صوت الماكينات في آذانهم أشبه بالنغمات، التي تميل لها رؤوسهم طربا، انتمائهم لمصنعهم هو شعارهم في الحياة، سعادتهم تكمن في تقدمه، فهؤلاء المهندسون والعمال والفنون هم "الترس الداير" دون توقف في عجلة التقدم والإنتاج، رافعين شعار "دور يا موتور" الأغنية التي اشتهر بها عيد العمال.
قال المهندس محمد شحاتة، مدير معمل الرقابة والجودة، بمصانع سكر أبوقرقاص: جميع العاملين يتحملون مشقة ومجهود كبير، خاصة في شهر رمضان المعظم، فبرغم ساعات الصيام الطويلة ودرجات الحرارة المرتفعة إلا أن عمال الشركة يعملون على مدى الـ ٢٤ ساعة بنظام الثلاث ورديات، ومنهم من يتناول وجبة الإفطار بعيدًا عن أسرته ومنهم من يتحمل السهر طوال الليل، كل ذلك في سبيل الواجب دون كلل أو ملل.
وأضاف: الجميع يعمل كخلية في تناغم ونظام، نبذل كل جهد ليل نهار في موسم شاق يكون فيها جميع العاملين أكثر ارتباطا بالمصنع لتوفير المنتج وتنفيذ برنامج الحكومة وزيادة المخزون الآمن من السلعة الإستراتيجية، وفى نهار رمضان يشتد النشاط والعمل في مشهد يجسد الملحمة الوطنية بأسمى صورها، فالجميع يعمل على الماكينات وصوت العصارات والآلات يحكى قصة تاريخ هذه الصناعة التى تعد من أهم الصناعات الوطنية، حيث يبدأ جميع العاملين موسم البنجر بعد انتهاء موسم القصب حتى نهاية شهر يوليو.
وتابع، نقوم باستقبال شحنات البنجر من المزارعين وتقدير نسبة الحلاوة والشوائب للشحنة بمعمل الاستقبال، مرورا بعمليات التفريغ الميكانيكي وغسيل البنجر ومن ثم تقطيعه إلى شرائح ثم استخلاص السكر منه بطريقة الانتشار للحصول على عصير بنجر خام، والذي يتم معالجته كيميائيًا باستخدام لبن الجير وغاز ثاني أكسيد الكربون للحصول على عصير رائق يمكن تركيزه واستخلاص بلورات السكر منه، ليتم تعبئته وتقديمه لكل أسرة مصرية، وفى عيد العمال نقدم التحية لكل عمال مصر وسنظل نعمل لأن العمل هو أهم خطوة لتحقيق أي تقدم ترغب الدول في الوصول إليه والعمل وحده هو من يصنع تاريخًا ومستقبلًا.