أعوام كثيرة قضاها أردوغان وأذرعُه الإعلامية، يُهاجمون مصر حُكومةً وشعبًا ويختلقون الإشاعات المُغرضة، ولملم لهذا الكثير من المرتزقة من خونة مصر الذين باعوا شرفهم وباعوا ضمائرهم لصِعلوك هذا العصر. المجال كان مفتوحًا لهم على مصراعيه، وقنواتها الإعلامية وكذلك قنوات دويله قطر العميله. جميعهم اصطف في حملات ممنهجة تستهدف تشويه مصر حكومة وشعبا. حاولوا وعلى جميع الأصعدة، بث الإشاعات المغرضة، والتقارير المغلوطة عن مصر حدث ولا حرج، حتى الأفلام التى تسيء إلى الجيش المصري والشعب والحكومة، فقد أنتجوا وكلفوا أنفسهم. كانوا يحلمون أن يسقطوا مصر ولكن الله أراد غير ما أرادوه.
وطوال هذه السنوات الحكومة المصرية لا تتكلم ولا تذكر ذلك من قريب ولا بعيد. كل هذا ومصر تعمل تبني وتنتج.. كل يوم في مصر مشاريع تُفتتح وأخرى في طور الإنشاء، وثالثة في طور التخطيط. كل يوم هناك جديد على أرض مصر وتراهم يقولون لا يوجد أي إنجاز ويروجون لهذا سبحان الله! فلا أدري أعميت أبصارهم، أم استغشوا ثيابهم ووضعوا أصابعهم في آذانهم وإستكبروا إستكبارا. هم يستشيطون غيظا ونار حقدهم تزداد اليوم تلو اليوم ومصر تزداد تقدم وجميع المؤشرات العالمية تؤكد أن مصر تتقدم وعلى المسار الصحيح فهل يرضى هولاء عن هذا؟! لا.. أبدا فيتحرك الحقد بداخلهم إلى أن وصلنا في عجاله إلى الخط الأحمر الذي أعلنه رئيس مصر في كلمة، مجرد كلمة أعلنها بفمه "سرت الجفرة خط أحمر" جعلت الرئيس التركي مثل فأر في المصيدة زالت عنه السلطنه وسقط عنه التاج وأصبح رقما في سلسلة من يهذي بغير علم. الرجل يجيء يمنة ويسرة.. جنوبا ويسارًا، بالفعل بان للجميع أُمية عقله السياسية التي عجزت عن أن "تفك هذا الخط الأحمر" الذي أشار اليه الرئيس بكلمات معدودات لا تزيد عن اربع كلمات "سرت الجفرة خط أحمر".
كلمات يعرف من قالها أنها لها وزن، وأدرك العالم كله أن للكلمة وزن. وأدرك العالم أيضا أن الرئيس التركي رجل جاهل لا يعرف يَفُك الخط الأحمر الذي رسمه له رئيس مصر.. الأمر ليس هكذا فحسب بل الرجل أصبح مثل النملة الحائرة أراد أن يخرج من مأزق الخط الذي عجز أن يفكه فذهب بعيدا باتجاه البحر تحت دعاوي التنقيب عن الغاز.. ليجد يدًا من حديد تمسك بالقلم الأحمر مرة أخرى لتضع له خطًا أحمر ثاني. إتفاق مصر واليونان على ترسيم الحدود ومن قبله إتفاق مصر قبرص، شكلا خطًا أحمر هو الأصعب والأشد قساوة من ذلك الخط سرت الجفرة.
تأملت حال الرئيس التركي الذي فشل بإمتياز في فك الخطوط المصرية التي باتت تخنقه. فوجدتها تشبه لُعبة النمل والورقة والقلم. وهي لعبة تضع فيها نملة على صفحة بيضاء وكلما تحركت النملة في اتجاه ما، تقوم أنت بعمل خط بالقلم في مسار حركتها، فتغير النملة بدورها اتجاهها إلى اتجاه أخر، فما يكون على اللاعب إلا تكرار التجربة وضع خط آخر في مسار حركتها وهكذا إلى أن تصبح النملة محاطة بخطوط من جميع الجهات.
وها هي نفس اللعبة تُدار على الواقع السياسي يمسك الرئيس السيسي بقلم لكي يضع لأردوغان خط أحمر، فما كان من الأخير إلا أنه يغير اتجاهه نحو البحر، تجنبا لهذا الخط الأحمر فما كان من رئيس مصر إلا أن يضع له خط أحمر آخر.
الغريب في الأمر أن الخطوط الحُمر المصرية جاءت في قمة الشياكة ومتسقة مع القوانين الدولية، لتثبت من جديد أن خليفة تركيا المزعوم هو بالفعل سلطان أجوف. ثبتت سذاجته حينما بدا متجافيًا عن الذوق واللياقة وهو في ضيافة الرئيس التونسي قيس سعيد وذلك رغم كونه ضيف على تونس إلا إنه في بادرة تنم عن سوء اللياقة والأدب وجدناه على شاشات التلفاز في لقاء رسمي مسجل يعلن عن وجود رائحة سجائر بالقاعة وينصح الناس بالإبتعاد عن التدخين. أي لياقة وأى ادب يا رجل وأنت الضيف؟ وما كان من الرئيس التونسي إلا أن يوقفه عند حده، ولا يرد له الأهانة لأنه ضيفه فأجابه "هذه رائحة زيت الزيتون الذي تتطيب به تونس أو ربما رائحة الشواء للطعام الذي سوف تتناوله".. عرفنا هذا الرئيس التركي بعجرفته التي خرج فيها عن حد اللياقة والأدب والذكاء. عرفناه ثانية حينما وجه له الرئيس الأمريكي في رسالة رسمية قوله "لا تكن أحمقا". رساله لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُقال من رئيس دولة لرئيس دولة أخرى كائنا من يكون، لكن الرئيس التركي ابتلعها كنعامة في أرذل أثواب ذلها.. ثم عاود الكرة حينما كررها في قطر، وسيكررها امام كل من يعتقد أنهم يؤمنون أنه الخليفة ولا عزاء لمن يتبعون جاهلا لا يعرف يفك الخط..الأحمر.