السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تواضروس للكهنة الجدد: أنتم تحتاجون للتوبة الدائمة ولنقاء القلب

البابا تواضروس، بابا
البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال البابا تواضروس الثاني في كلمته التي ألقاها صباح اليوم الخميس، في حفل سيامة عدد من الكهنة، هذا الصباح يوم الخميس، من الأسبوع الأول في الصوم المقدس، ويتكلم عن الحصاد في حياة الإنسان: ونحن في هذه الأيام المقدسة أيام الصوم وهى من أغلى أيام السنة وأكثرها أهمية، في مسيرة الانسان الروحية، والصوم المقدس معروف في كنيستنا سواء من ناحية التاريخ أو من ناحية الطقس، أنها فترة مهمة جدا لكل انسان نقرأ في سير الآباء كيف كانوا يتوحدون في هذه الفترة، ويقضون كل أيامها في توبة، والحقيقة فترة الصوم تدور بين نقطتين مهمين جدا، وهما الانقطاع والاتضاع، الصوم يتميز بفترات الانقطاع الطويل نحن نصوم الصوم النباتية وفي الصوم الكبير تكون فترات الانقطاع وتمتد وتكبر مع أسابيع الصوم.

وأضاف أن الانقطاع في ذاته له معنى أن كان على مستوى الجسد، فهو يساعد الانسان أن يقوى إرادته فالإنسان عندما يصنع أي خطية، إنما يسقط فيها إنما تكون بالإرادة أو بغير الإرادة قد تكون بالمعرفة أو بغير المعرفة، فتأتى فترة الصوم وفترة الانقطاع لكى ما يقوى الانسان ارادته.

وقال لا بد أن يكون الانسان أكتر حرصًا في حياته، ويكون انسان دقيق في كل فعل يفعله وكل قول يقوله حتى مع كل فكر يأتي إليه، فنصوم الصوم النباتي لكى نتذكر أيام الفردوس حيث كان ادم وحواء قبل الخطية، والطعام النباتي له طاقة هادئة يعطيها للإنسان ويعطى الانسان شيء من الضبط، "لأن كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء".

وأكد أن الصوم بالطعام النباتي فيه أيضا عدم الانشغال بكثرة الأطعمة، لكن الصوم لا يدور فقط في دائرة الطعام، ولكن الأهم هي دائرة الانقطاع فليس الانقطاع عن الطعام فقط، ولكن الانقطاع أيضا عن الخطية ومصادر الخطية وتوابعها، وفترة الصوم هي فترة انقطاع بالحقيقة، انقطاع عن كل شيء يشوه حياته أو يشوه قلبه فترة الانقطاع، وهى فترة جهادية في حياة الانسان الروحي، فيها يجاهد مع ذاته ضد أي خطية بأي صورة من صور الخطية.

وقال البابا تواضروس أن الكنيسة تعمل قداسات متأخرة للتدقيق والكنيسة تعلمنا الانشغال بكلمة الله، وليس بكلام الناس والكنيسة تعلمنا فترات الاعتكاف والخلوة، والكنيسة تعلمنا النسكيات كمثل الميطانيات وهكذا المهم السؤال في حياة الانسان، هل تستفيد من هذا الانقطاع فكرة الانقطاع في حياة الانسان فكرة من اجل أن تكون حياته ليست أرضية، بل سماوية هو يحاول أن ينقطع ولو إلى قليل عن كل ما يربطه بالأرض أن كان طعاما أو كلاما أو حتى حركة والهدف من وراء ذلك أن يسمو في فكره ويسمو في علاقاته، مع مسيحه ومع السماء.

وأكد الانقطاع أن صار فيه الانسان بأمانة وبإخلاص، وبشمولية يستطيع أن يصل لشكل من أشكال الاتضاع، هو اتضاع الانسان الذي يستطيع أن يقف أمام ذاته، ويستطيع أن يقف أمام حرب الذات والذات التي تحاول أن تسقط الانسان، في خطايا كثيرة من أهمها خطايا الكبرياء والتعاظم والافتخار والإحساس بالنفس دون الاحساس بالأخر، والاتضاع أرض حاملة لكل الثمار وحاملة لكل الفضائل والعالم يحاول أن يجعل للإنسان ذات والذات هذه تقف أمامه كحجر عثرة أحيانا، في الخدمة أو الأسرة أو الكنيسة أن بحث الانسان عن أصل الخطية يجد أنها في الأصل ذات الإنسان.

واستطرد قائلًا: إن فترة الصوم المقدس هي فترة تبدأ من المحسوس وهو الطعام والانقطاع عنه، لكي ما ننمو يوما فيوما، ونصل لحالة الاتضاع ونتذوق هذا الاتضاع الذي يصل بنا ليوم خميس العهد حيث ينحني المعلم والسيد ويغسل أرجل تلاميذه.

ويظل الإنسان في جهاده كل يوم في الصوم، إلى أن يصل لحالة الاتضاع التي رأيناها في ربنا يسوع المسيح، في حال تجسده وهو ينحني أمام كل تلميذ ويغسل قدميه، وهذه هي صورة المسيحية، وعندما ينحني ويغسل أقدام تلاميذه، نصل إلى صليب ربنا يسوع المسيح حيث يقف الإنسان عند الصليب، ويقول مع المسيح: صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيا.

وأكد أنه في فترة الصوم المقدس اعتادت الكنيسة أن تستخدم هذه الفترة لكى ما تكرس من أبنائها من يخدموه، ولذلك نحن نفرح في هذا الصباح المبارك أن كنيستنا تقدم من أبنائها سبعة من الشمامسة لكى ما يصيروا آباء كهنة في خدمة الكنيسة، هنا في القاهرة وفي فرنسا وفي انجلترا، والحقيقة زي ما السيد المسيح قال "الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا إلى رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده" في هذه الكلمات القليلة نقف امام كلمة الفعلة، لم يتذكر فقط كلمة خدام لكن ذكر كلمة الفعلة، والفعلة يعنى أصحاب التأثير اصحاب الفعل وليسوا أصحاب الكلام فقط.

وقال إن الحصاد كثير في كل زمان حصاد المسيح، والإخوة الذين بنعمة المسيح صاروا كهنة يسير العمل، الأول ليهم هو عمل الافتقاد، والبحث عن كل انسان فهذا هو عمل الكاهن الأول عمله الخارجي أن يفتقد كل إنسان في أي مكان، وافتقاد الأب الكاهن لرعيته، هو كمثل افتقاد الله للبشرية عندما أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.

فهذا هو قانون الافتقاد زي ما الله صنع مع الانسان وفي محبته القوية نزل إلينا وتجسد بيننا، والكلمة صار جسدا وحل بيننا لكى ما يتلامس مع كل انسان ويصير اسمه عمانوئيل الله معنا، والكاهن عمله الأساسي أن يفتقد قلب كل انسان وهذه الصورة صورة مهمة جدا.

هو يفتقد الانسان في مكانه وهو يفتقد الانسان بالتعليم، وهو يفتقد الإنسان بالخدمة هو يفتقد شغله الشاغل هو الرعية والبشر، وكل إنسان وعمل الافتقاد عمل في غاية الأهمية في تقليدنا الكنسي وعندما يزور الكاهن البيت، في التقليد الكنسي القبطي القديم والعبارة المشهورة في المجتمع المصري أحنا زارنا، النها ردة المسيح والعبارة هذه عبارة قبطية وتقليدية قديمة احنا زارنا المسيح، وأي كرامة ينالها هذا الأب الكاهن عندما يراه الناس حاملا مسيحه، ولابسا مسيحه ويفتقد الانسان والافتقاد يا إخوتي، ليس هو المجاملة والافتقاد مش مجرد زيارة لكن الافتقاد هو عبارة عن اهتمام وانشغال بالنفوس، وهذا عمل هام جدا ولذلك عندما يقيم الآباء الكهنة وهم في وأضاف في أمور الحياة التكريسية يحتاج الانسان إلى هذا الافتقاد، وأن يستغل كل وقته من أجل افتقاد الرعية كاملة، وهذه الوصية أوصيها للآباء الذين سيخدمون هنا في القاهرة، فهي تحتاج لهذا جدا، وأيضا لأخواتنا وكنائسنا الموجودة في الخارج، وأبناؤه الأحباء فهم وحدة واحدة يحتاج إلى النقاوة السلوكية فعندما نقول في صلواتنا، ويقصد به النقاوة القلبية "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" نقاوة القلب والكاهن في خدمته يحمل كثيرا ولذلك يحتاج إلى نقاوة القلب كثيرا.

واستطرد قائلًا أن البهاء عبارة عن نقاوة داخلية وابضا لمعان خارجي، واللمعان الخارجي أقصد به القدوة فالكاهن عندما يصلي، ويقول أعطي بهائا للإكليروس هذه النعمة، واللمعان يعني القدوة كما القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس "تمثلوا بي كما أنا أيضا بالمسيح" تصور كدة خادم يقدر، ويقول تمثلوا بي كما أنا أيضا بالمسيح يعنى كانه يحمل بالحقيقة صورة المسيح لمن يخدمه والكاهن فيما يساعد كل انسان، على توبته يحتاج هو إلى التوبة.

وقال: لا يصح أن يصير الكاهن في بداية حياته الكهنوتية أن ينشغل بحياته الشخصية، والكاهن يعنى مصلى أو شفيع هو يصلى ويتشفع، لكن من ناحية الفعل هو يساعد كل انسان على التوبته، والكنيسة تفرغه من أي مسئولية حتي لا يكون مرتبط بالعالم بأي شيء، على أنه يكون في خدمته، ووقته المتوفر يصير مساعدا لتوبة كل إنسان.

وأضاف أن الكاهن أيضا محتاج إلى التوبة وهذا شيء أساسي في حياتنا أنه يبحث عن تنقية قلب كل انسان ولكنه أيضا ينقى قلبه، إذا يا إخوتي الاحباء ونحن نفرح جميعا في إقامة هؤلاء الإخوة رعاة في خدمة الكنيسة، وخدمة ربنا يسوع المسيح إنما نوصيهم بالافتقاد الدائم والمستمر على قدر الطاقة، وقدر الصحة ونوصيهم أيضا بالنقاوة في حياتهم القلبية وفي سلوكهم الروحي أمام الرعية وأمام الله، وكل من يخدم يحتاج إلى الصلوات الكثيرة التي تساعده وتسند، والتي تعين الكاهن في خدمته الكثيرة للمسيح، ليبارك حياتهم وأسرهم وأولادهم وبناتهم ويبارك عائلتهم وكنائسهم التي سيخدمون فيها، وكل الاباء الذين رسموا اليوم سيخدمون مع اباء فهم لن يكونوا في كنائس بمفردهم لكن هناك ارتباط بالآباء الموجودين معهم، وبالتالي كل هذا مشجع على أن تكون حياتهم وخدمتهم مقبولة أمام الله.