الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

عيد الأول من مايو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل معظم دول العالم بيوم العمال فى 1 مايو من كل عام وهو يوم مخصص لدعم العمال والاحتفال بالنضالات والتضحيات التى قدموها على مدى السنوات و تجدر الاشارة الى ان بعض الدول تحتفل بيوم العمال في أول يوم اتنين من شهر يونيو، ويتم إعلان هذا اليوم فى أغلب الدول على أنه عطلة رسمية تكريما للعمال و تقديرا لجهودهم و تحفيزهم على المطالبة بحقوقهم , و يعتبر الاحتفال بعيد العمال الطريقة التى تكرم من خلالها النقابات انجازات العمال الاقتصادية و الاجتماعية .
نصت مطالبات العمال علي عدة بنود ابرزها : ضرورة الانتباه للاجور المتدنية لبعض فئات العمال و تحسين ظروف بيئة العمل السيئة الي جانب تقليل ساعات العمل الطويلة ,لا يقتصر الاحتفال بعيد العمال على العمال فحسب بل يتعداهم وصولا لرجال الاعمال و غيرهم ممن يساهمون بشكل فعال في افادة العمال.
تتنوع الحرف التي يعمل بها العديد من الناس فمنهم من يعمل في قطاع الزراعة و اخر في قطاع التجارة او الصناعة , و هناك من يعمل في وظائف حكومية و خاصة و لكن هناك قاعدة عريضة من المجتمع تعمل كعمال في المباني او في المصانع و هؤلاء كغيرهم يعملون علي نيل حقوقهم كاملة , و قد سعوا لحقيق ذلك على مر الزمن , و قاموا بالعديد من الثورات للحصول علي هذه الحقوق و اقاموا نقابات خاصة بهم تطالب لهم بحقوقهم في حالة هدم حقهم ممن يعملون عنده .
ينقسم العمال الي قسمين في العادة : قسم من سكان البلاد الاصلين و قسم من خارج البلاد حيث تكون الدولة بحتاجة الى عمالة وافدة من الدول الاخرى تكون ذات مهارة عالية في العمل لتدريب كادر عمالي من عمالها و الوصول بهم الي مستوى عال من الدقة في العمل و السعى الحثيث لابراز مواهبهم الخلاقة في مختلف المجالات , ان المهن تختلف و تتعدد من حيث الطبيعة و غيرها الا ان الهدف الاساسى لجميع المهن المختلفة هو بناء وطن مزدهر و صنع المجد للمجتمع و رسم مستقبل مشرق .
يعود نشاة عيد العمال الى اواخر القرن التاسع عشر للميلاد فى الولايات المتحدة الامريكية و تحديدا في مدينة شيكاغو التى ناضلت نقابات العمال فيها انذاك للحصول علي حقوق العمال التابعين لها و خصوصا حق العمل لثمان ساعات يوميا , و قد تم الاعتراف بشكل رسمى بيةم العمال في عام 1889 م و الذى تم الاعلان عنه اثناء اقامة اول مؤتمر اشتراكى دولى فى مدينة باريس لاحياء ذكرى قضايا ( هايماركت ) التى حدثت عام 1886 م و التى كانت عبارة عن مواجهة قوية بين كل من العمال المضربين و شرطة شيكاغو ثار فيها العمال كاحتجاج على ما يحدث حينها من اجبار لهم علي العمل لمدة 16 ساعة متواصلة يوميا و في ظروف غير مناسبة و لا تخضع لاى معايير متعلقة بالسلامة و الامان .
ان تشجيع العمال و الاحتفال بهم يعطيهم الثقة بالنفس و يحثهم على بذل المزيد من الجهد لكى يرتقوا باقتصاد البلد فان العمل هو العنصر الاساسى فى حلقة الانتاج , كما ان للعمل اهمية كبيرة فى كل المجتمعات فهو يعتبر خط الدفاع الوحيد لكى نواجه المخاطر التى تحدث بسبب الاوضاع الاقتصادية و يتعرض لها المجتمع , كما ان العمل يقلل من الفقر و التخلف و الجهل فان القوى العاملة تحدد مكانة الدولة و ارتقائها بين الدول فاكدت الاديان و نصت القوانين و التشريعات على اعطاء العمال حقوقهم .
لقد تحققت مكاسب كثيرة للعمال في وطننا و في مقدمتها بالطبع حقهم الطبيعي في الضمان الاجتماعى , و الامتيازات التي تحققت لاعداد كبيرة من العمال و المزايا التنافسية و الصحية لمئات المؤسسات , العامل بدا يحتل مكانه مرموقة في البنيان الاجتماعي لانه عامل مؤهل و مثقف , و قادر علي العمل مع كل التكنولوجيا الحديثة .
عيد العمال فرصة لنؤكد مكانة العمل و العمال في عقولنا و قلوبنا , لن يحقق المجتمع التنمية او الرخاء دون العمل و العمال فنحن نصنع تاريخ و حضارة بالعمل حيث قامت الحضارات العظيمة في العصور القديمة علي العمل الدائم و التنمية , فان المجتمع لا يزدهر بالكسل بل بالعمل الجاد و النشاط .