جلسة معتادة على أحد المقاهي بمركز الزقازيق جمعت بين "ح.ع" مع صديقه "أ.ال.ع" و"إ.ص"، بحثوا خلالها أحوالهم الاقتصادية المتردية، يشكو كل منهم مروره بأزمة مالية وحاجته للمال ما بين سداد الديون التي تراكمت عليه وتوفير احتياجات الشخصية وثالث لمساعدة والديه في مصروفات المنزل، إلا أن "ح.ع"، ظل شارد الذهن، وكأنه سافر في رحلة عبر الزمن بحثا عن حل ينتشلهم من الفقر الذي يعانون منه، حتى نطق بكلمات خرجت من بين فكه كالرصاص مخاطبا إياهم: "لقيت فكرة هنكسب منها فلوس كتير"، بهذه الجملة أخبر الشاب أصدقاء السوء الذين بصحبته عما يدور في عقله، وراح يسأل كل منهم عن شيء يتقنه بعيدًا عن المهن التقليدية فجاء الجواب: "معاك في أي سبوبة"، ليطرح عليهم خطته الشيطانية، إذ اختمرت في ذهنه فكرة بدأ في شرحها لهم والتي حملت مفاجئة برغبته في السطو على تاجر مواشي لسرقة بالإكراه، لا سيما وأنه يعود من السوق بمبلغ مالي كبير جراء تجارته، لم يتردد الأصدقاء في قبول العرض، بل لاقت الفكرة إعجاب الجميع، فالكلمات التي نطق بها كانت بمثابة البساط السحري الذي سينقلهم من الأرض إلى السماء، وفي سبيل ذلك وضع الأشقياء الثلاثة خطة محكمة قاموا خلالها بالتربص بالمجني عليه وأن وقعت أعينهم عليه أطلقوا عليه وابلا من الأعيرة النارية ليسقط على الأرض قتيلا غارقا في دمائه، أمام ابنته واستولوا على ما بحوزته من أموال وفروا هاربين، وعقب إبلاغ رجال الشرطة تم ضبطها، وبالعرض على النيابة العامة أصدرت قرارا بإحالتهم لمحكمة جنايات الزقازيق، والتي قضت بمعاقبة المتهمين الثلاثة بالإعدام شنقا فيما هو منسوب إليها من اتهامات.
وكان اللواء سامح الكيلاني مدير أمن الشرقية قد تلقى إخطارًا من مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ من مستشفى الزقازيق العام بوصول "أ.ح.ع" تاجر مواشي مُقيم بدائرة مركز شرطة الزقازيق مصابًا بعدة أعيرة نارية في الصدر وتوفي متأثرًا بإصابته.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلًا من: "ح.ع" 23 سنة فلاح و"أ.ال.ع" 25 سنة سباك و"إ.ص" عاطل مُقيمين جميعًا بدائرة مركز شرطة الزقازيق وأنهم قتلوا المجني عليه أمام ابنته وذلك بغرض سرقته مبلغ مالي منه.
وتم ضبط المتهمين وبالعرض على النيابة العامة قررت إحالتهم محبوسين إلى محكمة جنايات الزقازيق.
