في خطوة مهمة، أعلنت وزارة الزراعة عن وضع حجر الأساس لإنشاء مصنع خاص بإنتاج اللقاحات المبتكرة والمهندسة وراثيًا، وذلك لتوطين صناعة اللقاحات البيطرية في مصر.
ونقلًا عن المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، فإن المصنع الجديد سيطلق عليه "ميفاك الثالث" وسيتم إنشاءه بمدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية.
وأضاف الصياد، أن المصنع سينتج لقاحات مبتكرة وتقنيات تصنيع جديدة من لقاحات محملة ولقاحات مركبة ومهندسة وراثيًا، داخل معامل مجهزة BsL3 Lab لدعم صناعة الدواجن في مصر والعالم.
وأشار الصياد إلى أن الدولة حريصة على تشجيع ودعم الصناعة الوطنية، سواء بالقطاع العام أو القطاع الخاص، من أجل سد الفجوة بين الاستيراد والتصنيع المحلي، ووضع خطة تقليل تلك الفجوة.
وشدد على أن الحكومة تعمل على تسهيل كافة المعوقات للنهوض بالصناعة وتوطين تكنولوجيا إنتاج اللقاحات البيطرية في مصر، ومنها تشجيع ومصنع معهد الأمصال واللقاحات وشركة "ميفاك" لزيادة طاقتها من إنتاج اللقاحات اللازمة لاستكمال الاحتياجات المحلية من اللقاحات المصرية.
وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، السيد القصير، كشف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بضرورة توفير كافة الإمكانيات المطلوبة لإنتاج الأمصال واللقاحات البيطرية في مصر باعتبارها ركنًا أساسيًا في الثروة الحيوانية والداجنة، وأيضًا لتقليل الاستيراد من الخارج وتوفير النقد الأجنبي.
ولفت القصير إلى أن مصر تستورد نحو 90% من احتياجاتها البيطرية من الخارج، مضيفًا أن "لدينا طاقات هائلة نستطيع من خلالها زيادة قدرتنا الإنتاجية من الأمصال واللقاحات البيطرية؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي مع تصدير الفائض للخارج، خاصة وأن لدينا سوق كبير في الدول الأفريقية الشقيقة".
وبحسب بيانات صادرة عن الهيئة العامة للخدمات البيطرية، فإن قيمة واردات مصر من اللقاحات البيطرية بلغت خلال العام الماضي نحو 3 مليار و97 مليون.
إلى ذلك، قال الدكتور محمد سعد مدير معهد الأمصال واللقاحات بالعباسية التابع لوزارة الزراعة، إن إنتاج مصنع الأمصال واللقاحات خلال الفترة من الأول من يونيو إلى نهاية شهر يوليو 2019 بلغ 16 مليون جرعة لقاح لتحصين الحيوانات والدواجن وجميع الأمراض الوبائية الأخرى التي تشكل تهديدا للثروة الحيوانية والداجنة، منها 3 مليون و243 ألف و950 جرعة لقاحات بكتيرية، و12 مليون و299 ألف و930 جرعة لقاحات فيروسية، مشيرا إلى أن المعهد يعد حائط صد للوقاية من الأمراض الوبائية ويعد من أعرق المعاهد البحثية في الشرق الأوسط.
وأضاف، أن معهد الأمصال واللقاحات جاهز بتوفير مليون و750 ألف جرعة يتم تسليمها للهيئة العامة للخدمات البيطرية لأنفلونزا الطيور منتج خلال الفترة من الأول من يونيو وحتى نهاية يوليو، بالإضافة إلى توفر 3 مليون جرعة للحمى القلاعية، منها مليون و500 جرعة تحت "المعايرة"، وجاهزية مليون و700 ألف بمنافذ المعهد للتحصين الحمى القلاعية، مشيرًا إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية استغلت خلال حملتها القومية الأخيرة لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية 3 ملايين و300 ألف جرعة لقاح.
وأكد مدير الأمصال واللقاحات، أن إجمالي ما تم تصديره 708 آلاف 540 جرعة لقاح لمختلف الدول العربية والأفريقية والآسيوية سواء من لقاحات الحيوان والدواجن تنطبق عليها جميع الاشتراطات والجودة العالية خلال الفترة من الأول من يونيو وحتى نهاية يوليو، ويجرى تصدير بعض منتجات المعهد بعد خضوع اللقاح لاختبارات معملية داخل القسم المختص، ثم داخل معمل الجودة والمراقبة الداخلية بالمعهد المعتمد من المجلس الوطني لاعتمادات الجودة المعروف اختصار بـ"إيجاك" طبقا للمواصفة الداخلية "الآيزو" رقم 17025 ومعمل الجودة بالمعهد ثم معمل الأمصال واللقاحات البيطرية.
وتابع محمد سعد، أن المعهد أحدث طفرة غير مسبوقة في الإنتاج والتطور بأقسام المعهد المختلفة، لافتًا إلى أن النجاح تم من خلال إنتاج عدد من اللقاحات الجديدة أول مرة مساهمة من المعهد في تنمية ثرواتنا الحيوانية والداجنة وتتبع أي معزوﻻت جديدة بالحقل والقضاء على المرض من خلال اللقاح المنتج.
وأشار سعد إلى أن المعهد يقوم بتصدير اللقاحات البيطرية لدول العالم مثل دول أفريقيا وأسيا والبلدان العربية الشقيقة وقد تم تسجيل عدد كبير من لقاحات المعهد بدولة الإمارات، مؤكدًا أنه تم القضاء على مرض الطاعون البقرى وطاعون الخيل، فهذه اللقاحات ناتجة من إجراء البحوث التي نتج عنها في الفترة الحالية، من خلال إنتاج 14 لقاح جديد وهو يمثل نحو 30% من إجمالي اللقاحات والتي لم تكن تنتج من قبل.
