الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

خبراء يكشفون أضرار التقلبات المناخية على المحاصيل الزراعية.. الصدمات الحرارية تؤدي إلى ارتباك عمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي.. وتغير الموجات يجعل المحصول غير سوي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الثروة الزراعية، ما يكبد المزارعين خسائر فادحة وكذلك الدولة، لذلك أصدرت وزارة الزراعة عددا من التوصيات لتوعية الفلاحين بجميع أنحاء الجمهورية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع موجات الحرارة المرتفعة للحفاظ على المحاصيل، وأخذ الحيطة الكاملة حتى لا يتعرضوا للإصابة بالأمراض نتاج التعرض المباشر لأشعة الشمس وقت الظهيرة.

وأكد الخبراء أن الموجة الحارة أثرت بشكل كبير على النباتات وإصابتها بالضرر، ما يجعلها أقل وعديمة الجدوى، مفضلين أن يكون ري المحاصيل في آخر النهار أو بعد الفجر حتى لا تكون حرارة التربة مرتفعة، فضلا عن الاهتمام بإعطاء المزروعات جرعات معتدلة من الأسمدة لتعويض الفاقد من العناصر الغذائية.
وفي هذا السياق صرح خالد الكعكي، الخبير الزراعي، بأن تأثير الموجة الحارة أو شديدة الحرارة على النباتات تتسبب لمعظم الحاصلات المنزرعة من خضر ونباتات طبية ومحاصيل حقلية وأشجار فاكهة صيفية يجعلها منهكة وغير صالحة للاستخدام ويصيبها بأشد الضرر لأن الصدمات الحرارية تؤدي إلى ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب زيادة البخر نتح الفجائي وارتباك أكبر في إفراز وحركة الهرمونات النباتية.
وألمح الكعكي إلى أن تغير الموجات يجعل المحصول غير سوي وجيد ويصيبه بالآفات والحشرات وبالتالي هلاكه وعدم بيعه والاستفادة منه.

من ناحيته، قال إيهاب بلال المحلل استراتيجي، ومستشار تقصي الحقائق للمنظمة الدولية للتنمية، إن تغير المناخ يؤثر على نمو المحاصيل بشكل جيد ويصيبها بالضرر ويجعلها أقل وعديمة الجدوى.
وأوضح بلال أن الري يجب أن يكون بعد الفجر لأن الري آخر النهار أو المغرب حتى لا تكون حرارة التربة مرتفعة جدا، والنباتات مستنزفة وقدرتها على الامتصاص تكون ضعيفة ومن الممكن حدوث صدمة حرارية مائية مما يصيبها بالهلاك.


فيما قال حسين عبدالرحمن أبوصدام: إن التقلبات المناخية المتغيرة من ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح المحملة بالأتربة أثرت سلبيا على بعض المحاصيل مثل البطيخ وأشجار الفاكهة وبعض زراعات الخضر الأخرى في الاماكن الصحراوية.
ولفت إلى أن البطيخ من أكثر الخضروات تضررا بشدة الرياح المحملة بالأتربة حيث تجلب له الأتربة الكثير من مسببات الأمراض كما تسقط الرياح الشديدة أزهاره وتفسد الثمار الصغيرة ويحتاج بعد كل موجة رياح لتسريح عروشه ورش للوقاية من الأمراض مما يزيد الأعباء على المزارعين.
وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة عن الحد الطبيعي يؤثر سلبا على أغلب المزروعات في الأراضي المكشوفة فتفسد ثمار بعض الخضروات فيما يعرف بلسعة الشمس كما تؤدي سرعة الرياح لسقوط أزهار بعض أشجار الفاكهة وأحيانا تكسر بعضها مما يؤثر سلبا على حجم الإنتاج المتوقع بينما يكون التأثير محدود على الزراعات المحمية داخل صوب أو الزراعات التي أشرفت على الحصاد كمحصول القمح.
وتابع: يؤدي ارتفاع الحرارة إلى نضج بعض الثمار قبل اوانها مما يقلل الإنتاجية العامة ويعطي النبات إنتاج اقل جوده، وقد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى هلاك بعض المحاصيل وسقوط الأزهار البعض الآخر طبقا للمراحل العمرية للنبات ونوع المحصول.
وأوضح أن أهم التوصيات الواجب اتباعها هذه الأيام لمعظم المحاصيل، ري المحاصيل في الساعات الأولى صباحا قبل اشتداد درجات الحرارة أو ليلا بعد أن تتحسن درجات الحرارة، والاهتمام بإعطاء المزروعات جرعات معتدلة من الأسمدة لتعويض الفاقد من العناصر الغذائية التي تفقد جراء عمليات النتح المتزايد، وجني الثمار التي تلفت جراء تعرضها لأشعة الشمس الحارقة حتى لا تؤثر سلبيا على الثمار الأخرى، والاهتمام برش النباتات بالمبيدات اللازمة والأسمدة الورقية لتقوية النباتات والوقاية من الأمراض.


ولفت محمود آل فت الحويطي، رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الفلاحين، إلى أن لقطاع الزراعي هو الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، تأثرا بوجود نقص مباشر في الإنتاجية في بعض المحاصيل والمواسم، درجات الحرارة في المنطقة الدافئة، تسبب أن معظم أشجار الفاكهة المتساقطة والزيتون لم تستوفِ احتياجاتها من البرودة، لدرجة أن إنتاجية الزيتون في معظم المناطق انخفضت بنسبة أكبر من 70%، تدخل هذه الأشجار في مرحلة إنبات البراعم في الربيع يجب وأن تأخذ احتياجاتها من البرودة، ما يؤثر على معدلات التزهير والعقد، وهما مؤشران مهمَّان على مستويات الإنتاجية.
واكمل: "هناك مشكلة أخرى ناتجة عن التغيرات المناخية، وهي جودة المنتج، فمن الممكن أن يحدث عدم انخفاض في الإنتاجية، لكن تحدث مشكلة في المنتج ذاته، بحيث يكون أقل جودة، ولا يتحمل التخزين أو التداول، أو يصاب بضعف في التلوين أو النضج، وأحيانًا تحدث زيادة في التحديات التي تواجه المحاصيل، مثل زيادة انتشار الآفات والأمراض أو ظهور آفات جديدة، وما يزيد من عوامل الخطر أن درجة مرونة القطاع الزراعي منخفضة جدًّا، فهو قطاع "هش"، والمرونة هي قدرة الأشياء على تجاوز ضغوط تغيُّر المناخ".
وتابع: استنباط الأصناف المتحملة للحرارة ونقص المياه أحد جوانب إستراتيجيات الأقلمة مع التغيرات المناخية، واستنباط صنف ذي إنتاجية عالية لا يعني أنه مقاوم للتغير المناخي، ولكن استنباط أصناف مقاوِمة للتغير المناخي يعني أنها أصناف مقاوِمة للحرارة والبرودة والصقيع وكرات الثلج والآفات والأمراض التي تظهر بسبب التغيرات المناخية.
وفيما يتعلق بالإجراءات الأخرى للمجابهة، فتتمثل في ضرورة تغيير كل المعاملات الزراعية القائمة بما يتناسب مع الوضع الراهن لتغير المناخ، وتغيير مواعيد الزراعة للكثير من المحاصيل، وتغيير التراكيب المحصولية بمعنى أن هناك محاصيل وأصنافًا محددة لا تصلح زراعتها بسبب التغيرات المناخية، وهو ما حدث بالفعل، فالفلاح الآن غير قادر على زراعة بعض المحاصيل والأصناف بسبب تغيُّر المناخ، مثل الطماطم في بني سويف في العروة الصيفية، وفي محافظة الجيزة في العروة الصيفية المبكرة، ومثل الذرة في الصعيد في العروة الصيفية العادية في شهر أبريل.