في ظل الصمت الدولي على جرائم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتسعت أطماعه واعتداءاته يوما بعد يوم، فقد قصفت طائرة تركية مسيرة سيارة عسكرية في منطقة برادوست الحدودية مع تركيا، التابعة لمحافظة أربيل، وأسفرت عن مقتل قائدي اللواء الثاني والفوج الثالث بحرس الحدود، وذلك في اعتداء سافر على سيادة العراق.
وكل يوم يرتكب أردوغان جرائم تمتد بين العراق وسوريا وليبيا، متسلحًا بهذه الحالة من الصمت، والتي لا تتعدى التنديد، وهو ما دعا الدولة العراقية، للمطالبة بوقعة ضد كل الممارسات التركية، والتي تمثل مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية، وهو ما أكدته الرئاسة العراقية مرات.
ولا شك أن الخروقات العسكرية التركية المتكررة للأراضي العراقية تعد انتهاكًا خطيرًا لسيادة بلد عربي، والمؤكد أن هذه الخروقات ستظل سياسة تركية، طالما أن العالم يقف بيعدًا عن كل هذه الجرائم، والتي تطال ليس الدول العربية فقط، بل تمتد وستمتد إلى كل دول العالم، وهو ما أثبتته التجارب مع مثل هذه الجرائم التي تدخل ضمن نطاق "الإرهاب".
مجلس الأمن اليوم مطالب وبشكل عاجل، لتلبية مطلب العراق، والعديد من المنظمات الدولية والعربية والإقليمية، مثل الجامعة العربية، والبرلمان العربي، للجم تركيا وليس توقفها عن الانتهاكات وكافة العمليات العسكرية ضد العراق، والتي تزعم أنقره أنها هدفها حزب العمال الكردستاني، بينما تقتل وتصيب المدنيين، وهو ما شهده العالم في حادث قصف الثلاثاء الماضي لمنطقة برادوست الحدودية، والذي راح ضحيته 5 بينهم ضباط برتب رفيعة.
أنقره في كل جرائمها ضد العراق، لم تراعي اية مواثيق دولية، ولا علاقات حسن الجوار مع جارتها، بل تجاهلت كل الدعوات التي تطالب بحل المشكلات الحدودية بين البلدين بالحوار الدبلوماسي، واتجهت إلى العمليات العسكرية.
وخطورة ما تقوم به تركيا في عملياتها العسكرية على الأراضي العراقية، استخدام طائرات إف 16 الحربية، والتي بدأت من 15 يونيو الماضي، في حالة حرب حقيقة، وامتدت إلى 8 مناطق وهو ما اعتبره العراق جريمة كبرى.
وامتد الغضب العراقي، لإلغاء زيارة مرتقبة اليوم الخميس لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى بغداد، واستدعاء سفير أنقرة لديها، وتسليمه مذكرة احتجاج "شديدة اللهجة".
فهل آن الأوان لموقف دولي قوي لوقف ولجم هذا المعتدي.
(البوابة)