مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية والمحدد لها نوفمبر القادم بدأت الحرب الإعلامية تزداد حدة بين الحزب الجمهوري الذي يمثله الرئيس دونالد ترامب والذي يسعى جاهدا للفوز بدورة ثانية مدتها أربع سنوات ينعم فيها بوجوده في البيت الأبيض، والحزب الديمقراطي الذي دفع بعضوه المخضرم جو بايدن نائب الرئيس الأسبق جورج بوش الصغير ليدخل حلبة المنافسة على كرسي الرئاسة.
وفي هذا السباق المحموم يستخدم كل فريق أسلحته المشروعة وغير المشروعة للفوز بمنصب رئيس أقوي بلد في العالم حيث لا يشغل الأمريكان الذين سيصوتون كل القضايا الخارجية التي تهم العالم حتى بما فيها التي تشغل الساسة هناك لتحتل الأمور الداخلية رأي قائمة أولوياتهم مثل البطالة والصحة والتعليم والعنصرية التي أطلت برأسها بشكل واضح في المجتمع الأمريكي خلال الفترة القصيرة الماضية وشهدت مقتل رجلين أسودين على أيدي الشرطة الأمريكية وتبع هذا القتل سلسلة من المظاهرات وأعمال العنف شهد فيها الحرائق ونهب المتاجر والبنوك وبات الشارع الأمريكي في فوضي عارمة الأمر الذي إضطر معه ترامب وبعض حكام الولايات إلى الإستعانة بالجيش الأمريكي لإيقاف تلك الأحداث التي تهدد النسيج الأمريكي من الداخل.
وكانت أغرب الأخبار التي خرجت من المجتمع الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية هو ما تعلق بمحاولة تسميم الرئيس دونالد ترامب وبالطبع لا أحد يستطيع أن يجزم بصحة هذا الخبر من عدمه إلا عندما تخرج تصريحات من الهيئات القضائية في بلاد العم سام.
لكن الخبر الذي يشغل ترامب وفريقه بالبيت الأبيض يتعلق بالدويلة التي تقع في الخليج العربي وتمارس الإرهاب بشكل فاضح وكذلك الرشاوي التي قادتها لإستضافة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢.. حيث تتواجد قاعدة أمريكية بمنطقة العيديد في قطر وهي ثاني أكبر قاعدة خارج البلاد بعد قاعدة انجرليك الموجودة في تركيا..حيث تحدثت بعض وكالات الأنباء والصحف الأمريكية عن تأييد تميم أمير قطر لجو بايدن في الانتخابات الأمريكية!
ويقول المقربون لترامب أنه سوف يتخذ مواقف صعبة وحازمة ضد قطر في حال فوزه بالرئاسة لدوره ثانية بما في ذلك السعي لإنهاء حكم تميم وظهور شخصيات جديدة في قطر ينتهي معها ما تفعله تلك الدولة المارقة من دسائس ومؤامرات خلال الفترة الماضية.. وقد يلعب لعبته ويمارس هوايته لإستنزاف المال القطري بطريقة ترامب المعروفة أملا في أن يحقق هذا الطريق الإستفادة الأمريكية وأيضا إضعاف قطر.
ورغم أن بعض إستطلاعات الرأي ترشح جو بايدن للفوز هذه المرة إلا أن الشعب الأمريكي يضرب بالكثير من استطلاعات الرأي عرض الحائط في بعض الاحيان لأن مزاج الناخب الأمريكي غالبا ما يكون جامحا يصعب السيطرة عليه.. من هنا ليس أمام العالم سبيل لمعرفة الرئيس الأمريكي القادم سوي الانتظار حتى نوفمبر القادم لنتابع ربما أغرب وأصعب انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
والله من وراء القصد.
