الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

المتحدث باسم حركة «نداء تونس»: صدام المؤسسات يكشف مؤامرة الإخوان على الثورة.. منجي الحرباوي: «النهضة» بلا وزن سياسي سوى الأموال المتدفقة عليها من الخارج

منجى الحرباوى، المتحدث
منجى الحرباوى، المتحدث باسم حزب حركة نداء تونس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد منجى الحرباوى، المتحدث باسم حزب حركة نداء تونس، أن بلاده تعيش منذ سنوات مشكلات سياسية عميقة، تسببت في إرباك قطاعات البلاد، كان على رأسها خروقات راشد الغنوشى، في قيادة البرلمان، التي يرى العديد أن قيادته تهدد عمل المؤسسة التشريعية، بعد تطويع الإجراءات واللوائح لخدمة مصالح ضيقة تخص التيار والحزب.
وأضاف «الحرباوى»، خلال حواره مع «البوابة»، أن حركة النهضة زادت من عمل الحركات الإرهابية في تونس، مع وجود أزمة سياسية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية بشكل حاد، داخل البلاد، بعد انتشار فيروس كورونا، وخروج المئات من التونسيين الغاضبين من تردى الأوضاع داخل البلاد، في مظاهرات حاشدة، اقترنت بأعمال شغب وحرق وتدمير، خلال الفترة الأخيرة، وعلى أثر ذلك تجددت مطالبات القوى السياسية التونسية، المشاركة في البرلمان، بسحب الثقة من راشد الغنوشي.. مزيد من التفاصيل في نص الحوار
■ ما الوضع الذي تعيشه تونس حاليًا؟
- الوضع في تونس متأزم جدا، والحالة تشهد حالة انسداد كبير، خاصة في العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية، المتمثلة في رئيس الحكومة، هشام المشيشى، ورئيس الدولة، قيس السعيد، بجانب أن هناك أزمة كبيرة بين رئيس الجمهورية، ورئيس السلطة التشريعية، راشد الغنوشى، باعتباره رئيس مجلس النواب حتى الآن، الذى يمثل طرف الإخوان المقابل للدولة الوطنية المدنية.
وهذا الانسداد والأزمة غير المسبوقة في تونس تشبه كثيرًا الأزمة التي مرت بيها تونس في عام ٢٠١٣، وذلك قبل انتخابات ٢٠١٤، حين سقطت حكومة حركة النهضة، وهذه الأزمة لا يوجد أفق للخروج منها.
■ كيف ترى العلاقة بين النهضة والشارع التونسي؟
- الشارع التونسي اكتشف مؤامرات الإخوان وألاعيبهم، التي يقومون بها منذ ٢٠١١، حيث حينها تآمروا على الثورة التونسية، والدولة التونسية، لكن اليوم حركة النهضة ظهرت حقيقتها، بخلاف الوضع في عام ٢٠١٣، وكل خيوط شبكة العنكبوت الإخوانية انكشفت للشعب التونسى، وقيادات الحركة أنفسهم الذين بدءوا في التراجع وكثرة الاستقالات داخل صفوفهم والانشقاقات.
■ كيف ترى تصريحات الغنوشى بشأن "الحوار أو الاقتتال"؟
- التصريحات الأخيرة لراشد الغنوشى، "الحوار أو الاقتتال"، دعوة للقتال، تعودنا عليها من طرف هذا الشيخ، الذى لم يعد له حظ داخل السلطة التشريعية والتونسية، إلا أنه يبحث لنفسه عن خروج آمن، ونهاية ربما تكن مشرفة، وهذه الدعوات تجاوزتها، ولم يعد لحركة النهضة وزن سياسي داخل الشارع التونسى، ولا داخل الساحة السياسية، إلا أنها تسعى لشراء الذمم، بالأموال التي تتدفق عليها من الخارج.
■ وما وضع الحكومة التونسية؟
- هذه الحكومة تسمى بحكومة "راهنة"، فهي تعاني من التجاذبات السياسية الكبيرة، بين رأسي السلطة التنفيذية، المتمثلة في رئيس الجمهورية، قيس سعيد، والأحزاب السياسية المتمثلة في البرلمان، وهذا الشق الذى يسمى في تونس "البرشوت"، أنه متلقى صدمات الأولى للحركة النهضة، وبالتالي فإن هذه الحكومة ليس لها مستقبل سياسي، ونهايتها قريبة مثل راشد الغنوشي.
■ وهل النهضة تحاول عزل قيس سعيد؟، وكيف ترى التحالف بين النهضة وقلب تونس؟
- الحديث عن محاولة النهضة، وراشد الغنوشى، عزل رئيس الجمهورية، قيس سعيد، وهذه محاولات منذ اليوم الأول للرئيس في منصبه، للضغط عليه للدخول والتعاون مع الإخوان، إلا أن الرئيس قيس سعيد، غير مقتنع بسياسية الإخوان، أو بهذه الضغوط التي تفرضها عليه حركة النهضة، بطرق متعددة، لذلك فإن الصراع محتدم بين رئيس الجمهورية، قيس سعيد، وحركة النهضة.
■ هل يمكن سحب الثقة من الغنوشي؟
- سحب الثقة من راشد الغنوشى، مسألة وقت، لأنه راهن على بعض التوافقات السياسية، داخل مجلس النواب، وسوف تسحب الثقة عاجلا أو آجلا، من هذا الشيخ، الذى أصبح لديه دور قذر جدًا، داخل الساحة السياسية، وأصبح خطرا جدًا على الاستقرار السياسي في تونس.
سحب الثقة من الغنوشي، قريب جدًا، لأن الأغلبية داخل البرلمان غير راضية عن وجوده، لأن البرلمان تتدهور شعبيته بين التونسيين، حيث لوث الغنوشى هذا البرلمان، وأصبح كل النواب لا يريدونه، ولهذا سحب الثقة أمر وقع عاجلا أم آجلا.
و"النهضة" يواجه حالة من التراجع، كما أنه منقسم، وهو لم ينه بعد تحوّله الذى بدأه عام ٢٠١٦، من حزب دينى إلى تشكيل مدنى، يعتمد الديمقراطية الإسلامية، ويعمل فقط في ميدان السياسة.
وتحت قبة البرلمان، يجد الغنوشى، وحزب النهضة نفسيهما، في مرمى هجمات الحزب الدستوري الحر بزعامة المحامية عبير موسي، التي تتهم النهضة، بأنه كان سببًا في تشجيع الإرهاب في تونس، وتعرّض الغنوشى لانتقادات قوية بعد محادثات أجراها مع قادة دول خارجية، باعتبار أن الشئون الدبلوماسية، هي من صلاحيات رئيس الجمهورية.
وهو يتهم أيضًا بقيادته خطًا دبلوماسيًا، شديد القرب والميل من تركيا، تضر بمصالح تونس العليا، وأمنها القومى، ومع تزايد السخط والغضب من رئاسة الغنوشى للبرلمان، تصاعدت من جديد الدعوات لسحب الثقة منه.
■ ما أبرز قضايا الفساد الموجهة للرئيس والبرلمان؟
- الغنوشى لديه العديد من الملفات القضائية، وتم استدعاؤه من القضاء، في العلاقة بالجهاز السرى، وفى علاقته بالاغتيالات السياسية، التي تمت خلال عام ٢٠١٣، وراشد الغنوشى، هو زعيم الجهاز السرى، الذى قام بالعديد من الاختراقات الأمنية، والعديد من الاغتيالات، وخطط للسيطرة على الجهاز الأمني التونسي، إلى جانب علاقته ببعض الجرائم الإرهابية.
بالإضافة إلى إرسال الشباب التونسى، إلى بؤر الإرهاب والتوتر، ومناطق القتال، وكذلك فإن الغنوشى لديه العديد من الملفات المشبوهة، وتقرير المحاسبة الذى صدر نهاية ٢٠٢٠، أثبت تجاوزات مالية كبيرة لهذه الحركة، وإذا ثبت فساد هذا الرجل، ستكون نهايته قاسية جدًا.
■ ولماذا كل هذا الجدل المثار حول "النهضة"، خلال الفترة الماضية؟
- تاريخ زعيم "النهضة" لا يشرف الشعب، وهذه الحركة انتهت، ولم يعد لها وجود ولا تأثير كبير داخل العملية السياسية، إضافة إلى ذلك فإن حركة النهضة ما زالت تستخدم وسائل رخيصة، من نوع شراء الأشخاص، عن طرق دفع الأموال والحوافز لبعض المنتسبين إليها.
وكذلك وجودها داخل الحكم، منذ عشر سنوات، جعلها تكتسب بعض المناصب في الدولة، والسيطرة على بعض أركانها، وتستخدمها للحفاظ على جزء ولو بسيط من وجودها داخل المشهد، لكن حركة النهضة تقترب من النهاية، ونرى أن نهاية الحركة بدأت منذ صعود الغنوشى لرئاسة البرلمان، والنهاية تكون بخروج الغنوشى من البرلمان، والخروج من هذه الحركة، باعتباره الخيط المالي للحركة، حيث ما زالت الأموال هي الجزء الوحيد الذى يمسك هذه الحركة، والذى يحفظ عليه وجودها.