الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"جمعتكم عيد".. المصريون يحتفون بعودة الجمع بالزينة والحلويات.. ووزير الأوقاف: نسأل الله ألا يحرمنا من الجمعة.. والمحافظون يتصدرون المشهد في المساجد الجامعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبلت آلاف المساجد الكبرى والجامعة اليوم، أول صلاة جمعة عائدة منذ توقف أعمال المساجد منتصف مارس الماضي لتجنب تفشي وباء كورونا المستجد، حيث احتفى المصريون بعودة الجمع في مظهر من مظاهر العيد لتعلق الزينة لأول مرة داخل المساجد فرحا وابتهاجا بتلك العودة، فيما حرصت السيدات على المشاركة رغم قرار استمرار حظر استقبالهم في المصليات من خلال توزيع الحلوى والمشروبات والأرز بلبن في مظهر من مظاهر البهجة العارمة التي عاشتها مصر.


أول جمعة عائدة بالضوابط الاحترازية والتباعد الجسدي بعد توقف دام خمسة أشهر لتجنب تفشي وباء كورونا المستجد، شهدت التزاما من قبل المصليين الذين حرصوا على اصطحاب المصلى الخاص وارتداء الكمامات والوضوء في المنازل والتزام التباعد الجسدي الموضح بعلامات تم ترسيمها من قبل وزارة الأوقاف مسبقا.
وأقرت لجنة إدارة أزمة كورونا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الأربعاء قبل الماضي عودة المصريين إلى المساجد لأداء الجمع وتوقف أذان النوازل المتضمن عبارتي:"ألا صلوا في رحالكم ظهرًا ألا صلوا في بيوتكم" بصورة تامة، لتعود عبارات حي على الصلاة وحي على الفلاح مجددًا وهي ما اشتاق المسلمون سماعها طيلة فترة الغياب.
وأدى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة بعنوان " الأمل حياة"، من مسجد محمد على بالقلعة، وسط حضور كبير من الشخصيات العامة وفي مقدمتهم محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، ومحمود الشريف نقيب الأشراف ووكيل أول مجلس النواب، وعبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق، وزعيم الأغلبية البرلمانية، حيث دعا الوزير المولى عز وجل أن يديم علينا نعمة العودة المساجد وألا يحرمنا منها، كما حرص المحافظون على أداء الصلاة وسط صعود لمدراء ووكلاء الأوقاف بالمساجد الكبرى بمحافظات مصر المختلفة.
فيما لم ترصد غرفة العمليات المركزية والفرعية للوزارة أي مخالفات تذكر سواء المتعلقة بالتزام الأئمة أو المصلين. 
وكشفت الأوقاف عن ضوابط عودة الجمعة منها: الالتزام بجميع إجراءات إقامة الصلوات العادية من مراعاة التباعد وارتداء الكمامة وإحضار المصلى الشخصي، وفتح المساجد قبل الصلاة بعشر دقائق وغلقها فور انتهاء الصلاة، والاقتصار على الأماكن المتاحة وفق تحقيق إجراءات التباعد الاجتماعي فقط، وتكون خطبة الجمعة في حدود عشر دقائق.


كذلك: عدم فتح دورات المياه، أو دور المناسبات، أو زيارة الأضرحة، وعدم السماح بأي مناسبات اجتماعية من أفراح أو عزاء أو نحوه، وكذلك عدم السماح بصلاة الجنائز بالمسجد، مع فتح المساجد الكبرى والجامعة بشرط وجود إمام أو خطيب معتمد من الأوقاف، ومصرح له بالخطابة، وعمال معينين على المسجد أو مسكنين عليه ومسئولين مسئولية متضامنية مع إمام المسجد أو الخطيب ومفتش المنطقة ومدير الإدارة وجميع قيادات المديرية عن تنفيذ جميع الإجراءات الاحترازية، وتحقيق عملية التباعد بين المصلين.
وأكدت الوزارة أنه في حالة حدوث أي مخالفة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة تجاه المخالف أو المخالفين مع عدم إقامة الجمعة في المسجد الذي تحدث فيه المخالفة مرة أخرى، مشددة أنه لا حرج على الإطلاق على من صلى الجمعة ظهرًا في منزله طوال فترة الفتح الجزئي سواء أكان ذلك منه تحوطًا واحتياطًا أم كان إيثارًا في إفساح المكان بما يُمكِّن من عدم الخروج على إجراءات التباعد وتحقيق الأمان الصحي.


وفى سياق متصل ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تحت عنوان "شكر نعمة الله على عودتنا إلى بيوت الله عز وجل".
قال لاشين، إنّ شكر نعمة الله على عباده به رسائل عديدة أولها أن الله وصف نفسه بالشاكر في موضعين في القرآن ومنهما "وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ"، كما وصف نفسه بالشكور في أربعة مواضع في القرآن منها "لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ"، ونفهم منهما أن من عاش شاكرا لله على أنعمه كان متصفا بصفة من صفات الله عز وجل.
وأضاف خطيب الجامع الأزهر أن الرسالة الثانية أن الله أثنى على كثير من أنبيائه لاتصافهم بالشكر، فقال في شأن سيدنا نوح "ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا " وقال في شأن سيدنا إبراهيم "شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" وبما يفيد أن من كان شاكرا لله على أنعمه فقد اتصف بصفة من صفات أنبياء الله ورسل الله. كما وصف الله تعالى عباده الصالحين بصفة الشكر ومنها قوله تعالى "قال رب أوزعني أن أشكر نعمتلك التي أنعمت على وعلى والدي"، فمن كان متصفا بصفة الشكر كان فيه صفة من صفات عباد الله الصالحين.
وأوضح لاشين، أن الرسالة الثالثة أن الله أمر عباده بالشكر فقال "واشكرولي ولا تكفرون" وقال في موضع آخر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"، فمن كان شاكرا لله في حياته كان ملبيا لأوامر الله عز وجل، وقد قدم لنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" القدوة الحسنة في شكر الله كما وردعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه.. قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟!، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا ( فمن اتصف بالشكر يتصف بصفة من صفات رسول الله "صلى الله عليه وسلم".
وقال لاشين أن من أراد أن يستفيد من نعم الله ومن أراد أن يضمن دوام واستمرار نعم الله عليه فليشكر الله على نعمه مصداقا لقوله تعالى "ولئن شكرتم لأزيدنكم ولإن كفرتم إن عذابي لشديد"، وهو ما يستوجب علينا أن ننفذ بكل حرص الإجراءات والتدابير الاحترازية وأن نتأدب بأدب الله ورسوله، وأن نلتزم أثناء تواجدنا في بيوت الله عز وجل بكافة الاشتراطات وأن نتجنب التزاحم وبهذا نكون من الشاكرين لله تعالى نعمة عودتنا إلى بيوته.