مع حلول فصل الخريف جغرافيا والمشهور بتقلباته الجوية التي تجعل درجات الحرارة متفاوتة بين الارتفاع والانخفاض يسود حالة من القلق والترقب تحسبا للحديث عن نشاط جديد لفيروس كورونا ولعل ذلك ما أجبر إنجلترا مؤخرا على تطبيق إجراءات من شأنها الحد من الاختلاط بإغلاق الحانات باكرا وتقليص ساعات العمل وإتاحة العمل من المنزل كلما أمكن ذلك.
وبينما الأمر كذلك في بريطانيا وغيرها من البلدان التي دقت ناقوس الخطر للتحذير من الموجة الثانية المرتقبة خرجت مؤخرًا العديد من النصائح حول تلقي تطعيم ضد الانفلونزا الموسمية وهو ما يطرح تساؤلات حول جدوى تناول لقاح للإنفلونزا وهل يمكن أن يؤدي إلى الحد من الإصابة بفيروس كورونا خاصة في ظل خروج تقارير خلال الفترة السابقة التي أشارت إلى ذلك مثل تقرير موقع medical الطبي في يوليو الماضي.
قال الدكتور مصطفى المحمدي، مدير عام التطعيمات بالمصل واللقاح إن لتلقي التطعيم من الانفلونزا الموسمية أهمية خاصة في ظل تشابه أعراض فيروس كورونا مع أعراض الانفلونزا وهو ما يجعل تحديد الإصابة بالفيروس أمر عسير حال الإصابة بأعراض برد مألوفة، مشيرا إلى أن هيئة المصل واللقاح عملت على توفير تطعيم رباعي بكميات مناسبة ويشمل ذلك التطعيم أبرز أنواع الأنفلونزا التي تصيب المواطنين خلال الخريف ومع التقلبات الجوية.
وأكد المحمدي على أن التطعيم يمكن أن يتم للكبار والصغار بداية من عمر 3 سنوات داخل أماكن المصل واللقاح المعتمدة لافتا إلى أنه تم تسعيره جبريا ليكون 170 جنيهًا.
ومن جانبه نصح الدكتور أمجد الحداد استشاري ومدير مركز الحساسية والمناعة بتناول التطعيم من الانفلونزا الموسمية خاصة خلال العام الحالي وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي، مؤكدا أن تناول التطعيم شيء إيجابي يعمل على الحد من المعاناة جراء وباء كورونا في ظل تشابه الأعراض التي يعد أبرزها السعال والحمى وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالفيروس وارتفاع نسب المصابين حال الاتجاه إلى إجراء كشف حول الفيروس ومن ثم التعرض للعدوى من قبل أي شخص قد يكون مصاب بالفيروس اتجه للكشف وإجراء التحليل أيضًا وهو ما سبق أن حدث خلال الزحام في عمل تحاليل pcr خلال الفترة الماضية وفي ظل الضغط على المستشفيات.
وحذر الحداد من أن الأشخاص المصابين بالإنفلونزا قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة حال إصابتهم بفيروس كورونا مع الإنفلونزا الموسمية وهو ما قد تزداد حدة خطورته لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة،، وعلاوة على ذلك فالحصول على تطعيم أمر إيجابي ويحد من نسب الوفاة بالنسبة لكبار السن والحوامل من الانفلونزا فدولة مثل أمريكا أودت بها الانفلونزا بما لا يقل عن 24 ألف وفاة حسب المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها مؤكدا أنه قد يعتقد البعض عدم وجود جدوى للتطعيم وأن الإنفلونزا يمكن أن تصيب الشخص خلال العام إلى أن هذا غير صحيح ففي حال الإصابة بالإنفلونزا بعد تناول اللقاح فإنه يصيبهم المرض بشكل خفيف أو بدون مضاعفات.
