خرج علينا رئيس وزراء إسرائيل (نتنياهو)، والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بخطاب يفيد بأنهم انتصروا بعد مرورهم بأزمة يوم 6 أكتوبر 1973، ولم يتوانَ الكثير في نشر هذا الخطاب، وبعضهم للأسف من العرب، بل ومن المصريين أيضًا، ظانين أنهم يستطيعون تغيير التاريخ العسكري في هذا الشهر، بل هذا العام الذي استطاع العرب باتحادهم مع مصر أن بستردوا كرامتهم بعد أن كسروا ذراع وأنف الإسرائيليين في 6 ساعات فقط، وقد كاد الأمر ليمتد إلى هزيمة أمريكا نفسها التي كانت مشاركة بمعداتها الحديثة في الحرب من أول يوم وامتد إلى عمل جسر جوي للجيش الأمريكي.
لا يا نتنياهو، الإسرائيليون لم ينتصروا، ولن تستطيع أنت وكل وسائل إعلامك حتى التي داخل وخارج حدود إسرائيل أن تقنعنا أو تقنع العالم أنكم انتصرتم، التاريخ لم يعد مبهمًا كما كان من قبل وتغييره لن يكون بالكلام فقط أو بالتمنى.
فأنتم يا نتنياهو لا تقومون بعمل سلام حقيقي إلا بعد هزيمة، ويمكنك سماع خطب سابقيك قبل وبعد حرب أكتوبر، وبعضهم ما زال على قيد الحياة، بالتالي يمكنك الجلوس معه ومعرفة التاريخ الحقيقي لا التمنيات..
نحن المصريين يا نتنياهو لا نهاب إلا الله، ونعرف تمامًا ما فعله آباؤنا في حرب أكتوبر والذين جعلوكم تهرولون إلى سلام حقيقي وتتمنون أن يقبل المصريون والسوريون السلام معكم.
حتى ما اكتسبتموه لاحقًا في الحرب لم يكن انتصارا لكم؛ لأن الهدف من الحرب أصلا هو كسر ذراعكم واسترداد جزء من أرضنا وتدمير ما كنتم تسمونه المانع الأقوى، وقد تم بفضل الله وبسالة المصريين وبضع مترات من المياه (يمكنك زيارة سيناء لترى مانعكم أصبح مزارا سياحيا)، ولو قررت سوف أساعدك في استصدار تأشيرة سياحية لك ولمن تريد أن يتعلم كيف يتحدث عن انتصارات أكتوبر.
لا يا نتنياهو، أنتم لم تنتصروا، وقد قالها الرئيس السيسي في خطابه بمناسبة هذه الحرب التي هى بالفعل انتصار لكل العرب وهزيمة ساحقة لكم (الجيش اللي يقدر يعملها مرة... يعملها تاني وتالت)، فهل فهمت هذا المعنى يا نتنياهو؟
لا يا نتنياهو، لم تنتصروا، لأنه لو كنتم انتصرتم لما كانت سيناء في حضن المصريين الآن، ولكنتم حققتم أحلامكم في إسرائيل الكبرى التي يجب أن تنسوها منذ حرب 73.
لا يا نتنياهو، أنتم لم تنتصروا أبدًا في حرب 73، فالانتصار الوحيد لكم أنكم أظهرتم أن هناك البعض كان يتمنى هزيمتنا لكن الله كان معنا ولم ولن يضيعنا.