تحتفل معظم دول العالم بيوم العمال فى 1 مايو من كل عام وهو يوم مخصص لدعم العمال والاحتفال بالنضالات والتضحيات التى قدموها على مدى السنوات و تجدر الاشارة الى ان بعض الدول تحتفل بيوم العمال في أول يوم اتنين من شهر يونيو، ويتم إعلان هذا اليوم فى أغلب الدول على أنه عطلة رسمية تكريما للعمال و تقديرا لجهودهم و تحفيزهم على المطالبة بحقوقهم , و يعتبر الاحتفال بعيد العمال الطريقة التى تكرم من خلالها النقابات انجازات العمال الاقتصادية و الاجتماعية .
نصت مطالبات العمال علي عدة بنود ابرزها : ضرورة الانتباه للاجور المتدنية لبعض فئات العمال و تحسين ظروف بيئة العمل السيئة الي جانب تقليل ساعات العمل الطويلة ,لا يقتصر الاحتفال بعيد العمال على العمال فحسب بل يتعداهم وصولا لرجال الاعمال و غيرهم ممن يساهمون بشكل فعال في افادة العمال.
تتنوع الحرف التي يعمل بها العديد من الناس فمنهم من يعمل في قطاع الزراعة و اخر في قطاع التجارة او الصناعة , و هناك من يعمل في وظائف حكومية و خاصة و لكن هناك قاعدة عريضة من المجتمع تعمل كعمال في المباني او في المصانع و هؤلاء كغيرهم يعملون علي نيل حقوقهم كاملة , و قد سعوا لحقيق ذلك على مر الزمن , و قاموا بالعديد من الثورات للحصول علي هذه الحقوق و اقاموا نقابات خاصة بهم تطالب لهم بحقوقهم في حالة هدم حقهم ممن يعملون عنده .
ينقسم العمال الي قسمين في العادة : قسم من سكان البلاد الاصلين و قسم من خارج البلاد حيث تكون الدولة بحتاجة الى عمالة وافدة من الدول الاخرى تكون ذات مهارة عالية في العمل لتدريب كادر عمالي من عمالها و الوصول بهم الي مستوى عال من الدقة في العمل و السعى الحثيث لابراز مواهبهم الخلاقة في مختلف المجالات , ان المهن تختلف و تتعدد من حيث الطبيعة و غيرها الا ان الهدف الاساسى لجميع المهن المختلفة هو بناء وطن مزدهر و صنع المجد للمجتمع و رسم مستقبل مشرق .
يعود نشاة عيد العمال الى اواخر القرن التاسع عشر للميلاد فى الولايات المتحدة الامريكية و تحديدا في مدينة شيكاغو التى ناضلت نقابات العمال فيها انذاك للحصول علي حقوق العمال التابعين لها و خصوصا حق العمل لثمان ساعات يوميا , و قد تم الاعتراف بشكل رسمى بيةم العمال في عام 1889 م و الذى تم الاعلان عنه اثناء اقامة اول مؤتمر اشتراكى دولى فى مدينة باريس لاحياء ذكرى قضايا ( هايماركت ) التى حدثت عام 1886 م و التى كانت عبارة عن مواجهة قوية بين كل من العمال المضربين و شرطة شيكاغو ثار فيها العمال كاحتجاج على ما يحدث حينها من اجبار لهم علي العمل لمدة 16 ساعة متواصلة يوميا و في ظروف غير مناسبة و لا تخضع لاى معايير متعلقة بالسلامة و الامان .
ان تشجيع العمال و الاحتفال بهم يعطيهم الثقة بالنفس و يحثهم على بذل المزيد من الجهد لكى يرتقوا باقتصاد البلد فان العمل هو العنصر الاساسى فى حلقة الانتاج , كما ان للعمل اهمية كبيرة فى كل المجتمعات فهو يعتبر خط الدفاع الوحيد لكى نواجه المخاطر التى تحدث بسبب الاوضاع الاقتصادية و يتعرض لها المجتمع , كما ان العمل يقلل من الفقر و التخلف و الجهل فان القوى العاملة تحدد مكانة الدولة و ارتقائها بين الدول فاكدت الاديان و نصت القوانين و التشريعات على اعطاء العمال حقوقهم .
لقد تحققت مكاسب كثيرة للعمال في وطننا و في مقدمتها بالطبع حقهم الطبيعي في الضمان الاجتماعى , و الامتيازات التي تحققت لاعداد كبيرة من العمال و المزايا التنافسية و الصحية لمئات المؤسسات , العامل بدا يحتل مكانه مرموقة في البنيان الاجتماعي لانه عامل مؤهل و مثقف , و قادر علي العمل مع كل التكنولوجيا الحديثة .
عيد العمال فرصة لنؤكد مكانة العمل و العمال في عقولنا و قلوبنا , لن يحقق المجتمع التنمية او الرخاء دون العمل و العمال فنحن نصنع تاريخ و حضارة بالعمل حيث قامت الحضارات العظيمة في العصور القديمة علي العمل الدائم و التنمية , فان المجتمع لا يزدهر بالكسل بل بالعمل الجاد و النشاط .