الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تعرف على طقسي التكفين والأطياب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت عادة اليهود في تكفين الميت أن يغسل ثم يلف بالاكفان وتوضع الأطياب بين طيات الأكفان لحفظ الجسد؛ ولكن لا توجد تقاليد دفن يهودية محدّدة ومتشابهة عبر العصور.
فكانت تتبدل تدريجيًا بقدر ما كان اليهود يتّصلون بشعوب أخرى فيأخذون عنها أساليبها وطرقها في الدفن، مع الاحتفاظ ببعض النواحي الخاصّة التي نجدها في التوراة. فكان اليهود يعلّقون أهمية كبيرة على الدفن. هذا يفسر الخوف والخجل الذي كانوا يشعرون بهما في حال لم يتمكّنوا من دفن الميت:
"وتصير جثتك مأكلًا لطيور السّماء ووحوش الأرض، وليس من يقلقها" (سفر تثنية الاشتراع 28: 26) "...بل يطمر طمر الحمار، مجرورًا مطروحًا بعيدًا عن أبواب أورشليم" (سفر إرميا 22: 19)
التكفين عند اليهود
هناك ثلاث مراحل مهمة عند اليهود في إعداد الجسد للدفن وهي:
١- غسل الميت:
الجسد يغسل بعناية من كل الدم وأي جرح ينزف لا بد ان يتوقف. وينظف من كل الأوساخ بالمياه الجارية ويجفف بعناية ثم يكفن الجثمان وذلك بلفه بالكتان، ويوضع بين طيات الكفن الأطياب والحنوط وينثر بعدها التراب عليه..
٢- تطّهير الميت:
يُمسح الميت بالحنوط والأطياب لتصبح نظيفة وعطرة.
٣- لف الميت بالقماش:
يتم لف الميت بالكتّان (الكفن) الأبيض ويوضع بين الطيّات الأطياب، بعدها يُدخل القبر بعد أن يُنثر عليه التراب.
أفخر الأطياب:
مرًا قاطرًا.. وقرفة عطرة.. وقصب الذريرة.. وسليخة.. ومن زيت الزيتون..
المر القاطر
يسيل طبيعيًا أي يقطر من تلقاء ذاته (هذا سبب تسميته قاطر). وهذا يجمع ويكون نقيًا جدًا وحينما يجمد يكون لونه أحمر صافيًا وحينما ينكسر، ينكسر في نقط بيضاء. وهذا هو النوع الفاخر، النقي والخالص، الذي يقطر من تلقاء ذاته. وهو حين يقطر من تلقاء ذاته يشير للمسيح لقبوله الآلام بإرادته حتى الموت وحين يقطر بجرح الشجرة يشير لطعن المسيح بواسطة البشر. وفي الحالتين يخرج رائحة طيبة. وطعم المر اللاذع يشير لآلام المسيح الرهيبة وكونها حقيقية (عب3:12). بل كون وجوده في عالم كله مضاد لله فهذا في حد ذاته مرارة له.
قرفة عطرة
شجرة القرفة خضراء دائمًا ليس لها وقت تذبل فيه. والمسيح كان ناضرًا دائمًا كشجرة مغروسة عند مجاري المياه (مز1) ونحصل على القرفة بنزع قشور شجيراتها وبالتالي تموت الشجيرة وهنا مرة أخرى نرى صورة الموت بل والسلخ (سلخ الذبيحة يناظرها هنا سلخ الشجيرات) حتى تخرج الرائحة. والمسيح أيضًا منبه ومنعش بسيرة حياته ومحبته كنموذج يحتذى وأيضًا بنعمته العاملة فينا، هو ينبه القلب الخائر. وهو كدواء شافي لنا.
قصب الذريرة
هو نبات ينمو في الأرض الموحلة والمستنقعات. وهو نبات مشهور باستقامته وكلمة قصب تفيد الاستقامة. وبسحق النبات نحصل على المادة ذات الرائحة العطرية. ويسمى قصب الذريرة فمنه نحصل على الذرائر، وذرائر تعني أطياب. مرة أخرى نرى صورة المسيح الذي نما في وسط هذا العالم الموحل بالخطية لكنه نما مستقيمًا. وبسحقه وآلامه خرجت الرائحة الطيبة. وكلمة قصب وردت في كلمة قصبة القياس (خر3:40) + (أش3:42) وهذه تنطبق بكمال الرب يسوع واستقامته المطلقة وأنه يقيس أرواح البشر ويقيمهم بموازينه ولكنه قصبة مرضوضة لا يقصف بل هو يعالج ويشجع ويعطى من نعمته ويطيل أناته (يو11:8) "ولا أنا أدينك أيضًا"
سليخة
هي مشتقة من كلمة سلخ فكانت قشور هذا النبات تسلخ لنحصل منه على هذه المادة ورائحتها نفاذة أكثر من القرفة وتستعمل أيضًا كدواء ولإعطاء نكهة وهذه الكلمة وردت في (خر19:27) فقط في حديثه عن تجارة صور رمز لتجارة عدو الخير. وكأن المعنى أن العالم يتاجر بصفات المسيح وهكذا الشيطان يحاول أن يسرق من كمالاته ويتاجر بها.
الزيت
هو طعام ويضيئ السراج ويمسح به الأجساد ويعالجون به الجروح وكان يخلط الزيت بمقادير معينة من العطور السابق ذكرها، وحينما يمسح الشخص أو المكان بالزيت تفيح منه رائحة هذه العطور.
يذكر أن يوسف طلب (الذي كان تلميذًا ليسوع خفيةً خوفًا من اليهود) جسد يسوع من بيلاطس ليكفّنه. عاونه في ذلك نيقوديمس (الذي تحاور مع يسوع ليلًا وأصبح تلميذًا له) بعد أن جلب مزيج مرّ وعود، ولفّاه بأكفان مع الأطياب، ولكنّهما لم يستطيعا القيام بالمراحل الثلاثة لأنّّه كان مساء، وكان بداية يوم السبت يوم الاستعداد للفصح، إذ يبدأ اليوم التالي مع الغروب. وكانت نساء تنظرن أين وضعوه، فرجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا، وفي السبت استرحن حسب الوصيّة ليوم الأحد. (لوقا ٥٦:٢٣)، ليعدن ويتمّمن الطقس بكاملة. الربّ يسوع كان قد تنبأ عن ذلك:
حادثة سكب طيب الناردين على رأس يسوع في بيت لعازر استباق طتيّيب يسوع قبل دفنه، وقد قال الربّ بالحرف:«اتركوها! إنّها ليوم تكفيني قد حفظته، لأن الفقراء معكم في كلّ حين، وأمّا أنا فلست معكم في كلّ حين». (يوحنا ٧:١٢).