الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نجوم العالم.. الفيلسوف والعميد

طه حسين
طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد المجلات الثقافية أزمات عدة في الفترة الحالية، قد يرجعه البعض إلى توغل التكنولوجيا الحديثة في حياتنا، أو ربما قد يرى آخرون أن أزمتها الحالية جزء مما تعانى منه الصحافة الورقية بشكل عام.
وقديمًا كان للمجلات الثقافية دور مهم وبارز في حركة الثقافة العربية، فعلى صفحاتها انطلقت معارك ساخنة، وسطر أبرز وألمع الكتاب والمثقفين والصحفيين أفكارهم، ونقلوا عن الثقافات الأخرى أيضًا مقالات لا تقل أهمية عما نشروه، وفى هذا التقرير نسلط الضوء على إحدى المقالات التى ترجمها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، للكاتب الفرنسى الشهير جوستاف لوبون، عن رؤيته للتربية والتعليم.
ونشرت ترجمة المقال في مجلة الهلال عدد ١ مايو ١٩٨١، حيث أولى طه حسين اهتماما كبيرًا بالتربية والتعليم، فقد أصدر كتابا مهما في هذا الصدد بعنوان «مستقبل الثقافة في مصر» عام ١٩٣٨، والذى أوضح فيه أن العقلية المصرية قريبة من العقلية الأوروبية ولا سيما العقلية اليونانية.
وفى الجزء الثانى من الكتاب الذى يقع في ٣٠٠ صفحة، وضع «حسين» رؤيته لإصلاح منظومة التعليم، والتى أكد فيها أهمية الانفتاح على الثقافات الأخرى مشددًا على أهمية ألا تكون مصر مرتبطة بثقافة واحدة فقط، من خلال تدريس اللغات المختلفة بشكل اختيارى إلى جانب الفرنسية والإنجليزية مواد إجبارية.
وفى هذا المقال الذى كتبه الفليسوف الفرنسى جوستاف لوبون، ليقارن فيه بين المدارس الأوروبية والأمريكية ومناهجهما وطرق التدريس، لندرك مصادر إلهام طه حسين للثقافة والتعليم.
ويشيد «لوبون» بطرق التدريس في المدارس الأمريكية، فيقول: «في كل أنواع التعليم لا يفصل بين الفكرة وتنفيذها العملى. بهذه التربية العاملة تقوى إرادة الأطفال والشبان وتملك نفسها».
ويضيف في نقد المدارس الأوروبية: «بينما المدارس الأوروبية تقوم على جهل بالطبيعة الإنسانية عامة وطبيعة الطفل خاصة، فهى لا تربى التلميذ وإنما تفسده، فتصوره دون حياء ولا خجل، هذه الصورة القديمة التى تنمحى فيها الشخصية، فإن المدرسة الأمريكية تخالفها المخالفة كلها فهى لا تصور الطفل صورة معينة ولا تصبه في قالب معروف. إنما تربيه وتنمى شخصيته وتقوى فيه كل ما يبعث فيه الإرادة القوية والشخصية البارزة».
وفى عقد المقارنة بين طرق التدريس والتربية في المدارس الأوروبية والأمريكية، يقول «لوبون": «يبعث الأوروبى ابنه إلى المدرسة ليتعلم فيها شيئًا ما، أما الأمريكى فيريد من المدرسة أن تضمن التربية الكاملة لابنه، التربية العملية والعقلية والخلقية، ولا تعنى مدارسنا عناية تذكر بما للتربية من أثر عظيم في حياة الأمة ومجدها».
يرجع «لوبون» أسباب تطور التعليم الأمريكى إلى سبب واحد رئيس هو تبادل الآراء بين الخبراء والمختصين من جهة وأولياء الأمور من جهة أخرى فيقول: «كل المسائل الكبرى التى تمس نصيب أمريكا العلمى والمدرسي موضوع مناقشة متصلة في المجلات والكتب والصحف السيارة ولاسيما في الجماعات والمؤتمرات التى يحضرها ويفهمها الشعب. فإذا جد في هذه المسائل جديد قيد ثم نوقش ثم جرب ثم نفذ، والذى يسمح له بحضور الدروس ودخول المعامل يشهد هذا كله ويعلن رضاه».