حفظ القرآن الكريم وهو في سن مبكرة في التاسعة من عمره، وبدأ مشوار الخطابة منذ مرحلة الإعدادية، هو الدكتور إبراهيم محمد البيومي إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، الحاصل على الدكتوراة من كلية الدعوة الإسلامية جامعة الازهر، الذي التقت به "البوابة نيوز" في الحوار التالي..
■ كيف بدأت مشوارك مع الخطابة حتى وصولك إلى مسجد السيدة زينب؟
- بدأت الخطابة منذ أن كنت في مرحلة الإعدادية وبالتحديد في الصف الثالث الإعدادي، والسبب في ذلك يرجع إلى والدي بارك الله فيه، الذي كان يجمع كتب الخطابة وكنت أطلع عليها وأنا صغير، وجاءت لي فرصة لخطبة الجمعة بالقرية، وبالفعل وأمام الناس صعدت للمنبر وبدأت أخطب صلاة الجمعة، بعد ذلك تم دعوتي أكثر من مرة لكي أخطب في أماكن أخري بقريتي، واشتهرت رغم صغر سني، ومنذ مرحلة الثانوي حتى هذه اللحظة والحمد لله لا أتخيل أن تمر صلاة الجمعة دون أن أخطب إلا في فترة الكورونا حفظنا الله وإياكم جميعا.
■ كيف كانت مسيرتك الجامعية وما بعدها؟
- التحقت بعد دراسة الثانوية الأزهرية بالجامعة، والتحقت في نفس التوقيت بمعهد القراءات ثم تخرجت في كلية الدعوة الإسلامية، وبعدها بعامين تخرجت في معهد القراءات الذي كنت أدرس فيه ست سنوات متواصلة، بالتزامن مع كلية الدعوة الإسلامية، بعد ذلك التحقت بالماجستير ثم الدكتوراة، والحمد لله قدمت في مسابقة وزارة الأوقاف للالتحاق بالمساجد الكبرى.
■ ما شعورك باختيارك إماما وخطيبا لمسجد السيدة زينب؟
- الحمد لله تربيت على حب آل البيت والسيرة الذاتية العطرة لصاحبة هذا المقام ستنا السيدة زينب الطاهرة بنت الإمام على بن أبي طالب، كرم الله وجه.
■ ما الصفات والألقاب التي اشتهرت بها السيدة زينب؟
- اتّصفت بمحاسن كثيرة، وأوصاف جليلة، وخصال حميدة، وشيم سعيدة، ومفاخر بارزة، وفضائل طاهرة، حيث ورثت الفصاحة والبلاغة والصبر من أبيها أمير المؤمنين عليه السلام والعصمة الطاهرة عن أمها فاطمة عليها السلام، وكانت ذات فطنة وذكاء خارقين، اشتهرت زينب بجمال الخِلقة والخُلُقِ، اشتهارها بالإقدام والبلاغة، وبالكرم وحسن المَشُورَةِ، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي، ويأخذون بمشورتها؛ لبُعْدِ نظرها وقوة إدراكها، وعُرفت زينب بكثرة التهجّد، شأنها في ذلك شأن جدّها الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
وألقاب السيدة زينب انتشرت وتعددت، فهي صاحبة المقام الطاهر بقلب القاهرة، فهي السيدة العالمة غير المعلمة، والفاضلة، والكاملة، أم هاشم، صاحبة الشورى، عقيلة بني هاشم، الطاهرة، أم العزائم، أم العواجز، رئيسة الديوان.
■ لماذا اختارت السيدة زينب مصر للإقامة بها؟
- اختارت السيدة زينب مصر لتكون ملاذها الآمن بعدما أجبروها على الخروج من المدينة واستشهاد الإمام الحسين، متوسمة الخير في حب أهل مصر لآل البيت، واحتفى المصريون بحفيدة الرسول، وتكريمًا للسيدة زينب، استقبلها والى مصر آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصارى، في بيته، وأجلسها مقعده تكريمًا لها، وأكرمت عقيلة بنى هاشم أهل مصر بدعائها: "يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله، أويتمونا أواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبةٍ فرجًا، ومن كل كرب مخرجًا"، وأنشىء مسجدها في العهد الأموى، ببيت الوالى الذى استضافها، وتوفيت في شهر رجب عام ٦٢ من الهجرة، ودُفنت في حجرتها التى أصبحت قبتها وحجرتها إلى الآن.
■ ماذا تنصح المسلمين في شهر رمضان الكريم؟
- أول شيء أنصح به أن نستقبل جميعا هذا الشهر الكريم ونحن بداخلنا طهارة القلوب لن يقبل أي عمل إلا بالقلب السليم، وقبول الأعمال إلا بسلامة القلوب، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتي الله بقلب سليم، ولكى نطهر قلوبها أولا علينا جميعا بالاستغفار، وهو غسيل للقلوب، ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هما فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وعلينا جميعا أن نكثر من الاستغفار.
■ كيف يتم تجديد الخطاب الديني؟
- هذا المصطلح مظلوم وعلينا أن نعرف أولا معني تجديد الخطاب الديني والدين الإسلامي يمتلك ثوابت أساسية ولا يمكن أن تتغير بحال من الأحوال، وهذه الثوابت صالحة لكل مكان وزمان، وعندنا أمور قابلة للتجديد، وهي القضايا العصرية الحديثة، وتحتاج بالفعل إلى تجديد الخطاب الديني لها، ونحن نمتلك أدوات ووسائل دعوية كثيرة يمكن من خلالها تجديد الخطاب الديني، وليست كل قضية في الدين قابلة للتجديد، ولكن بعض القضايا قابلة للتجديد بما يتماشي مع العصر الحديث، ويجب أن نعرف الناس مفهوم المصطلح وليست الثوابت والأمر ليس مقصورا، ويجب أن يشترك فيه جميع المؤسسات بما فيها الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية والاجتماعية والإعلام.