نفس الحروف مع اختلاف موقع حرفين. ليس فقط نفس الحروف ولكن الارتباط وثيق وكلاهما شرط للآخر لتحقيق أى نجاح أو إنجاز ، فليس هناك إدارة بدون إرادة حقيقية للتعامل مع المشاكل واتخاذ القرارات ، كما أن الإرادة يجب أن لا تنفصل عن الواقع وتكون مدعمة بقدرات فنية وإدارية حتى لا تؤدي القرارات المتخذة إلى مغامرات ومخاطر غير محسوبة وبالتالى فإن الإرادة أيضا تحتاج لإدارة.
إذا تأملنا وبحثنا الاسباب وراء تطور ونجاح ، أو فشل وتعثر أى كيان سواء كان هذا الكيان دولة أو مؤسسة أو خلافه ستجد أن السبب الرئيسى يكمن فى شخص رأس الهرم أو الرئيس التنفيذى لهذا الكيان .
شركة او مؤسسة تعانى وتكون على وشك الافلاس ثم يتم تغيير الرئيس التنفيذى ويتولى شخص آخر يتم اختياره بعناية فتتحول المنشأة من التعثر إلى الانطلاق ، ومن الخسارة الى الربح . لماذا يحدث هذا التغيير ؟ ببساطة ، لأن هذا الشخص الذى تولى القيادة لدية القدرة الفنية والادارية على التعرف على المشاكل وتشخيص المرض ووضع خطة مدروسة للاصلاح والتطوير واختيار فريق العمل المناسب الذى يستطيع معه تنفيذ هذه الخطة ، كما ان لديه الثقة والجراة على اتخاذ القرارات اللازمة ( ايا كانت اهميتها وصعوبتها ) لحل تلك المشاكل وتحقيق الانطلاق المستهدف . باختصار ان هذا الشخص لديه ارادة التغيير المدعومة بالقدرات الفنية والادارية المطلوبة , وبدون توافر هاذين العنصرين معا لن يحدث شيء وسيستمر التراجع وتستمر المعاناة . توافر القدرات المطلوبة بدون توافر ارادة التغيير واتخاذ القرارات يعنى التوقف والسكون ، كما ان وجود ارادة التغيير غير مدعومة بالقدرات المطلوبة تعنى المغامرة غير المحسوبة المصحوبة بكثير من المخاطر .
الرغبة فى التغيير والقدرة على الانجاز هما مفتاح السر لأى نجاح .
تعال نأخذ مثلا آخر شديد الوضوح لإثبات هذه النظرية وهو ما حدث فى مصرنا العزيزة بعد ثورة ٣٠ يونيو وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى منصبه . تعال نطرح هذا السؤال البسيط : لماذا تحققت كل هذه الإنجازات غير المسبوقة فى تلك الفترة الوجيزة ؟ الإجابة ببساطة أن رأس الهرم وهو الرئيس ومنذ اليوم الاول لتوليه مسؤوليته استجاب لإرادة شعبه فى التغيير وتوافرت لديه هذه الرغبة فتوافر عنصر ( الارادة السياسية ) مدعومة بقدرات سياسية ، عسكرية ، مخابراتية توءهله لاجراء التغيير المطلوب .
الرجل أراد اصلاحا اقتصاديا فاتخذ قرارات صعبة لم يستطع رئيس قبله اتخاذها ، فتحقق الاصلاح . أراد إعادة بناء قوة مصر المتمثلة فى جيشها وشرطتها ، فكان لنا ذلك . فتح واقتحم بمنتهى الجرءة ملفات ومشاكل تراكمت على مدار عقود طويلة مثل العشوائيات والاستيلاء على اراضى الدولة وبناء عاصمة ومدن جديدة وشبكة طرق وكبارى وحل مشاكل الطاقة المزمنة والتعليم والصحة والان تطوير القرية المصرية وغيرهم من المشاكل الصعبة المتراكمة . الاكيد ان كل هذة المشاكل لم تكن تقتحم او تمس سوى بتوافر ارادة حاسمة ورغبة صادقة فى التغيير وقوة وثقة فى اتخاذ القرار مدعومة بالقدرات اللازمة ، وبالفعل تحقق الانجاز . .
اذا هى ارادة التغيير التى توفرت لدى ادارة وطنية موءهلة للقيام بالمهمة ، تلك كانت الاسباب وراء الانجازات التى تحققت وما زالت تتحقق على ارض الواقع .
لو سألتني عن سبب النجاح فى أى مجال سأجيب بكلمات الراحل فؤاد المهندس فى كلمتين وبس - الإدارة والإرادة - ورتبهم كيفما شئت.