قال الدكتور رائد العزاوي أستاذ العلوم السياسية، والباحث العراقي إن اللجنة العراقية المصرية، هي إحدى أقدم اللجان الاقتصادية المشتركة في العالم العربي، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى يوليو عام 1988، وهذا يدل على حجم العلاقة العراقية المصرية، حيث وقفت مع العراقيين منذ ما بعد 2003 وكانت داعما لوحدة وسيادة العراق، ووقفت على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين العراقيين، واحتضنت القاهرة وهي المدينة الواحدة في العالم، واستطاعت أن تجمع كل الفرقاء في مؤتمر للمصالحة عام 2005، والعراق يحتاج مصر بعد أن دمرت بنيته التحتية بسبب الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وأَضاف العزاوي أنه تدرك قيادات البلدين أهمية بناء شراكة جديدة قوية بينهما، حيث إن الميزان التجاري العراقي المصري لا يتجاوز الـ 500 مليون دولار، بينما تحظى تركيا مثلا على ميزان تجاري وتصدر بضائع للعراق بنحو 9 مليارات دولار وإيران بنحو 12 مليارا، وهذا أمر غير صحيح ولا يخدم العراق، ومصر دعمت العراق بالسلاح والعتاد بعد سيطرة تنظيم داعش على مدن عراقية.
وأوضح العزاوي في مداخلة تلفزيونية عبر قناة " الحرة عراق " أن الدور المصري في مساعدة العراقيين دور مشهود وللتاريخ فإن شركة المقاولين العرب ساهمت في تطوير قناة الجيش وبناء مدارس في البصرة والشركات المصرية ساهمت في بناء عدة محطات طاقة كهربائية في الديوانية والسماوة، وشركات البترول المصرية ساهمت في إصلاح خطوط نقل النفط في البصرة والعمارة، وساهمت الشركات في تطوير مصفى بيحب وبناء محطة كهرباء بيجي، دور الشركات المصرية دور مهم وكبير في العديد من المشاريع، والعراق يرحب في زيادة الدور المصري لمساعدته في كل المجالات.
وأشار إلى سعي العراقيين للاستفادة من الإنتاج المتزايد البترول من حقوله، وبالتالي فإن طرح مشروع البترول في مقابل الإعمار، وحاجة مصر المتزايدة للنفط الخام، بسبب حركة التطور والبناء، سيكون دافعا لأن يكون لمشروع النفط مقابل الإعمار محل اهتمام لدى الشركات المصرية التي تريد دخول السوق العراقي بقوة، وأن هناك سعيا مشتركا عراقيا مصريا أردنيا لبناء أكبر خط ناقل للبترول في منطقة الشرق الأوسط، من البصرة جنوب العراق حتى ميناء العقبة، ليصل إلى الموانئ المصرية التي تملك قدرات وإمكانيات للتكرير هائلة ومخازن ضخمة.
وتابع العزاوي أن هناك دعما واضحا من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمساعدة العراقيين على إعادة إعمار بلدهم، والحفاظ على وحدة وسيادة هذا البلد المهم في عالمنا العربي واهتمام الرئيس السيسي محل تقدير من كل العراقيين.
