السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

العالم يترقب سقوط الصاروخ الصينى «الخارج عن السيطرة».. البيت الأبيض يدعو إلى سلوكيات فضائية مسئولة.. ومغردون يتهمون بكين بـ«تصدير الكوارث»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي ينتظر العالم سقوط الصاروخ الصيني الذى خرج عن السيطرة على الأرض، والخوف من وقوعه في منطقة مأهولة بالسكان يترتب عليها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، دعا البيت الأبيض إلى "سلوكيات فضائية مسئولة" من الجانب الصيني، ووفقا لما نشرته الجارديان البريطانية تتبع قيادة الفضاء الأمريكية طام Long March ٥B، الذي أطلق الأسبوع الماضي الوحدة الرئيسية لأول محطة فضاء صينية دائمة في المدار.
وبحسب الخبراء ستكون مرحلة يبلغ طولها نحو ٣٠ مترًا من بين أكبر قطع الحطام الفضائي الذي يسقط على الأرض. وقالت شركة ايروسبيس كورب غير الهادفة للربح، والممولة اتحاديًا، إنها تتوقع أن يضرب الحطام المحيط الهادئ بالقرب من خط الاستواء بعد مروره فوق مدن شرق الولايات المتحدة.
ويغطي مدى الصاروخ مساحة من نيوزيلندا إلى نيوفاوندلاند. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تتوقع سقوطه على الأرض يوم السبت على الرغم من أن المكان الذي ستضربه لا يمكن تحديده إلا في غضون ساعات من دخوله الغلاف الجوي مرة أخرى.
وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جين بساكي، إن الولايات المتحدة ملتزمة بمعالجة مخاطر الازدحام المتزايد بسبب الحطام الفضائي والنشاط المتزايد في الفضاء ونريد العمل مع المجتمع الدولي لتعزيز القيادة والسلوكيات الفضائية المسئولة".
ولم تحدد وكالة الفضاء الصينية بعد ما إذا كان يتم التحكم في الصاروخ أم أنه مازال خارج السيطرة، لكن صحيفة جلوبال تايمز، التي ينشرها الحزب الشيوعي الصيني، زعمت أن السطح الخارجي للصاروخ المصنوع من سبائك الألومنيوم سوف يحترق بسهولة في الغلاف الجوي، ما لا يشكل خطرًا على الناس.
وتوقع جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، أن بعض قطع الصاروخ ستكون بمثابة ما يعادل تحطم طائرة صغيرة مبعثرة على مسافة تزيد عن ١٠٠ ميل. وقال: "في المرة الأخيرة التي أطلقوا فيها صاروخ لونج مارش ٥ بي، انتهى بهم الأمر بقضبان معدنية كبيرة طويلة تتطاير في السماء وألحقت أضرارًا بالعديد من المباني في ساحل العاج".
إهمال صيني
وأضاف ماكدويل "الأمر السيئ هو أنه حقًا إهمال من جانب الصين. الأشياء التي يزيد وزنها على ١٠ أطنان لا ندعها تسقط من السماء دون حسيب ولا رقيب. حمل صاروخ لونج مارش ٥ بي الوحدة الرئيسية من تيانهي، أو هيفينلي هرموني، إلى المدار في ٢٩ أبريل.
تخطط الصين لإطلاق ١٠ عمليات إطلاق أخرى لنقل أجزاء إضافية من المحطة الفضائية إلى المدار. وقال هولجر كراغ، رئيس مكتب الحطام الفضائي بوكالة الفضاء الأوروبية، إن محطة ليزر نمساوية كانت قادرة على تتبع سقوط الصاروخ.
وأظهرت أحدث البيانات أن الصاروخ حينما كان في مدى إهليلجي الذي يبعد من ١٦٥ كيلومترًا إلى ٢٩٢ كيلومترًا من الأرض، كان من الصعب تحديد متى وأين سيسقط، لكن تقديرات وكالة الفضاء الأوروبية الحالية قالت أنه سيسقط بين ٨ مايو و١٠ مايو.
بالنسبة لهيكل الصاروخ الصيني، فيعادل عدة أطنان، مع ملاحظة أن نحو ١٥٠ طنا من المعدات الفضائية تسقط على الأرض كل عام وحتى الآن لم تقع إصابات، حيث إن الغالبية العظمى يغرق في المحيط الهادئ.
وقال هولجر كراج: "تجمع هذه الحالة بالذات قدرًا كبيرًا من الكتلة في حدث واحد وهو أمر رائع، لكنها لن تغير ملف المخاطر السنوي كثيرًا".
وفي مايو ٢٠٢٠، سقط صاروخ صيني آخر خارج نطاق السيطرة على المحيط الأطلسي قبالة غرب أفريقيا، وكان أكبر حطام يسقط خارج نطاق السيطرة منذ محطة الفضاء السوفيتية السابقة ساليوت ٧ في عام ١٩٩١.
وتحطمت أول محطة فضاء صينية، Tiangong-١، في المحيط الهادئ عام ٢٠١٦ بعد أن أكدت بكين أنها فقدت السيطرة عليها، في عام ٢٠١٩، سيطرت وكالة الفضاء على حطام محطتها الثانية Tiangong-٢ في الغلاف الجوي. في مارس، سقطت حطام صاروخ فالكون ٩ أطلقته شركة سبيس إكس الأمريكية على الأرض في واشنطن وعلى ساحل ولاية أوريغون.
خبر خروج الصاروخ الصيني عن السيطرة أثار اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربية. وتصدر هاشتاج "#الصاروخ_الصيني" قائمة ترند موقع التدوينات القصيرة "تويتر" على مدى اليام الماضية، تفاعل كثيرون مع الأنباء التي أفادت بمرور الصاروخ فوق عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمزيج من القلق والسخرية.
وبدأ المغردون بنشر توقعاتهم حول المكان الذي يحتمل وقوع الصاروخ عليه. من جهة أخرى عبر كثيرون عن قلقهم وخوفهم من خروج الصاروخ عن السيطرة. فقالت إحدي المغردات إن "موضوع الصاروخ ليس نكتة ويجب التفكير بالاحتمالات".
واتهم البعض الصين "بتصدير الكوارث" رابطين بين أزمة الصاروخ وبداية جائحة فيروس كورونا التي انطلقت من مدينة ووهان الصينية.
تحذير أمريكي
من جهة أخرى، تحاول الولايات المتحدة استغلال أخطاء وكوراث الصين لتحذير العالم منها ومن الاستثمار معها، حيث حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من الاستثمارات الصينية في الاقتصادات الغربية، ولاسيما خلال تراجع أسهم الشركات في ظل أزمة فيروس كورونا.
وقال الوزير الأمريكي خلال مقابلة مع "بي بي سي" ونقلت تصريحاته وكالة "رويترز" للأنباء: "أعتقد أنه يتعين علينا توخي الحذر الشديد بشأن طبيعة هذا الاستثمار الصيني بالضبط". وجاء التصريح في وقت كشف فيه الاتحاد الأوروبي النقاب عن خطة لخفض الاعتماد على الموردين من الصين وغيرها من الدول في ستة قطاعات إستراتيجية، مثل المواد الخام، ومكونات العقاقير، وأشباه الموصلات، بعد ركود اقتصادي بسبب الجائحة.
ويسعى الاتحاد الأوروبي بواسطة الخطة لتعزيز قدرته على كبح توغل الشركات الصينية في الاقتصاد الأوروبي بقانون يعطيها صلاحية التحقيق مع الشركات الأجنبية المدعومة حكوميا.
ومشروع القانون جزء من موقف بروكسل المتشدد تجاه بكين، بموجبه يمكن للسلطات المختصة في الاتحاد الأوروبي التحقيق مع الشركات الأجنبية التي تسعى لشراء شركات أوروبية بصفقات تتجاوز قيمتها ٥٠٠ مليون يورو.