الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

هنا مطروح.. «الذواقة» و«الضحوية» و«الزردة» أبرز مظاهر الشهر الكريم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«لا فيك مرض ولا علة»، أول عبارة يستقبل بها أهالى محافظة مطروح من أبناء القبائل البدوية العربية العريقة، شهر رمضان المعظم، حيث تبدأ تقاليد الشهر الكريم باستطلاع رؤية الهلال، ومرورًا بليلة القدر ووصولًا لوقفة عيد الفطر المبارك؛ فكان كبير العائلة أو النجع يقوم مع بعض الشباب المشهود لهم بالأمانة وقوة البصر، لتحرى الهلال من أعلى مكان بالمنطقة، وكان الأجداد عندما يظهر لهم الهلال في الأفق، يدعون الله أن يكون هذا الهلال خير الأهلة.
في صحراء مصر الغربية، التى يقطنها أبناء القبائل البدوية، تختلف طقوس شهر رمضان، حيث يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم في هذا الشهر، وإن اختلفت بعض الشيء؛ نظرًا للتحضر والثورة المعلوماتية والتكنولوجية في مجال الاتصالات والتواصل.
على الرغم من تماسك المجتمع المصرى، وحفاظه على التلاحم بين جميع أبنائه بمختلف طوائفهم وفئاتهم، إلا أن التنوع الاجتماعي تعد من أبرز السمات التى يتميز بها سكان مصر، وفى مطروح تتأكد قيمة المحبة والتواصل الاجتماعي وتقوية الروابط عن طريق وصل صلة الأرحام بين الأهل وأبناء العمومة، ويتصالح المتخاصمون ويجلسون سويًا على مائدة إفطار واحدة، ففى أول أيام الشهر الكريم، يجلسون جميعًا رجالًا وأطفالًا وشبابًا عند كبير العائلة ويتركون في بيوتهم النساء فقط، ولإكرام الضيف تخصص له مائدة خاصة مستقلة.
وعندما يتأكد كبير القوم من رؤية هلال الشهر الفضيل، يقوم بإيقاد نار فوق المنطقة العالية حتى يراها سكان النجع الذى يليه، ويقوم كبيرهم بإيقاد شعلة مماثلة على أعلى منطقة بالنجع حتى يراها الناس، وهكذا من منطقة إلى أخرى، وبذلك يترسخ في نفوسهم بأن صباح الغد هو غرة رمضان، وتتأكد قيمة المحبة والتواصل الاجتماعي وتقوية الروابط عن طريق صلة الأرحام، وتصالح المتخاصمين ويجلسون سويًا على مائدة واحدة.
ومن ضمن هذه العادات أنهم في أول يوم بالشهر، يجلسون جميعًا رجالًا وأطفالًا وشبابًا عند كبير العائلة، وكانت هناك عادة ابتدعوها خصيصًا للتكافل ونشر الود بين الأهل والجيران وهى «الذواقة»، وهى أن يقوم كل بيت بتوزيع ما طهى من الطعام على البيوت المجاورة، ويتبادلون الطعام فيما بينهم، ليأكل الفقير طعام الغنى، ويأكل الغنى طعام الفقير.
وكانوا يشعلون النار المتوهجة حتى يقدم عليها كل عابر ومار ليستضيفوه، ثم تستخدم في إعداد أكواب الشاى الأحمر والأخضر بعد الانتهاء من الطعام، وكان الاستدلال على موعد الإفطار يعتمد على الرؤية المجردة للشمس وحلول الظلام، وموعد الإمساك والسحور يتم الاستدلال عليه عن طريق حركة النجوم، وكانت تتوقف حالات الزواج والخطوبة إلى ما بعد الانتهاء من الستة أيام الأول من شوال؛ تعظيمًا وتقديرًا للشهر الكريم.
ويقوم كبير النجع أو العائلة بذبح شاة ويوزع لحومها على باقى الناس خاصة الفقير منهم، وهناك من يذبح الشاه ليأكل منها في أول أيام الشهر وما يتبقى يدخره لباقى الأيام، وقديمًا كانوا يحفظون اللحوم وهو ما يعرف بـ «القديد» وهو اللحم المملح وينشر في الشمس لمدة يومين أو أكثر، ولكن مع وجود الثلاجات أصبح الحفظ سهلًا واندثرت تلك العادة.
ويبدأ البدو فطورهم بالتمور واللبن الحامض والذى يشبه اللبن الرايب، ثم يؤدون صلاة المغرب بالمسجد، والتى لم يتخلف عنها أحد، ويليها «الضحوية»، وهى الوجبة الأساسية في رمضان، والوجبة الثالثة هى السحور، وقد يكون من نفس طعام الضحوية، وهناك أطعمة لا بد من تواجدها على مائدة إفطار اليوم الأول من رمضان، مثل الأرز الأصفر أو الأحمر ولحم الضأن والشوربة المغربى بالبقدونس والنعناع وورق اللور وقطع اللحم الصغيرة، ونوع من الخضروات خاصة البطاطس.
ويحرص الأهالى على تنظيم الرحلات الخلوية المعروفة في اللهجة البدوية باسم «الزردة»، والتى تعد متنفسًا ترفيهيًا للكبار والصغار، ولكنها تقتصر على الرجال فقط، حيث يقصدون الأودية الجبلية المنتشرة بصحراء مصر الغربية.