الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"بوليتيكو": بايدن أمام فرصة ذهبية لتحقيق المساواة العرقية في أمريكا

بايدن
بايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدمت الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 رؤى منافسة وصارخة للعلاقات بين الأعراق والسياسة الأمريكية.
ووضع الرئيس الحالي دونالد ترامب نفسه أمام الناخبين البيض في الضواحي كحاميهم من الفوضى وأعمال الشغب والاندماج العرقي في أحيائهم، واعتنق الرموز الكونفدرالية باعتبارها تراثًا أمريكيًا، وشجع وأذن بالعنف ضد متظاهري "حياة السود تهم"، كما قام ببناء قطبية زائفة اعتبر فيها محاربة العنصرية المنهجية غير وطنية وغير أمريكية، بحسب ما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية اليوم السبت.

أما الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، على الرغم من سجله الطويل في دعم السياسات الإجرامية الصارمة، جعل المساواة العرقية عقيدة مركزية في حملته، وتحدث بصراحة عن الفوارق العرقية، لا سيما فجوة الثروة العرقية المذهلة بين متوسط دخل الأسر البيض والسود، وأظهر تعاطفه مع الضحايا السود الذين قتلوا على أيدي الشرطة، واقترح سياسات محددة لتعزيز المساواة العرقية ورفع مجتمعات السود في إعادة بناء الأمة من رماد كوفيد-19.

فوز بايدن - بما يقرب من 80 مليون صوت، وهو رقم قياسي - جنبًا إلى جنب مع كامالا هاريس التي ستصبح أول سيدة من أصول أمريكا الجنوبية وأيضا أول سيدة من أصول جنوب آسياوية بالإضافة إلي كونها أو سيدة تشغل منصب نائب للرئيس، يشير إلى إمكانيات حقيقية لديمقراطية متعددة الأعراق تقدر حياة السود وتوحد جميع المواطنين. ونجاح الحزب الديمقراطي في السياسة الوطنية مرتبط الآن إلى حد كبير بعمل الأمريكيين السود في النهوض بحقوق التصويت الخاصة بهم وممارستها، في حين شن ترامب وغيره من الجمهوريين هجمات مؤخرا على نتائج الانتخابات في المدن الكبرى المكتظة بالناخبين السود، واصفا تلك النتائج بالمزورة.

في حين حقق ترامب مكاسب غير متوقعة في الانتخابات، بعد حصوله علي أصوات النساء البيض، وكذلك بعض الناخبين السود والأسبان، فإن هذه المكاسب كانت باهتة مقارنة بالأغلبية الحاسمة من الأمريكيين الذين يعترفون الآن بالعنصرية ضد السود. ومنذ إعدام جورج فلويد البطيء على يد ضابط شرطة في مدينة مينيابوليس، احتج ما يقدر بنحو 15 مليون إلى 26 مليون شخص بشكل سلمي من أجل مناصرة ودعم السود في حوالي 2500 منطقة - ربما كانت أكبر حركة احتجاجية في التاريخ الأمريكي.

وعلى الرغم من رفض ترامب غير المبرر للاعتراف بخسارته سباق الانتخابات، فاز بايدن وهاريس بشكل حاسم، خاصة بعد الحصول علي أصوات الناخبين الذين أعطوا الأولوية للعدالة العرقية والكفاءة في مكافحة فيروس كورونا، والأن لديهم فرصة نادرة لإعادة البناء من كلتا الأزمتين بسياسات تعزز الحلم طويل الأمد المتمثل في المساواة العرقية ووقف انتشار الفيروس في البلاد.