الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مونتي" أبو ضحكة جنان.. ابنة المنتصر بالله: كان أبا حنونا

المنتصر بالله
المنتصر بالله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسدل المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، ستار فعاليات دورته الثالثة عشرة، مساء السبت الماضي، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والتي تحمل اسم دورة "الآباء"، ويحتفل فيها المهرجان بمرور 150 عاما على المسرح المصري المعاصر، الذي يؤرخ له منذ عام 1870.

وكرمت دورة هذا العام 6 رموز مسرحية وهم: الشاعر الراحل نجيب سرور، والفنان الراحل محمود ياسين، والفنان الراحل المنتصر بالله، والفنانة سهير المرشدي، والفنان صلاح السعدني، والمخرج والمؤلف عباس أحمد، الذين أثروا الحركة المسرحية بأعمالهم الإبداعية، والذين ترصد "البوابة تيوز" مسيرتهم وأعمالهم في السطور التالية.


المنتصر بالله
أهم ما يميز الفنان الراحل المنتصر بالله أن الفكاهة تسبقه في الحياة، ولديه القدرة طول الوقت على أن يكون مرحا يسعد من حوله، فهو مثقف يميل للكوميديا، فكان فنانا سريع الاستجابة، ومن السهل أن يجسد أي دور يسند إليه بل وينجح في تجسيده ببراعة شديدة، واستطاع أن يصنع لنفسه وللآخرين مساحة واسعة من الضحك، قدم خلال مسيرته الفنية مجموعة متنوعة من الأعمال التي لاقت نجاحا كبيرا، والتي تظل حاضرة في أذهان الجميع رغم رحيله.
عن شخصية المنتصر بالله وطقوسه في المنزل، قالت نجلته المونتيرة رانيا المنتصر بالله، إنه كان دائما قمة في التواضع داخل المنزل، يعشق المرح ويكره الحزن والكآبة، لم تفارق وجهغ الابتسامة، فكان أبا حازما يرفض الإهمال وعدم الالتزام في أي شيء، لكنه كان عصبيا بعض الشيء، فما إن يثور حتى ينسى ما حدث بعد دقائق، فهو من رسخ مبدأ الاعتذار في الأسرة، ومن يخطئ لا بد أن يعتذر، عندما قام هو أولا بفعل ذلك، وهذا لا يقلل من شأن المرء بل يزيد احتراما لنفسه ولمن حوله، فكانت علاقته طيبة بالجميع، ومتابعا جيدا للأخبار اليومية وقراءة الجرائد ومتابعة المباريات الرياضية، ويحرص قبل النوم على قراءة كتاب يوميا في مختلف المجالات، والمشاركة في الندوات.
شعب الإسكندرية كان بالنسبة له جمهور خاص في حبه له، هكذا أكدت نجلته، مضيفة أنه عادة كان يحب السفر للإسكندرية في أوقات قضاء الإجازة، وكانت من أسعد أوقات حياته أيضا الأوقات التي يقضيها مع أحفاده في اللعب، والتمثيل، والضحك، والغناء، فقد يملأ المكان بهجة أينما وجد.
تقاسم هو وزوجته المذاكرة لأبنائه وأختص بتدريس مادتي العلوم والرياضة، وهي باقي المواد، هكذا أكدت نجلته قائلة: "أنا اتصدمت لما كبرت وعرفت إنه مش دارس فرنساوي بالقواعد الصحيحة، موضحة أن تعليمهن كان باللغة الفرنسية التي لا يعرف هو منها إلا القليل، فقامت والدتها بتحفيظه الأرقام وأدوات الجمع والطرح والقسمة باللغة الفرنسية، وأحضرت له نفس كتاب الوزارة مترجما باللغة العربية، حتى يستطيع تدريسها لهن، وكانت تحصلن على الدرجات النهائية في مادة الرياضة.
كان المنتصر بالله يحرص على اصطحاب نجلته الكبرى "هبة" إلى مسرح سيد زيان يوميا، هكذا أوضحت رانيا، أن أختها الكبرى كانت تعشق مسرح سيد زيان، فكانت المكافأة لنا إذ انتهين من الواجبات المدرسية نذهبن معه للمسرح، مؤكدة أنه لا بد من الحضور يوم الافتتاح، وكذلك يوم تصوير المسرحية، بشرط عدم التواجد في الكواليس في ذلك اليوم إلا عقب انتهاء المسرحية، وكان يحرص دائما على أخذ آرائنا في أعماله.
أكثر ما يؤلمه أن يشعر في لحظة بأنه يمثل عبئا على أحد أثناء فترة مرضه، على الرغم من عدم حدوث ذلك، قالت نجلته، إنه شخص حساس بطبيعته، ودائم الشكر حتى إذا أعطته إحدى بناته أو أحفاده كوبًا من الماء، كان شخصا يتحمل الكثير ولا يشكو مطلقا، ويضغط على نفسه حتى يتخطى الألم والمرض.
أما عن رسالة بناته إلى روح والدهن الطيبة قالت نجلته: "الدنيا وحشة قوي من غيرك يا بابا.. علشان أنت كنت كل حاجة.. أب وصديق وأخ وابن.. مختلف ومافيش زيك.. وحشتنا قوي يا مونتي يا أبوضحكة جنان".