الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وحيد حامد والجماعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وفاة السيناريست والكاتب وحيد حامد أثارت حالة من الجدل في السوشيال ميديا، ما بين مهاجم ومؤيد، ولعل ذلك بسبب تطرقه لمواضيع الإسلام السياسي من خلال أعماله، فهو يُهاجم من جِهه تطاوله على الدين، وهذا ليس صحيحا، بل تفكيره كان منصبًّا على جماعات الإسلام السياسي في تلك الفترة، والتي كانت وقتها جماعة الإخوان الإرهابية. 
وذلك الهجوم هو محاولة لـطي الحقائق المزعومة من قبل الجماعة، لمحاولتها تصدر المشهد بأستمرار، من خلال اعتناقها نموذج المعارضة، التي هي بعيدة كل البُعد عنه، ولأن تلك الأعمال الفنية هي التجسيد الحقيقي في عقلية المجتمع، التي تستمر، وتعتبر نوعًا من التأريخ للمرحلة، فكان ولا بد من محاولة هز هذه الصورة في عقلية المجتمع، فالهدف هنا ليس وحيد حامد كشخص، بل هي أقرب إلى تشويه للفكرة التي يجسدها هذا الكاتب، وإن كان هذا ليس بجديد، فكم من مفكرين حاولوا كشف اللثام عن حقيقة تلك الجماعة المتوشحة بالدعوة وهي في مضمونها إعادة لأفكار متطرفة تاريخيا، ولكم في فرج فودة نموذجًا. 
فتلك الجماعة التي لم تصدر بيانا وحيدا لرفض ما تمارسه داعش في سوريا والعراق من قتل للأطفال وحرق وذبح للرجال والسيدات ليس بجديد عليها محاولة تشتيت الإيدولوجيا الجمعية تجاة قضية أخرى بدلًا من محاسبتها هي نفسها؛ بمعنى تسليط الضوء على قضية أخرى لاتباعها حتى لا يتسنى لهم إعمال العقل في داخل فكر الجماعة نفسه، وهي طريقة الجماعات المتطرفة كطالبان والقاعدة، من خلال خلق عدو وصب كافة تفكير الأتباع والرعية تجاهه، لشغل عقل الأتباع بما هو دون إيدولوجية الجماعة نفسها! 
أما عن النماذج المطروحة من قبل الكاتب وحيد حامد، فهي عبارة عن مشاهد تخيلية مستقاة من داخل الإطار السياسي والاجتماعي، وإبداعه يكمُن في صيغتها روائيا، والذي يكاد يتطابق مع نماذج تيار الإسلام السياسي المزعوم. الغريب في الأمر هو اعتماد تلك الجماعات على مشاهد بعينها للكاتب، واستخدامها فنيًا وتاريخيًا وسياسيًا لأغراض الجماعة، ولكن إجمالاً فهم يرونه محسوب على الدولة المصرية، التي هي بحد ذاتها عدوه لهم، محاولين اتخاذه كمنفذ للهجوم السياسي لإثارة الجدل والبلبلة من جديد، هذه الإثارة إشارة لمحاولة تفكيك المجتمع من الداخل بعد إثبات عدم قدرة الجماعة على القيادة أو الإقناع الجماهيري من خلال إيدولوجيتها المنحرفة. 
فوحيد حامد نموذج من نماذج سابقة وأخرى ستكون لاحقة، ولن يتوقف الكذب عند الجماعة المتطرفة ، ستظل دائرة الجدل مفتوحة، وستظل محاولات زعزعة الثقة والتخوين وأحيانًا التكفير، فهي منهج الجماعة الإرهابية حتى وإن أنكرت ذلك.