الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انفراجة أمل في ليبيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كانت الحروب والصراعات المسلحة في ليبيا وسوريا والعراق وغيرها خلفت الكثير من القتل والخراب والدمار وإشاعة الخوف والإضطرابات، وعبثت بحياة ومستقبل الكثير من أبناء هذة الشعوب، فالحرب لها تأثير كبير على صحة الأفراد في المجتمعات ورفاهيتهم، تاركة أيضًا وراءها العديد من الآثار السلبية على الأفراد لاسيما الأطفال والمرأة ومعظم الأسر من ناحية، وعلى البنية التحتية والمنشآت من طرق ومؤسسات تعليمية وثقافية، والمصانع والمستشفيات وغيرها من ناحية أخرى.
كل تلك الممتلكات العامة (والخاصة أيضاً) التي يلحق بها الدمار مهددة بالتدمير والتخريب بسبب هذة الحروب والفوضى ، وهذا ما يضاعف من تكاليف إعادة الإعمار للبنية التحتية، وما يتطلب المزيد من الجهد والوقت لأجل إعادة بناء تماسك المجتمع، حتى تعافيه من تبعات الحرب الطاحنة والمشاحنات. 
ومع ويلات الحروب وتكلفتها الكارثية وآثارها التدميرية ،تعالت الأصوات من أجل إنهاء الحروب ونبذ العنف والتطرف والتهجير وبناء السلام والتعايش السلمي، وفرضه في المجتمعات ،لأجل بناء سلام دائم في المجتمعات التي مزقتها الحروب.. من خلال استمرار الدعم الدولي للجهود الوطنية لوقف القتال ومراقبة وقف إطلاق النار، ووقف تدفق المقاتلين والمرتزقة والميليشيات المسلحة، والمساعدة في عودة اللاجئين والمشردين؛ والمساعدة في تنظيم ومراقبة الانتخابات، وتغليب المصلحة العامة وإعلاء شأن الوطن، ودعم إصلاح قطاع العدالة والأمن؛ وتعزيز حماية حقوق الإنسان، وتعزيز المصالحة الوطنية بعد وقوع الفظائع والأحداث الدامية خلال الفترة الماضية.
وسط ظلام المشهد الليبي وضبابيته، وتفاقم الأزمةالسياسية، خرج علينا بيان من حكومة الوفاق الوطني ومجلس النواب الليبي، لتهيئة الأجواء ووضع حد لتمزق الصف، وعدم غرق ليبيا في مستنقع الفوضى والدمار لأجل استئناف العملية السياسية وصولاً لبلورة مشروع حل واقعي يلبي تطلعات وطموحات الشعب الليبي للعيش بسلام وأمن وأمان واستقرار، ويحترم خياراته، ورغباته، ويبعد عن أرضه الآلاف من المرتزقة والميليشيات.
أنّ السلام درب الفرد إلى الإبداع وتحقيق التقدّم العلمي والعمراني، مما يجعله أمراً ضرورياً لنماء المجتمعات وتطورها وازدهارها، بالإضافة إلى أنّ ما تنفقه الدول في حالات الحرب من أموال تنفقها في تسلحها العسكري، أو في ترميم ما نتج عن حروبها من دمار وأضرار تستطيع أن تسخّره في تطوّرها في كافات المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية في حالة السلام، فإن اهتمت كل دولة في السير نحو السلام حُلّت الأزمات العالمية الكبرى التي تعدّ سبباً لهلاك الموارد والأفراد، وتبديد الطاقات البشرية.