السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"العصا الأسقفيّة".. ذكرت في الإنجيل «لا تحملوا شيئا للطريق إلاّ عصا»

العصا الأسقفيّة
العصا الأسقفيّة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الكنيسة الأرثوذكسية يحمل البطريرك، والأساقفة عمومًا، خلال الاحتفالات الليتورجية، ما يُعرف ب "العصا الأسقفيّة" أو "عصا الرعاية"، وباليونانية تسمى (Η ποιμαντορική ράβδος).

رمزيتها

هي "عصا طويلة من المعدن أو الخشب تعلوها حيتان يتوسطهما صليب، دلالة على انسحاق الشيطان- الذي هو رمز للحية التي أغوت آدم وحواء- بالصليب الذي صلب عليه المسيح وبه خلص البشر من قبضة الشيطان"، كما أيضًا الحيّتان تُشيران إلى الحكمة المضاعفة التي ينبغي للأسقف أن يتسربلها ويتحلّى بها في خدمته الأسقفية، وإدارة شئون الكنيسة، ورعاية المؤمنين، كقول السيد المسيح لتلاميذه:

"كونوا حُكماء كالحيّات وبُسطاء كالحَمام" (متى 16:10). وكما أن راعي الأغنام في الحياة الريفيّة يستعمل العصا للدفاع عن خرافه من الذئاب والحيوانات المفترسة التي تحاول أذيّتها وافتراسها، كذلك فإنّ الأسقف في أبرشيته هو المحامي الأول عن الإيمان الأرثوذكسيّ والمدافع عن استقامة الرأي في وجه "الذئاب الخاطفة" من ذوي البدع والهرطقات، وهو المعلّم للعقيدة الأرثوذكسيّة، الذي يسهر بأمانةٍ على حفظها وعيشها وتعليمها للآخرين، ويحرص باستمرار على أن "يقطعَ باستقامةٍ كلمة الحقّ" (القداس البيزنطيّ).

أن هذه العصا تشير أيضًا إلى عصا موسى التي تحولت إلى حية وأكلت حية كهنة فرعون. وكذلك إلى الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية، والتي عندما كان ينظر إليها إنسان لدغته حية يحيا". وعن السبب الذي يدفع المطارنة والأساقفة لإمساكها في يدهم أوضح أنها تبدي حقوق الأسقف الرعائية وسلطته الروحية، مشيرا إلى أنه من ناحية أخرى فالأسقف يمسك بها عندما يعظ، ليدل أنه بعصا الرب يسوس الكنيسة ويقطع بكلمته التعليمية فيها الأفكار الشيطانية الخارجة عن الإيمان الحق لأعداء الكنيسة ومقاومتها.

ان عصا الأسقف تبدو حق من حقوقه الرعائية وسلطته الروحية، ذلك كما يقول الشماس عندما يدفعها إلى الأسقف:

"عصا قوة يرسل لك الرب من صهيون فتسود فيما بين أعدائك". أيضا أن عصا الأسقف يستلهم اذ تدل من ناحية أخرى على قوة الصليب القيامية المرسلة من العلو في خدمته.

عصا الرعاية هى مسألة رمزية، فعصا الرعاية رمز على أن من يحملها راعي، وورد في الإنجيل قول المسيح للأباء الرسل الاثني عشر:

" لا تحملوا شيئا للطريق إلاّ عصا ". وهنا المقصود عصا الرعاية، أما عندما قال لهم " ولا عصا " فهنا يقصد عصا القتال، دائما كل رجل يحمل عصا، لكن عصا الرعاية هي رمزية، تعد رمز لحاملها أنه راعي، وهذه العصا مفروض أن يحملها الأساقفة باعتبار أن الأسقف راعي.

تقليد تسليمها إلى الأسقف 

إن التقليد الرسولي المتّبع في الكنيسة الأرثوذكسية، يقتضي بأن تتمّ شرطونية أو سيامة الأسقف الجديد من قبل ثلاثة رؤساء كهنة (مطارنة)، ويتسلّم الأسقف الجديد في يوم شرطونيته الأسقفية "عصا الرعاية" هذه من قبل رئيس الكهنة المتقدّم بين الآخَرَين، حيث يُسلّمها له هذا الأخير قائلًا: 

"خُذ العصا لترعى رعية المسيح المُسَلَّمَة إليك، ولتكن لكَ نحوَ الطائِعين عصا رعاية وحماية، وأمّا نحو العاصِين والمُتقلِّبين فاستعملها عصا رَهبةٍ وعصا تأديب (الافخولوجي الكبير، خدمة شرطونية الأسقف، صفحة 256).



يوجد خطأ يقعوا فيه في بعض الأحيان، بتلقيب القسيس بالراعي، وهذه أخذوها من عند البروتستانت، يقول: راعي كنيسة كذا، حقا أنه يقوم بعمل رعاية، إنما ليس بالمعنى الدقيق للكلمة، المعنى الدقيق للكلمة أن الأسقف هو راعي الابرشية، ولذلك هو الذي يحمل العصا، تعبير الدسقولية يقول ذلك، أن الأساقفة رعاة، والقسوس معلمون، والشمامسة خدام. هذا هو المصطلح الكنسي الدقيق.