لا شك أن توفير المناخ الملائم وعوامل النجاح، هى الأساس الذى يفتح المجال لتحقيق سلام واستقرار دائم في ليبيا، خصوصا ما يتعلق بسحب كل الميليشيات والمرتزقة المتواجدين على الأراضى الليبية، والذى تصل بعض التقديرات إلى أن عددهم تجاوز الـ20 ألفًا.
وسيبقى نجاح وقف إطلاق النار، هو نزع السلاح من كل الفصائل غير الشرعية، ليصبح الجيش هو صاحب السلطة الوحيدة فى توفير الحماية للشعب الليبى، والذى باستطاعته أن يوفر الأمن لكل ليبى فى مختلف أقاليم البلاد.
وهذا هو المبدأ الذى اتفق عليه كل المراقبين، فيما يتعلق بتوفير الأرضية المناسبة لنجاح حقيقى لوقف إطلاق النار، وأن يصبح اتفاقا شاملا يلتزم به كل الأطراف، دون أى تدخل خارجى، خصوصًا من تلك الأطراف التى أفشلت كل الاتفاقيات السابقة، والتى لا يعنيها أى شىء سوى مصلحتها واستنزاف ثروات هذا البلد العربى المنهك على مدى نحو 9 سنوات فى صراعات، لا تمت بصلة لأى مصالح تخص المواطن الليبى.
والمهم أن نشير هنا إلى أن من أولويات عوامل وضمانات النجاح لما دعا إليه كل من المجلس الرئاسى الليبى، وبرلمان ليبيا، بوقف شامل لإطلاق النار، السير وبوضوح نحو إخراج المرتزقة وإنهاء الوجود العسكرى التركى والقطرى فى كل ربوع ليبيا، لتصبح الكلمة الفصل للجيش الوطنى، الذى يعتبر القوة الرئيسية والوحيدة للدفاع عن ليبيا شعبا وأرضا.
ومن المهم أيضا أن تكون هذه الخطوة هى التمهيد لمجموعة من الإجراءات العملية على الأرض، وذلك من خلال انتخاب مجلس رئاسى جديد والسير بقوة نحو توحيد المؤسسات وحل الميليشيات ونزع سلاحها، وأن يحدد الشعب الليبى مصيره بنفسه ولنفسه.
ونؤكد على أنه بدون مثل هذه الضمانات الرئيسية لن نرى أى حلحلة حقيقية على الأرض، ومن المهم أن يعمل الجميع يدًا واحدة لإحلال استقرار حقيقى وملموس يحقق للشعب الليبى الحياة التى يستحقها بعد معاناة طويلة، لعبت فيها أطراف خارجية دور الوصي عليه.
