possible» من سلسلة الأفلام الشهيرة «Mission: Impossible» للنجم الأمريكي توم كروز، والتى تتناول عمليات رجل قوة المهام المستحيلة الأشهر «إيثان هانت»؛ لكن النسخة الكورية الساخرة يخوضها بطلان من نوع آخر، هما رجل عمليات أخرق، وعميلة صينية حمقاء.
يبدأ الفيلم، الصادر في مطلع هذا العام 2021 من كتابة وإخراج كيم أونج زوو، وبطولة كيم يونج كوانج في دور العميل الأخرق «وو سو هان»، وصن بين لي في دور العميلة الصينية «وو دا هى»، ودى هاو أو فى دور سمسار الأسلحة «جين هوون»؛ بعملية تهريب عدد كبير من الأسلحة النارية غير القانونية من الصين، في البداية تتغاضى اللجنة المركزية للحزب عن الصفقة باعتبارها ذاهبة إلى حليفتهم الأهم في المنطقة كوريا الشمالية؛ لكن الأمور تتعقد عندما يكتشف مسئولو وزارة أمن الدولة الصينية -الاستخبارات- أن الشحنة ذاهبة إلى واحد من سماسرة الأسلحة في كوريا الجنوبية.
وكإجراء روتيني مُتراخٍ يتم إرسال مُتدربة جديدة فى الاستخبارات الصينية لوقف الصفقة، بينما يعلمون أنهم يرسلونها إلى حتفها «فإذا ماتت فقد حاولنا.. وإذا نجت فقد أثبتت قدراتها وسيتم ترقيتها». لكن، يحاول أحد المسئولين مساعدتها، فيلجأ إلى عميل سابق في الاستخبارات الكورية ليُساعد الفتاة؛ هكذا يتم تحديد موعد للقاء في مكتب اعتاد العميل استئجاره لمثل هذه المهام.
قبل اللقاء تصطدم شاحنة بالعميل الكورى فيذهب إلى المستشفى، بينما تذهب الفتاة الصينية إلى المكتب لتجد صاحبه فتى أخرق لا يهمه سوى جمع المال، لكنها تعتقد أنه العميل ويُتقن إخفاء دوره، ليخوضا معًا مهمة إيقاف الشحنة عبر العديد من المواقف الساخرة والمبالغات التي تُثير الضحكات، وتكتشف الفتاة في النهاية أن شريكها الأخرق هو رجل عمليات خاصة سابق من طراز خاص. لتفتح نهاية الفيلم احتمالية لمهمة أخرى.
وفقًا لبيانات مجلس الفيلم الكوري، فقد احتل الفيلم المرتبة الخامسة بين جميع الأفلام التي تم إصدارها في عام 2021 فى كوريا الجنوبية، بإجمالي إيرادات وصل إلى 3.65 مليون دولار أمريكي حتى منتصف أبريل 2021، ولاقى استحسان العديد من النقاد وقطاع كبير من الجمهور في آسيا والمتابعين للسينما الآسيوية في الغرب، وبلغ تقييمه 6.4 على موقع الأفلام العالمي «IMDB».
«SAS: Red notice».. محاولة أخرى لصنع عميل بريطانى
على غرار أفلام البطل الذي يُجاهد لمنع كارثة وإنقاذ الشخص الأقرب له في الحياة، مثل «Die Hard» و«Mission Impossible»، يأتي الفيلم البريطانى «SAS: Red notice» والمبنية أحداثه على رواية حققت أعلى المبيعات، ليُضيف بطل آخر إلى التيمة نفسها.
ربما أمل صانعوه أن يُضاف اسم بطله «توماس» الذي لعب دوره الممثل «سام هيوين» إلى جوار العميل «007»، أو حتى «شو» العميل المارق الذى انضم إلى سلسلة «Fast & Furious»، لكن رغم نجاحه لم يصل إلى هذه الدرجة.
يدور الفيلم، الذي صدر مطلع العام الجاري، بطولة هانا جون كامين وسام هيوين وأندي سركيس وروبى روز وتوم هوبر وأوين يومان، حول شركة «بلاك سوانز» التى تدير مجموعة من المرتزقة لتنفيذ العمليات القذرة لصالح الشركات الكبرى، يترأسها جنرال سابق يُدعى «ويليام لويس» قام بدوره الممثل توم ويلكنسون وابنته المجنونة المتعطشة للدماء «جريس» أدتها ببراعة روبى روز واللذان ينفذان مذبحة فى إحدى الجمهوريات السوفيتية المنسية، والتى لا أهمية لها بالنسبة للغرب سوى فى كونها ممرًا لخطوط الغاز والبترول.
تتورط الحكومة البريطانية بشكل ما فى الأمر الذي تم كشفه ومطالب المحكمة الدولية بتسليم العائلة الدموية للمحاكمة في لاهاي. عندها يتقرر إنهاء خدمات «لويس» وابنته واعتقاله على يد وحدة عمليات خاصة تُدعى «SAS». تفر الابنة ويلقى الأب مصرعه على يد عميل خاص، وعندها تقرر الانتقام.
يتصادف انتقام «جريس» مع وجود أحد أفراد «SAS» الذين شاركوا فى عملية الاعتقال، وهو «توماس» الذي ينحدر من عائلة نبيلة وثرية، ويرتبط بطبيبة شابة، دعاها بعد عملية الاعتقال لعطلة في العاصمة الفرنسية باريس، ليستقلا القطار الذي يعبر النفق تحت بحر الـ«مانش».
هذا القطار هو الموضع الذى قررت وريثة «بلاك سوانز» أن تنفذ عمليتها الكبرى. يُدرك "توماس" الأمر، فيتصل بقادته ثم ينطلق ليحمي حبيبته ويقتنص الصيد الذي أفلت منه سابقًا.
«Hasta el cielo».. الرومانسية لا تعوق كسب المال
إذا كنت واحدًا ممن يتابعون مسلسلات الجريمة الإسبانية التي تحبس الأنفاس مثل «La Casa De Papel» و«Vis a Vis»، فبالتأكيد سوف يروق لك فيلم «Hasta el cielo»، والذي يمزج بين الجريمة والإثارة والتخطيط مع رومانسية لا تُعوق صاحبها عن الهدف الأساسي، وهو كسب المال.
الفيلم الذي يندرج تحت بند الجريمة والإثارة، من إنتاج عام 2020، ومن إخراج دانيال كالبارسورو، والسيناريو من تأليف خورخي غوريتشيفاريا، وبطولة ميجيل هيران، ولويس توسار، وكارولينا يوستي، وباتريشيا فيكو، وفرناندو كايو، وريتشارد هولمز، وآسيا أورتيجا، وأياكس بيدروسا، ودولار سلموني.
القصة تدور حول مجرم شاب يبلغ سن الرشد، حيث يحب الفتى الوسيم «أنخيل» الذى يقوم بدوره ميجيل هيران أن ينطلق من التلال خارج مدريد نحو ناطحات السحاب، حيث يكسب رزقه كميكانيكي، إلى جانب صديقه «جيتانو» الذى جسده دولار سيمونى، حتى تأتيه فرصة للعمل ضمن طاقم مجرمين يخطط لعدة سرقات. عندها ينجح فى إثارة إعجاب الفتاة الجميلة والوقحة في الوقت نفسه «إستريلا» التى تقوم بدورها «كارولينا يوستى».
بطبيعة الحال، فإن خطط «أنخيل» التى يتباهى بها وسرقة متجر المجوهرات يقودانه أيضًا إلى غضب المحقق «ديكو» والذى يقوم بدوره فرناندو كايو، الذي كان يتابع هذه السرقة، ولكن بمساعدة المحامية المشبوهة «مرسيدس» والتى جسدت دورها باتريشيا فيكو، سرعان ما عاد «أنخيل» إلى الشارع وعاد إلى لعبة الجريمة.
في الوقت نفسه كان مستشعرًا أن «بولى» المتهور يعوقه، لذلك يخطط «أنخيل» وينظم عملية سطو عنيفة على وكالة «Audi»، مما يجعله يهرب بخمس سيارات «A7» براقة.
على الرغم من كونه متهورًا، لكننا نجد «أنخيل» يصنع الكعك وينتظر فتاته «آستريلا» خارج المبنى التي تعيش فيه؛ كذلك يتوسع في مشروعه الإجرامي، فيصير في مرمى نيران «روجيليو» الذى يقوم بدوره لويس توسار، وهو بمعايير الجريمة «رجل ثقيل» في العالم السفلي، لذلك فإن «أنخيل» يقدم له خدماته. كما أنه يتقرب من ابنته «سول» والتى جسدت دورها آسيا أورتيجا، التى تزوجها في النهاية.
أدت طموحات الشاب إلى الوقوع في مأزق تام، في كل من الجريمة والحب، وسيخاطر بكل شيء من أجل عملية أخيرة يائسة. يعتقد «أنخيل» أنه كان أذكى من الجميع. ولكن هناك دائمًا شخصًا ما يقوم بخدع أكبر.
