الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

في ذكرى ميلاده الـ90.. كيف حقق "جاهين" أحلامه في التمثيل

صلاح جاهين
صلاح جاهين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم مواهبه اللامحدودة؛ إلا أن التمثيل كان حلمًا خاصًا للعبقرى البدين، كان يرى نفسه، حسب وصفه، لكن العديد من الأعوام مرّت على ابن القاضى الذى عرفته مصر شاعرًا موهوبًا وفنان كاريكاتير لا يشق له غبار، لكنه ظل يؤكد لمن حوله على قدراته التمثيلية.. هكذا قضى الراحل الكبير صلاح جاهين، وقتًا طويلًا في انتظار تحقيق حلمه كممثل. لم يهتم بنجاحه الفائق وشهرته الضخمة، سواء كشاعر أو رسّام كاريكاتير، بل ظل حلم التمثيل يراوده لأعوام طويلة كان يُردد فيها لمن حوله أنه «مُمثل بالسليقة»، رغم أنه طوال تلك الأعوام «لم أكن قد وضعت قدمى في بلاتوه، أو أحرقت وجهى لمبة واحدة أو ذقت مرارة شاى الاستديوهات»؛ كما حكى هو نفسه.
ورغم أن فرصته الأولى كانت تجربة أداء لدور صغير في واحد من الأفلام التي تدعم ثورة يوليو، وكانت تلك واحدة من أهداف الإنتاج السينمائي تلك الفترة؛ وقتها، قال إنه حين علم بترشيحه للدور، تجاهل جسده الضخم قوانين الفيزياء، حتى أنه ذهب إلى بيته راقصًا وهو يُردد «ح أمثل قدام فاتن حمامة ورشدى أباظة بحالهم». وبالفعل وقف أمام الكاميرا لأول مرة في وجود مخرج عملاق هو صلاح أبوسيف -وكان واحدًا من أساطير الشاشة الساحرة- لكنه انهمك في تجربة الأداء وكأنه كان مرشحًا لدور البطولة. كان يُمثّل، ولم يشعر سوى بالمخرج الذى كان يُتابعه بإعجاب وهو يقول فور انتهائه من المشهد: «ستوب.. هايل يا أستاذ.. رائع يا أستاذ.. عظيم يا أستاذ». بهذه الكلمات البسيطة عرف جاهين أنه قد حصل على دوره الأول في فيلم «لا وقت للحب».
فتح هذا الدور البسيط بوابة لعلاقة قوية بين جاهين والسينما، حيث استعان به المخرج كمال الشيخ مرة أخرى، عندما قرر مع الأديب العالمى نجيب محفوظ تحويل رائعته «اللص والكلاب» إلى فيلم من بطولة شكرى سرحان وشادية. كان صلاح جاهين هذه المرة يتقمص أحد كبار الحارة التى كان يعيش فيها البطل «سعيد مهران». وظلت في ذهن الجمهور طريقته في الحديث بعد سقوط أحد الأبرياء برصاص طائش وهو يقول: «دنيا لها العجب، خردواتى لا له في الطور ولا في الطحين يموت عشان نبوية اتجوزت عليش».
قام جاهين بعد ذلك بأدوار في أفلام «من غير ميعاد، وشهيدة العشق الإلهي، القاهرة، المماليك»؛ ورغم نجاحه في التمثيل، إلا أنه توقف عنه مدة قاربت الخمسة عشر عامًا، حتى عاد إليه من جديد في دور صغير في فيلم «موت أميرة» وهو فيلم وثائقى بريطانى وكانت آخر أدواره مع يوسف شاهين في فيلم «وداعًا بونابرت».