الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. أبوبكر عزت: الشكل ليس مقياسًا للكوميديا

أبوبكر عزت
أبوبكر عزت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فنان بارع الأداء جمع بين قوة الأداء وخفة الظل، لم يختلف على أدائه اثنين في أي عمل قام به، كان يرتدي عباءته بكل براعة واتقان ليصبح بعد مرور ١٥ عاما على وفاته مازال متربعا على عرش النجومية في منطقة بشهادة النقاد لم يصل إليها أحد فكان له كاريزما خاصة.

خلال لقائه في أحد البرامج التليفزيونية يتحدث الفنان أبوبكر عزت، عن بداية مشواره الفني وعشقه للشاشة وكيفية دخوله مجال التمثيل ويستهل كلامه من ذكريات أيام الطفولة قائلا: كان يبهرني دائما عروض العرائس الأرجوزات والساحر وما يقوم به في الموالد. وفي مرحلة المراهقة تملك مني الانبهار أكثر فكنت ارتدي بالطو واضع بداخله قماش "كأتب" واركب ذقن صناعية ويمشون ورائي أصدقائي ساخرين مني وأنا أقذفهم وأسبهم وعند تجمع الناس لمنعهم أخلع الذقن ونجري جميعا".

وأضاف:" كانت هذه البذور الأولى، وعندما أنشيء مسرح إيزيس الذي تحول إلى سينما لاحقا وأتت فرقة يوسف بك وهبي، ظللت أجمع ثمن التذكرة حتى يتسنى لي مشاهدتهم بدل النظر إليهم يوميا عند دخولهم من الباب، ثم فرقة فاطمة رشدي، كل هذا جعلني أتمسك بحلمي أكثر، وعند التحاقي بالمدرسة الخديوية الثانوية ظهرت موهبتي واشتركت في فرق التمثيل بالمدرسة وكان معهد التمثيل في ذلك الوقت خرج عمالقة كعبدالله غيث وكمال ياسين وأتوا في حفل التخرج لمشاهدة العروض التي كانت مقامة على مسرح الأزبكية ومثلت وقتها مسرحية "دنيا المال" لتوفيق الحكيم، وعند التصفيق لم أصدق نفسي أنني مؤثر في كل هؤلاء".

وتابع: "بعد العرض ذهبت مباشرة للأستاذ كمال ياسين طالبا منه الالتحاق بمعهد التمثيل، وبعد نصيحته أن يكون التمثيل موهبة وأن أحصل على شهادة أخرى، دخلت كلية الآداب قسم علم اجتماع بجانب دارستي بمعهد التمثيل وخلال هذه الفترة لظروف صعبة عملت أيضا كمدرس، وبعد التخرج أُنشئت فرقة المسرح الحر والتحقت بها وكانت بداية معرفة الجمهور بأبوبكر عزت، من خلال رواية قصر الشوق لنجيب محفوظ وإخراج كمال ياسين، بعد ذلك توالت مشاركتي في الفرق المختلفة كمسرح التليفزيون والريحاني والمتحدين، وأخيرا اتجهت لمسرح عمر الخيام وأسست شركة لإنتاج الأعمال التليفزيونية الملونة".

واستطرد، أنا أعتبر نفسي من أبناء التليفزيون ومؤسسيه وقررت تغيير اتجاهي في التليفزيون من الكوميدي، لأن الممثل إن ثبت عند أداء معين يضع نفسه في إطار صعب الخروج منه، أما السينما في البدايات خطواتي كانت سريعة جدا ولكن مع اندماجي في العمل المسرحي هدأت تلك الخطوات، وبعد فيلم ميرامار أصبحت أنتقي أدواري بعناية.

وعن رأيه فيما يجب توافره في الشخص ليصبح ممثلا كوميديا: يجب أن يمتلك هبة خفة الظل من الله، يكون لماح يقظ للتدارك المواقف ويكون رشيق الكلمة والحركة حتى يلاقي قبولا من الناس، والشكل ليس مقياس للكوميديا فالموهبة هى المتحكمة.

يذكر أن الفنان أبوبكر عزت من مواليد ١٩٣٣ بحي السيدة زينب بالقاهرة، درس في كلية الآداب قسم الاجتماع والتحق بمعهد الفنون المسرحية، خلال مشواره الفني جمعته الصدفة بالكاتبة كوثر هيكل ليتزوجا، ويجمعهما العمل سويا كمسلسل "على نار هادئة".

قدم العديد من الأعمال خلال مسيرته الفنية منها في المسرح " الدبور، الدخول بالملابس الرسمية" وفي السينما " المرأة والساطور، ضد الحكومة" أما التليفزيون نذكر منها "أرابيسك، السقوط في بئر سبع"

حصد أبوبكر عزت الكثير من الجوائز الذي يصعب حصرها بسبب براعة أدائه وتمكنه الرائع في تأدية أدواره، نذكر منها على سبيل المثال: جائزة جمعية فن السينما، جائزة مهرجان أفلام التليفزيون عن دوره في السهرة التلفزيونية "استقالة عالمة ذرة"، جائزة جامعة الدول العربية عن دوره في مسلسل "الشاهد الوحيد"، وعن دوره في مسلسل "لا"، وحصل على جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوره في فيلم "المرأة والساطور".

توفي في ٢٧ فبراير ٢٠٠٦ إثر إصابته بأزمة قلبية خلال تصويره مشاهده في مسلسل "ومضى عمري الأول".